انتخاب قاليباف رئيساً للبرلمان الإيراني الجديد… من هو؟
يُختار رئيس البرلمان في إيران لعام واحد فقط، وتتكرر عملية الانتخاب بعد انتهاء المدة.
ميدل ايست نيوز: اختار المشرعون في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، اليوم الخميس، رئيس بلدية طهران السابق، القيادي السابق في “الحرس الثوري” محمد باقر قاليباف رئيساً للبرلمان بدورته الحادية عشرة. ويُختار رئيس البرلمان في إيران لعام واحد فقط، وتتكرر عملية الانتخاب بعد انتهاء المدة.
ووفقاً للتلفزيون الإيراني، حصل قاليباف على 230 صوتاً من مجموع 264 صوتاً مشاركاً في عملية التصويت. ونافس قاليباف على المنصب، النائبان المحافظان فريدون عباس رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية السابق، ومصطفى ميرسليم القيادي في “حزب مؤتلفه” الإسلامي، إلا أن منافسه الأبرز حميد رضا حاجي بابائي، قد أعلن انسحابه، مساء أمس الأربعاء، من التنافس. ونقل عن قاليباف أخيراً قوله في اجتماع إنه سيستقيل من البرلمان في حال لم يظفر برئاسته.
وجاء انسحاب حاجي بابائي بعد تدخل كتلة “الثورة الإسلامية” البرلمانية التي تشكلت، في 7 مايو/ أيار الحالي، وهي أكبر كتلة تضم معظم النواب المحافظين في البرلمان الجديد.
والتأمت الكتلة، أمس الأربعاء، لحسم منصب رئيس البرلمان ونائبيه والهيئة الرئاسية في البرلمان، بعد نشوب خلافات حادة بين الأصوليين على هذه المناصب. وفي هذا الاجتماع، حصل قاليباف على أصوات الأغلبية المطلقة من أعضاء الكتلة، حيث صوّت 164 نائباً لصالحه لرئاسة البرلمان.
كما حصل النائبان المحافظان أمير حسين قاضي زاده هاشمي، وعلي نيكزاد، على أغلبية أصوات أعضاء كتلة “الثورة الإسلامية” لنيل منصبي النائب الأول والثاني لرئيس البرلمان بـ94 و93 صوتاً على الترتيب.
وخلال جلسة التصويت، اليوم الخميس، اختار المشروعون النائبين هاشمي ونيكزاد (وزير الطرق والمواصلات في عهد أحمدي نجاد) لمنصبي النائب الأول والنائب الثاني، بعد حصولهما على 208 و196 صوتاً على الترتيب.
وقاليباف البالغ من العمر 58 عاماً حاصل على الدكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة “تربية المدرس” (تربيت مدرس) بطهران، وشغل مناصب قيادية في “الحرس الثوري” الإيراني، منها قيادة السلاح الجوي في الحرس، وقيادة مقر “خاتم الأنبياء”، قبل أن يُعيّن قائداً لقوات الأمن الداخلي (الشرطة) من قبل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، حيث بقي في المنصب لـ5 أعوام. كما ظفر عام 2005 بمنصب رئيس بلدية طهران لمدة 12 عاماً.
وعلى عكس المرات السابقة في الحياة البرلمانية الإيرانية، فاز المرشح المحافظ قاليباف بمنصب رئاسة البرلمان من دون وجود مرشح للتيار المنافس؛ أي الإصلاحيين الذين تراجع حضورهم في الدورة الجديدة في البرلمان إلى أقل من 20 نائباً، وهم وجوه غير معروفة، بعضهم دخل الانتخابات كمستقلين. وجاء تراجع دور الإصلاحيين بعد رفض معظم مرشحيهم في الانتخابات، من قبل مجلس صيانة الدستور.
وترشح قاليباف ثلاث مرات للانتخابات الرئاسية الإيرانية، إلا أنه أخفق فيها، لكن لا يبدو أنه بعد فوزه بمنصب رئيس البرلمان، سيترك السباق الرئاسي، إذ تشير الأنباء من داخل التيار المحافظ في إيران، إلى أنه قد يتخذ قراراً بالاستقالة من النيابة لاحقاً للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، المزمع عقدها في مايو/ أيار 2021، بعد انتهاء ولاية حسن روحاني الثانية.
وتدور شبهات بالفساد المالي حول قاليباف أثناء رئاسته لبلدية طهران، إلا أنه يرفض الاتهامات الموجهة إليه بهذا الشأن.
يُشار إلى أن الانتخابات التشريعية الأخيرة، أجريت، في 21 فبراير/ شباط الماضي، وسيطر التيار المحافظ على الأغلبية المطلقة من خلال الفوز بأكثر من ثلثي المقاعد، البالغة 290 مقعداً، لكن مصير 14 مقعداً لم يتحدد بعد، على أن تجري الانتخابات لتحديده، خلال الصيف المقبل.