“نيران صديقة” مجددا.. لماذا تفاقمت الأخطاء البشرية للجيش الإيراني؟

قال مصدر إيراني مقرب من السلطات إن السبب وراء قصف بارجة حربية إيرانية في مياه الخليج تقني أكثر منه بشري.

ميدل ايست نيوز: قال مصدر إيراني مقرب من السلطات إن السبب وراء قصف بارجة حربية إيرانية في مياه الخليج تقني أكثر منه بشري، في حين طالب الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه بالتحقيق في ملابسات الحادث والإعلان عن سببه الحقيقي.

‏وأعلنت القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني عن مقتل 19 عنصرا من قواتها وإصابة 15 آخرين جراء تعرض بارجتها الحربية “كنارك” لنيران صديقة عن طريق الخطأ عصر أمس الأحد في مياه الخليج دون الإشارة إلى حجم الأضرار التي لحقت بها.

وتعتبر بارجة “كنارك” واحدة من سفن الإسناد التي اشترتها إيران خلال العهد الملكي السابق من هولندا، وتم تطويرها خلال السنوات الأخيرة حيث انضمت عام 2018 للبحرية الإيرانية في مياهها الجنوبية.

وكذبت البحرية الإيرانية الأنباء المتداولة بشأن غرق البارجة في مياه الخليج، مؤكدة أنه تم قطرها إلى السواحل الإيرانية للصيانة وإصلاح الأضرار التي لحقت بها.

وعن سبب الحادث، ذكر التلفزيون الإيراني أنه تم قصف البارجة الصغيرة “كنارك” خلال مناورات عسكرية بصاروخ عن طريق الخطأ من قِبَل المدمرة الحربية “جماران” في بحر عُمان، موضحا أن البارجة لم تلتزم بمسافة الأمان بعد نقلها هدفا للتدريب إلى مكانه المحدد.

ووفقا للتلفزيون الإيراني، فإن الحادث وقع على مسافة قريبة من ميناء جاسك ومدينة جابهار في مياه الخليج.

ويبلغ طول بارجة “كنارك” 47 مترا وعرضها 8.5 أمتار وتزن 447 طنا، وبإمكانها نقل القوات والمعدات، فضلا عن أنها مجهزة بمدفع 20 مليمترا وكذلك ثلاث منصات لإطلاق صواريخ كروز المضادة للسفن. كما أنها مصممة لتلغيم المياه وحمل منصات لإطلاق الطائرات المسيرة، وفق الإعلام الإيراني.

طاقم البارجة

وعن الحالة الصحية لطاقم البارجة، قال رئيس جامعة إيرانشهر للعلوم الطبية محمد مهران أميني فرد، إنه من بين 16 عنصرا نقلوا إلى أحد مستشفيات مدينة جابهار، غادر ثلاثة منهم المجمع الطبي بعد تلقيهم العلاج وإن شخصا آخر لقي حتفه متأثرا بجروحه.

وأضاف أميني فرد في تصريح صحفي، أن 12 شخصا من طاقم بارجة كنارك يتلقون العلاج حاليا في المستشفى وأن اثنين منهم يخضعان للعناية المركزة.

وعن سبب الإرباك في الإعلان عن الحادث وعدد الضحايا، قال مصدر مقرب من الجيش الإيراني، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن إيران تطبق إجراءات مشددة فيما يخص القضايا الأمنية والعسكرية وإن هناك سلسلة تدابير لا بد من اتخاذها علی المستويات العليا للتسلسل الهرمي الكبير قبل الكشف عن مثل هذه الحوادث.

السبب الحقيقي

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى تأخر القوات الإيرانية في الإعلان عن إسقاط مضاداتها الجوية طائرة أوكرانية في يناير/كانون الثاني الماضي، مؤكدا أنه قد يعتقد البعض أن إيران أرادت إنكار دورها في إسقاط الطائرة، لكن الحقيقة هي أن إيران لن تعلن شيئا إلا بعد دراسته عدة مرات وعلى مختلف المستويات.

وكانت المضادات الجوية التابعة للحرس الثوري حطمت طائرة ركاب أوكرانية من طراز “بوينغ 737” بسبب خطأ بشري عقب إقلاعها من مطار الإمام الخميني جنوب العاصمة طهران، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا.

وانتقد المصدر أداء الدائرة الإعلامية في الجيش الإيراني وسوء إدارتها لمثل هذه الأحداث التي من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه لتوجيه الاتهامات للجمهورية الإسلامية، مؤكدا أن هناك ترتيبات وتعليمات تتقنها القوات المسلحة لكنها ترتكب أخطاء تكاد لا تغتفر عند تطبيقها على أرض الواقع.

وأضاف أن السبب الحقيقي وراء مثل هذه الحوادث تقني أكثر منه بشري، وأن التصورات بشأن دقة الصناعة الإيرانية العسكرية ليست صحيحة في جميعها، مستدركا بأن بلاده حققت إنجازات كبيرة في بعض صناعاتها العسكرية.

وأردف المصدر الذي لم يخف غضبه من تكرار الأخطاء البشرية في بلاده، أن بيان الجيش الإيراني يخلو تماما من أية إشارة إلى سبب الحادث أو الفرضيات المحتملة، ما يطرح تساؤلات كثيرة ولا سيما أن الحادث قد وقع بعد ظهر يوم أمس.

انتقادات ومخاوف

وشهد الحادث تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي في إيران، بين من ألقى باللائمة على مناورات الجيش الإيراني التي دأبت على تبرير فشلها بالأخطاء البشرية، بينما دافع آخرون عنها بأن المناورات تعني محاكاة أقرب ظروف للحرب، وأنه لا بد من دفع الضريبة لتحول البلاد إلى قوة كبرى.

كما أعرب بعض المغردين عن قلقهم من أن تؤدي الأخطاء البشرية إلى حرب لا تحمد عقباها مع دولة أجنبية، فيما فسر البعض الآخر الحادث بأنه يؤكد مدى دقة الرادارات والقطع البحرية الإيرانية.

في غضون ذلك، طالب الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان حشمت الله فلاحت الرئيس الإيراني حسن روحاني بالتحقيق في ملابسات الحادث والإعلان عن سببه الحقيقي، واصفا الحادث في كلمة له تحت قبة البرلمان بأنه لا يمكن القبول به.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى