نصر الله: لا يحق لأحد منح أي جزء من فلسطين لغير أهله… وقواعد اشتباك حرب تموز قائمة
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول بمناسبة يوم القدس العالمي إن الحق لا يسقط بتقادم الزمن.
ميدل ايست نيوز: الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول بمناسبة يوم القدس العالمي إن الحق لا يسقط بتقادم الزمن وما أُخذ بالسرقة والاغتصاب لا يصبح شرعياً ولو اعترف به كل العالم، مؤكداً أن المقاومة بكل أشكالها هي وحدها السبيل لتحرير الأرض والمقدسات.
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الجمعة بمناسبة يوم القدس العالمي، إن “فلسطين من البحر إلى النهر ملك الشعب الفلسطيني ويجب أن تعود إليه، ونحن سنصلي في القدس ونحن اليوم أقرب ما نكون إلى تحريرها”.
وقال السيد نصر الله إن “يوم القدس يأتي أيضاً بالتزامن مع ذكرى انتصار 25 أيار عام 2000 في لبنان، الذي أسس لانتصارات وتحولات كبرى في المنطقة وفلسطين ومواجهة المشروع الصهيونية وتحرير فلسطين، ويأتي بالتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين التي أسست لقيام هذا الكيان الصهيوني الغدة السرطانية الشر المطلق وما تبعه من نتائج في هذه المقاومة”.
وأضاف: “موقفنا من قضية فلسطين والقدس والمقدسات والكيان الغاصب هو موقف عقائدي وشرعي وإيماني وإنساني وأخلاقي، ومشتبه ومخطئ من يراهن أنه يستطيع أن يغيّر موقفنا من خلال الحروب أو الاغتيالات أو العقوبات أو التجويع”.
السيد نصرالله أكد في كلمته أن “الحق لا يسقط بتقادم الزمن وما أُخذ بالسرقة والاغتصاب لا يصبح شرعياً ولو اعترف به كل العالم، ولا يحق لأحد سواء كان فلسطينياً أو عربياً أو غير ذلك أن يهب جزءاً من فلسطين لغير أهلها”، مشدداً على أن “مسؤولية استعادة الأرض والمقدسات هي مسؤولية الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى ولكنها أيضاً مسؤولية الأمة”.
وتابع قوله إن “المقاومة بكل أشكالها هي وحدها السبيل لتحرير الأرض والمقدسات وكل الطرق الأخرى مضيعة للوقت، والتحرير لا ينجز في سنتين أو ثلاثة والمقاومة الشعبية تستنزف سنوات كبيرة ومعارك التحرير تستنزف سنوات طويلة وطول زمن المعركة لا يجوز أن يكون سبباً لليأس أو تبريراً للعجز”.
وأكد أنه “يجب أن تتواصل المقاومة، والجيل المعاصر إذا كان يشعر أنه غير قادر على المقاومة عليه أن لا يعطي تبرير لشرعنة الاحتلال ولا يجب أن يعترف به أو أن يوقع له”.
الأمين العام لحزب الله قال إن “إسرائيل هي الجبهة المتقدمة للولايات المتحدة الأميركية التي تدعمها عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً، وأميركا جعلت تقديم الخدمات إلى إسرائيل بوابة للتقرّب إليها، وهي تسخّر إمكاناتها وعلاقاتها وكل ما تملك من أجل تقوية وتثبيت إسرائيل، ومعركتنا الحقيقية هي بمواجهة الولايات المتحدة الأميركية”.
وأضاف أن “تحديد العدو الحقيقي يشكّل ضرورة أساسية لتقييم الإنجازات وقراءة الفرص والبيئة الاستراتيجية”.
كما أكد أن “إسرائيل تسير باتجاه السيطرة الكاملة والضم التام لكل الأرض العربية المحتلة في فلسطين ولبنان وسوريا.
ولفت إلى أن “هناك أنظمة عربية وإسلامية لا يعنيها الصراع مع إسرائيل من قريب ولا من بعيد، وهناك أنظمة أخرى خرجت من الصراع ولكنها لم تقف على الحياد بل أخذت تساعد الاحتلال، وتقدم له خدمات جليلة”.
وشدد كذلك على أن “التطبيع مع إسرائيل مدان وعلى الشعوب العربية أن تمنعه بكل الوسائل المتاحة لديها، والتطبيع مع إسرائيل مسار فاشل وخائب وخياني ويجب أن يتوقف، ورأينا نتيجته في الدول المطبّعة”.
نصر الله شدد كذلك في كلمته على أن “إيران هي مركز الثقل في محور المقاومة لذلك هي الأكثر استهدافاً من المحور الأميركي الإسرائيلي”.
وقال إن “انسحاب ترامب من الاتفاق النووي ثم فرضه العقوبات كانا يهدفان إلى إيجاد ضغط داخلي في إيران، والرهان الأميركي الإسرائيلي على إطلاق ضغط داخلي ضد القيادة في إيران فشل، والرهان الإسرائيلي على حرب أميركية ضد إيران فشل أيضاً، كما أن إسرائيل راهنت على المجموعات الإرهابية التكفيرية لمواجهة إيران ولكنها فشلت في ذلك أيضاً”.
وأضاف أن “إسرائيل راهنت حتى على كورونا ولكن إيران ستخرج من هذا الامتحان أقوى”.
وحول العراق، تابع نصرالله كلمته في القول إن “الحفاظ على العراق وقوته يتنافى مع المشروع الصهيوني، وإسرائيل كانت من أشد المحرضين على العراق، وأميركا وإسرائيل راهنتا على إطلاق حرب طائفية في العراق والمنطقة”.
أما عن سوريا، فأضاف إن “دمشق أفشلت الحرب الكونية التي شنت عليها وأسقطت المشروع الأميركي الإسرائيلي لإسقاط الدولة السورية”.
كما تطرّق نصر الله إلى “حرب المحور الأميركي الإسرائيلي السعودي على اليمن”ـ، وقال إنها “فشلت، وهذا كان له أثر كبير على صفقة القرن”، مشيراً إلى أنه “لو قُدّر لمحمد بن سلمان الانتصار في اليمن لكان سيسخّر انتصاره لفرض صفقة القرن على الفلسطينيين”.
نحن أقوياء و”إسرائيل” تعترف بأنها فشلت في منع تعاظم قوة المقاومة
وعن لبنان، أكد أمين عام حزب الله أن “إسرائيل تعترف بأنها فشلت في منع تعاظم قوة المقاومة في لبنان، وهي تراهن الآن على الوضع الاقتصادي في لبنان من أجل انقلاب بيئة المقاومة ضدها من خلال العقوبات”، مشيراً إلى أن “الشروط الأميركية لا تنتهي سواء بالنسبة لسلاح المقاومة أو بالنسبة لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل”.
وقال: “نحن في لبنان أقوياء ولسنا بين خيارين ونستطيع من خلال إمكاناتنا أن نتغلب على الأزمة”.
وفي سياق متصل، تابع السيد نصرالله قوله إن “إسرائيل راهنت على تحريض أهل غزة على المقاومة ومنع تعاظم قدراتها ولكنها فشلت في ذلك، واستمرار العمليات في الضفة الغربية يؤكد صمود الشعب الفلسطيني”، مشدداً أن إسرائيل وأميركا لم تجد فلسطينياً واحداً يمكن أن يوقّع على صفقة القرن أو يقبل بها وهذا فشل أميركي وإسرائيلي كبير”.
واعتبر أيضاً أن “إسرائيل تستغل الوقت المتبقي لترامب في البيت الأبيض لأنه يشكّل فرصة تاريخية لها، وتسرّع خطواتها للتخلص من حل الدولتين وإقامة دولة يهودية مستفيدة من وجود ترامب”.
وإذ قال أن خيارات الحروب العسكرية المباشرة من قبل الإسرائيليين والأميركيين قد تكون مستبعدة وأولوياتهم العقوبات، أكد نصر الله أن “قواعد الاشتباك التي أسسها الصمود الأسطوري في حرب تموز ما زالت قائمة”.
وانتهى الأمين العام لحزب الله بالقول إنه “لا يوجد قيادة عالمية اليوم بمواجهة كورونا وحتى منظمة الصحة تتعرض لهجوم أميركي شرس، وبالتالي فنحن ذاهبون إلى وضع دولي وإقليمي جديد وقد تنشأ فيه تهديدات لم تكن موجودة في السابق”.
وعقّب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، على كلمة السيد نصر الله، عبر الميادين، بالقول إن “خطابه يشيع روح الاطمئنان والمعنويات العالية في محور المقاومة”.
وأضاف نخالة أن “قوى المقاومة المتحالفة في الإقليم تعطي رسالة واضحة بأننا أقوى من أي وقت مضى”، معلناً أن الهدف “هو تحرير القدس ونحن بإمكانياتنا وثقتنا بالله أقرب للقدس”.