العراق يدفع رواتب 82 ألف مقاتل “فضائي” وهمي لقادة “الحشد الشعبي”

الحلقة المفقودة تكمن في زعيم الفصيل تحديدا الذي سجل أعداد أعضاء فصيله، فضلا عن وجود آخرين يقاتلون في سورية وليس العراق لكنهم يتقاضون مرتبات من الحشد الشعبي.

ميدل ايست نيوز: يشهد العراق، منذ أمس الأحد، انتقادات لوجود عشرات الآلاف من المقاتلين الوهميين الذين تطلق عليهم محليا تسمية “الفضائيين” في “هيئة الحشد الشعبي”، التي تتعامل معها السلطات العراقية على أنها مؤسسة أمنية رسمية تابعة لمجلس الوزراء يتقاضى ضباطها وعناصرها مرتبات كتلك التي تدفع لأفراد الجيش والشرطة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد بسبب انخفاض أسعار النفط وتداعيات فيروس كورونا، ما دفع السلطات للحديث عن إجراء اقتطاعات في مرتبات الموظفين اعتبارا من الشهر المقبل كأحد الحلول للأزمة.
عضو البرلمان فائق الشيخ علي تحدث، أمس الأحد، عن وجود 82 ألف مقاتل “فضائي” في فصائل “الحشد”،

موضحا أن “عدد مقاتلي الحشد الأبطال الفعلي 48 ألف مقاتل، لكن قادتهم يتقاضون رواتب 130 ألف مقاتل، بفارق 82 ألف فضائي”، داعيا العراقيين إلى شن حملة وصفها بالمدوية ضد الفضائيين بـ”الحشد الشعبي”.

مسؤول حكومي عراقي سابق قال لـ”العربي الجديد”، إن الحديث عن وجود “فضائيين” في “الحشد” ليس جديدا، وغالبا ما يتم الحديث عنه من قبل مسؤولين على أعلى المستويات، مستدركا “لكن العبرة في وجود سلطة قادرة على الحد من هذه الظاهرة”.

ولفت إلى أن “الحلقة المفقودة تكمن في زعيم الفصيل تحديدا الذي سجل أعداد أعضاء فصيله، فضلا عن وجود آخرين يقاتلون في سورية وليس العراق لكنهم يتقاضون مرتبات من الحشد الشعبي”.

وأشار المسؤول إلى أن الحكومتين السابقتين برئاسة عادل عبد المهدي وحيدر العبادي وقفتا مكتوفة الأيدي تجاه حقيقة وجود عناصر وهميين في “الحشد”، مبينا أن الصمت عن ذلك يعود لتنامي قوة “الحشد”، الذي تحول قادته من مجرد زعماء لفصائل إلى رؤساء كتل سياسية لديها وزراء وأعضاء في البرلمان.

بدوره، أكد عضو البرلمان العراقي باسم الخشان وجود أعداد كبيرة ممن وصفهم بـ”الفضائيين” في مؤسسات الدولة قال إن “جهات متنفذة تحميهم من المساءلة القانونية”، مبينا في إيجاز صحافي له، أن الغالبية العظمى منهم في وزارتي الدفاع والداخلية و”هيئة الحشد الشعبي”.

والعام الماضي، تحدث العبادي عن وجود أعداد ضخمة من العناصر الوهمية التي لا وجود لها إلا أسماء في “الحشد الشعبي”، يتقاضى أصحابها مرتبات كبيرة، وهو ما اعتبرته “هيئة الحشد”، في حينها، تصريحات غير مسؤولة.
وعام 2018 قتل المسؤول المالي في “الحشد الشعبي”، قاسم الزبيدي، في ظروف غامضة، بعد كشفه ملفات فساد كبيرة في الهيئة.

ناشطون ومتابعون عبروا عن رفضهم لوجود فضائيين في “الحشد الشعبي”، إذ كتب الباحث في الشأن السياسي فراس الياس في تغريدة على موقع “تويتر” إن المسجلين (في الحشد الشعبي) هم 136 ألف مقاتل، والعدد الفعلي الموجود على الأرض في المدن والجبهات 48 ألف مقاتل. وأضاف “بمعنى أن عدد الفضائيين أكثر بكثير، هناك تجنٍ كبير على مقاتلي الحشد من قبل قادته، فهم استغلوا واقعه المالي للحصول على منافع اقتصادية كبيرة، وهذا سبب إصرارهم على إقحامه في صراعاتهم السياسية”.

أما الناشط جلال هدرس فقد خاطب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بتغريدة على موقع “تويتر” قائلا “يا رئيس الوزراء، عدد الفضائيين في الحشد هو 94 ألفا، هذا الموضوع مسؤول عنه 3 أشخاص، هم: فالح الفياض (رئيس هيئة الحشد الشعبي)، وأبو مهدي المهندس (النائب السابق لرئيس هيئة الحشد الشعبي)، ونوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق”.

وعلقت أم سامر في حسابها على موقع “تويتر” على ذلك بالقول: “للعلم منتسبي الحشد يتم استقطاع ثلث رواتبهم لقادة الحشد عدا رواتب الفضائيين حتى يغطوا صرفيات القتال بلبنان وسورية واليمن”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى