أول استطلاع رأي عراقي عن تقييم أداء حكومة الكاظمي والثقة بإيران والولايات المتحدة

يحظى الكاظمي برضا العراقيين وعليه تحسين أدائه لكسب الشارع بالمناطق الجنوبية وكردستان الشمالية.

ميدل ايست نيوز: كشف أوّل استطلاع للرأي العام، أجرته المجموعة المستقلة للبحوث وفق معايير مؤسسة غالوب الدولية للبحوث، أنّ العراقيين مقبلون على تقييم أداء رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، وتُجرى مثل هذه الاستطلاعات بالشكل الذي يمثّل نسباً موحدة من الشرائح السكانية حسب الفئات العمرية والتحصيل الدراسي ومناطق السكن، بما يحقق معادلة إحصائية تخصصية تجمع حصيلة الآراء في معادلات رياضية، تمثل الخطوط العامة لعدم الوقوع في نسبة من الخطأ يمكن أن تتجاوز خمسة ‎في المئة.

والمجموعة المستقلة للأبحاث هي مؤسسة علمية تألفت من أكاديميين مستقليبن العام 2003، وتعتبر الممثل الوحيد لمؤسسة غالوب الدولية للأبحاث أشهر مؤسسة موثوقة لاستطلاعات الراي في العالم في الولايات المتحدة ولها وكالات فرعية في أغلب دول العالم منها العراق، ويدير المجموعة الدكتور منقذ داغر وهو شخصية بحثية مرموقة.

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته المجموعة، فإنه على الرغم من انقسام العراقيين في الرضا عن اختيار الكاظمي “50 : 50” فإنه توجد غالبية واضحة “64 في المئة” لها رأي مفضّل برئيس الحكومة على حد قول الكاتب مازن صاحب الشمري، المهتم بنتائج المشاركين، وتضمن الاستطلاع جزأين أساسيين عن رأي العراقيين بمصطفى الكاظمي وأدائه، ورأيهم بدول الجوار والقوى المؤثرة في المشهد العراقي.

كيف كان رضا العراقيين؟

الاستطلاع هو أول تقييم شعبي للفترة الأولى من أداء رئيس الوزراء، ونسبة الرضا عنه وعن سلوكه، وجاءت الإجابات عن السؤال الأول الذي وجِّه إلى المبحوثين: ما مدى الرضا عن اختيار مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء؟

وظهر أنّ 49 ‎في المئة من العراقيين راضون عن الاختيار، مقابل ‎51 في المئة غير راضين، وهو انقسام واضح، وحين مقارنته بسلفه عادل عبد المهدي فترة استوزاره نفسها، كانت النتيجة أن نسبة الراضين 45 ‎في المئة مقارنة بـ55 ‎في المئة غير راضين، وهنا يتمتع الكاظمي بنسبة أعلى من سلفه عبد المهدي.

وحول الرضا الشعبي حسب المناطق السكانية، فقد أظهر الاستطلاع أن الشمال العربي (المناطق السُّنية) بلغت النسبة بها ‎61 في المئة، بالمقابل 39 ‎في المئة‎ غير راضين، ووصلت نسبة الرضا في بغداد 61 ‎في المئة، و39‎ في المئة‎ غير راضين.

أمّا المناطق الجنوبية ذات الغالبية الشيعية فبلغت نسبة الرضا بها ‎40 في المئة إلى ‎60 في المئة غير راضين، وهذا ناتج من ظروف النقمة على الحكومة بشكل عام، والتظاهرات التي خلّفت آلاف القتلى، فضلاً عن الجرحى الذين لم يعالجوا من قِبل الحكومة المركزية، وسوء الأحوال المعيشية التي يعانيها المجتمع.

وهنا ينصح مدير المجموعة المستقلة منقذ داغر، رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بضرورة أن “يحسّن بسرعة في الأداء، ويسعى لكسب رضا الشارع بالمناطق الجنوبية، وفي كردستان الشمالية ذات الغالبية الكردية”.

ثلثا العراقيين يفضّلون الكاظمي

وركّز الاستطلاع على شخص الكاظمي، بصيغة: “هل لديك رأي مفضل جداً” أو “مفضل إلى حد ما” أو “غير مفضل على الإطلاق”، وأجاب المستطلعون بنسبة تفضيل عالية بلغت 64 ‎في المئة تقارب الثلثين لديهم رأي مفضّل لرئيس الحكومة، وبعضهم غير راضٍ عن عملية الاختيار، لكنهم غيّروا قناعاتهم من بعض القرارات التي راقت للبعض، كما يفسّر ذلك منقذ داغر.

وكشفت زيادة نسبة المترددين في التفضيل الشخصي أيضاً، الذين بلغوا 45 ‎في المئة، أنهم يقفون على الحافة، ما يعبّر عن حالة القلق من ناحيتهم، ومن ثمّ يستدعي الأمر من الكاظمي أن يستميلهم إلى صفّه، كما ينصحه متخصصو الاستطلاع، ويوجد 16 ‎في المئة ممن أجابوا بأنه غير مفضل لديهم، وينصح المتخصصون رئيس الحكومة بالاشتغال عليهم لكسبهم، وتغيير قناعات التفضيل.

أمّا النتائج على مستوى المناطق حول تفضيل الكاظمي رئيس حكومة فإنه حصل في كل المناطق التي أُجري فيها الاستطلاع على 72 ‎في المئة، إذ استطاع أن يغيّر من آراء المبحوثين، وتوزّعت النتائج على المناطق الجنوبية من العراق 65 ‎في المئة، في حين بلغت النسبة 62 ‎في المئة ببغداد، وبالمناطق السُّنية زادت إلى 72 ‎في المئة.

تقييم أداء رئيس الحكومة

وتضمّن الاستطلاع تقييماً لأداء رئيس الحكومة العراقية بسؤال المبحوثين “إلى أي مدى تعتقد أن رئيس الوزراء كان قادراً على تحمّل مسؤولياته منذ تشكيل الوزارة حتى الآن؟”. وأظهرت النتائج أن 59 ‎في المئة منهم أكدوا أنه كان قادراً، مقابل 32 ‎في المئة‎ يقولون إنه لم يكن قادراً، وأظهر الاستطلاع أيضاً أن تسعة ‎في المئة ليس لديهم إجابة.

ومقارنة بما حصل عليه سلفه عادل عبد المهدي خلال الفترة نفسها أظهرت نتائج الاستطلاع أن الأخير نال 46 ‎في المئة من ثقة العراقيين آنذاك، مقابل 48 ‎في المئة للكاظمي، وهذا يكشف ثقة الشعب برئيس الحكومة الحالي نسبياً من عادل عبد المهدي الذي أطاحته التظاهرات لاحقاً.

وحول تحمّل المسؤولية على الصعيد المناطقي كشف الاستطلاع أن العرب السُّنة والشيعة أعطوا درجة عالية من الثقة والتأييد للكاظمي، بلغت 67 – 65 ‎في المئة، حول تحمّله مسؤولياته منذ تشكيل الحكومة حتى الآن، لكنها انخفضت عند المبحوثين الكرد لتصل إلى 42‎ في المئة.

اللاعبون الإقليميون والدوليون

وخُصص القسم الثاني من الاستطلاع لـ”اللاعبين الدوليين والإقليميين”، إذ أظهرت النتائج العامة عدم ثقة العراقيين بجميع الأجانب، وبرزت هذه الظاهرة بعد 2017، بعد تحرير الموصل إبان إدارة حيدر العبادي، وهي تعبير عن فجوة الثقة بين العراقيين محليّاً مع الأحزاب والنظام السياسي.

وكشف الاستطلاع أن العراقيين من أعلى نسب (الزينوفوبيا) التي تعني عدم الثقة بالغرباء في العالم، وكذلك تعدّت إلى عدم الثقة بالدول الأخرى نتيجة تراكم الخذلان، مع بروز ظاهرة إيجابية تتمثل بانخفاض مستمر منذ تحرير الموصل 2017 في حدة الاستقطاب نحو الدول طائفياً كما يقول محللو الاستطلاع.

إيران وتغير الوعي العراقي

وأكد الاستطلاع أن إيران حصلت على أقل الدول تفضيلاً، إذ بلغت 82 ‎في المئة‎ من مجموع المبحوثين، وتلتها الولايات المتحدة 75 ‎في المئة.

وكشف الاستطلاع الذي أفرد للولايات المتحدة وإيران باباً خاصاً في تطور درجات التفضيل أن نسبة تفضيل إيران 49 ‎في المئة، في حين بلغت 34 ‎في المئة للولايات المتحدة، ثم انخفضت النسبة في 2020 لتصل إلى 15 ‎في المئة، مقابل ‎‎22 في المئة للولايات المتحدة، بمعنى أنّ العراقيين تخلوا عن تأييد إيران خلال السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة 67 ‎في المئة، وهذا يفسّر قيمة التظاهرات العراقية والسخط الشعبي بحرق القنصليات الإيرانية، ورفض العراقيين تدخل طهران في فرض سياستها بالعراق والمنطقة.

كما أن العرب الشيعة الذين كانوا يفضّلون إيران عام 2017 بنسبة 74 ‎في المئة انخفضت نسبة تأييدهم إلى 21‎ في المئة خلال منتصف العام 2020، ووصلت إلى تسعة ‎في المئة لدى السُّنة العرب، و12 ‎في المئة لدى الكرد، وهو مؤشر مهم جرى بأسرع مما كانت تعتقده طهران التي تراهن على شيعة العراق بالولاء لها، وما حرق قنصلياتها بالمناطق الجنوبية والوسطى ومقرات الأحزاب الموالية سوى مؤشر لعدم التأييد. وأكد صانعو الاستطلاع المهم أنهم سيتعمدون تكرار القياسات في مدد زمنية مختلفة لقياس درجات التغيّر في الوعي العراقي وميولهم في الفترة المقبلة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ايندبندنت عربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى