ثاني ناقلة نفط إيرانية تصل إلى السواحل الفنزويلية: رسالة تحد لواشنطن
ناقلة "فورست" دخلت المياه الاقتصادية الخالصة لفنزويلا، وترافقها قواتها البحرية حتى ترسو في الميناء.
ميدل ايست نيوز: أفادت وكالة “إيسنا” الإيرانية بأن ثاني ناقلة إيرانية وصلت، ظهر اليوم الإثنين، إلى السواحل الفنزويلية في بحر الكاريبي، وهي من أصل 5 ناقلات تحمل البنزين الإيراني إلى فنزويلا، التي تعاني من نقص حاد في هذه المادة.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت، ظهر اليوم، نقلا عن مصادر إعلامية فنزويلية، أن ناقلة “فورست” دخلت المياه الاقتصادية الخالصة لفنزويلا، وترافقها قواتها البحرية حتى ترسو في الميناء.
ويأتي وصول الناقلة بعدما أكدت طهران وكاراكاس، أمس الأحد، دخول أول ناقلة إيرانية تعرف باسم “فورجون” إلى المياه الفنزويلية، قبل أن تؤكد السفارة الإيرانية في كاركاس رسو هذه الناقلة على الساحل، مقدمة الشكر للقوات المسلحة الفنزويلية على حماية الناقلات “لمنع قرصنة أميركية”، بحسب وصفها.
وتفيد التقارير الإيرانية بأن الناقلات الـ3 الأخرى دخلت بحر الكاريبي، متوجهة نحو السواحل الفنزويلية لتفريغ شحناتها.
ويأتي الحديث عن وصول الناقلتين الإيرانيين في ظل مخاوف إيرانية من احتمال قيام البحرية الأميركية بعرقلة حركتها، لكون البلدين يخضعان لعقوبات أميركية وعلى ضوء تهديدات غير مباشرة من واشنطن.
وأطلقت طهران خلال الأيام الماضية تحذيرات بشأن “التهديدات الأميركية” لناقلاتها، وكان آخرها إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أول أمس السبت، أن بلاده سترد بالمثل “في حال أحدث الأميركيون مشاكل لناقلاتنا في بحر الكاريبي أو أي منطقة في العالم”.
ولم تصرح الولايات المتحدة الأميركية رسميا بأنها ستمنع وصول الناقلات الإيرانية المتوجهة إلى فنزويلا، فيما أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس الماضي، عدم علمها بوجود “خطط أو جهود عسكرية لتوقيف أو تفتيش أو تدمير حاملات النفط من إيران إلى فنزويلا”. لكن التهديدات الأميركية كانت بشكل غير مباشر، إذ نقلت وكالة “رويترز”، قبل نحو أسبوعين، عن مسؤول أميركي، لم يفصح عن هويته، قوله إن الولايات المتحدة تدرس الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد قيام إيران بإرسال شحنة وقود إلى فنزويلا.
إلا أن وصول الناقلات الإيرانية إلى الفناء الخلفي لواشنطن في أميركا اللاتينية، وتسيير طهران ناقلات نفط أخرى نحو الصين، بحد ذاته، يمثل رسالة تحد إيراني للولايات المتحدة الأميركية، لكون التصرف الإيراني يشكل انتهاكا واضحا للعقوبات الأميركية المفروضة على الصادرات النفطية. وجاءت الخطوة في وقت أعلنت فيه واشنطن أخيرا، أنها بصدد تشديد تطبيق هذه العقوبات.
وتشير تقارير إعلامية إيرانية إلى أنه بالتزامن مع إرسال الناقلات الإيرانية الخمس إلى فنزويلا، حرّكت طهران 4 ناقلات نفط أخرى إلى الصين، فضلا عن وجود ثلاث ناقلات في المياه الصينية وبالقرب من ميناء شنغهاي الصيني في الوقت الراهن.
واللافت أن الناقلات التي سيّرتها طهران أخيرا نحو الغرب والشرق، تبحر وسط تشغيل أجهزة الرادار والتتبع لديها على عكس المرات السابقة بعد فرض العقوبات الأميركية، حيث كانت تتحرك بعد إطفاء هذه الأجهزة.
وتقول تحليلات إيرانية إن رد إيران على اغتيال قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، مطلع يناير/ كانون الثاني في ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد، وإطلاق أول قمر صناعي عسكري إلى الفضاء خلال الشهر الماضي، فضلا عن رد إيران بالمثل على احتجاز بريطانيا ناقلتها قبالة منطقة جبل طارق من خلال توقيف ناقلة بريطانية في 19 يوليو/تموز في الخليج، شكّل دوافع قوية لدى طهران لتسيير حاملات النفط بشكل معلن، وهي مطمئنة من عدم حصول رد أميركي، رغم التحذيرات والتهديدات.