الخط العربي يحظى باهتمام خليجي واسع
أهم ما ساعد في تصميم الخط العربي هو تشابك حروفه، مما أعطاه مرونة في تشكيلها.
ميدل ايست نيوز: شكل الخط العربي أحد أهم أسس الثقافة والهوية العربية، وينقسم الحرف العربي في طريقة رسمه إلى أنواع عديدة من الخطوط المعروفة، التي أخذت أشكالها الحالية مع تقادم السنين وإدخال كبار الخطاطين تعديلات وتحسينات على تلك الخطوط.
وينال الخط العربي اهتماماً كبيراً من قبل البلدان العربية، وفي الخليج توفر الجهات الرسمية ومجاميع فنية وشخصيات دعماً لهذا النوع من الفنون، لا سيما أنه يدرس أكاديمياً بصفته فناً مثل بقية الفنون.
أهم ما ساعد في تصميم الخط العربي هو تشابك حروفه، مما أعطاه مرونة في تشكيلها.
أنواع الخط
يرجع الأصل في نشأة الخط العربي إلى الخط النبطي، ثم ظهرت المدرستان الكوفية والحجازية، اللتان عملتا على تطوير هذا الخط ونشره، فظهر في اللغة العربية أشهر خطين؛ وهما الخط الكوفي الذي تميز بالصلابة، والخط الحجازي الذي امتاز بالسهولة.
وفي بداية ظهور الخط لم يكن منقّطاً، حتى جاء التابعي أبو الأسود الدؤلي، المتوفى عام 688 م، ووضع النقاط على الحروف.
للخط أنواع عديدة؛ بعضها نال شهرة كبيرة لجمال ودقة ورشاقة حروفه وصعوبة رسم تلك الحروف، ما يتطلب تمارين طويلة ومكثفة لسنين طويلة.
وعليه يفضل الخطاطون تلك الخطوط لإبراز مواهبهم، ويشاركون بأعمالهم الفنية تلك في معارض محلية ودولية للفوز بالجوائز.
ومن أبرز هذه الخطوط: الديواني والجلي والنسخ والرقعة والثلث والتعليق والإجازة والكوفي.
اهتمام خليجي
في دول الخليج ينال الخط العربي اهتماماً يزداد باستمرار، فلا تخلو دولة خليجية من مسابقات فنية تعنى بالخط العربي، فضلاً عن دورات تعليمية وتطويرية لاكتشاف الموهوبين في مجال الخط العربي.
ويرتبط الخط العربي بعلاقة وثيقة مع الثقافة الإسلامية، حيث تمثل الخطوط العربية ركيزة أساسية من ركائز تجميل المساجد بالآيات القرآنية التي تخط على جدرانها.
وتجسد تلك الخطوط بأشكال فنية تزداد بهاءً حين تضاف إليها الزخارف الإسلامية التي يتعمد الخطاطون تأطير خطوطهم بها.
وعليه تنشط مسابقات الخط العربي في شهر رمضان، خاصة في مختلف دول الخليج، ودائماً ما تكون الآيات القرآنية محور تلك الخطوط.
شجرة الخطاطين
آخر ما أعلن من اهتمام خليجي بالخط العربي هو إطلاق مؤسسة “خولة للفن والثقافة” الإماراتية مبادرة لإنشاء قاعدة بيانات لكل الخطاطين المجازين والمتميزين في أنحاء العالم، وعرض سيرة ذاتية وفنية لهم.
ووفقاً لما نشرته صحيفة “الإمارات اليوم” المحلية، الخميس (2 يوليو الجاري)، فإن المبادرة تأتي تحت عنوان “شجرة الخطاطين المجازين”.
تسعى المبادرة لاستعراض نماذج من أعمال المشمولين بالمبادرة، مع بيان أساتذة كل فنان وطلابه، ما يجعل قاعدة البيانات أقرب ما تكون إلى شجرة متشابكة، مشكلة فناً من فنون الخط.
تضم المبادرة، التي أطلقت برعاية الشيخة خولة بنت أحمد، في انطلاقتها بيانات وافية لنحو 19 فناناً من: الولايات المتحدة والكويت وإسبانيا والهند والسعودية وتركيا وسوريا ومصر والأردن.
تمثل البيانات شجرة قابلة للنمو أكثر فأكثر، بما يخدم معاييرها الفنية وأهدافها المتمثلة في تشكيل شبكة تبادل وتواصل معرفي لسائر المحترفين لفن الخط العربي وبقية الفنون المرتبطة به.
وهذه هي المبادرة الأولى من نوعها في هذا المجال، وهي تقدم بيانات للأنساب الفنيّة للخطاطين المجازين في كل مكان من العالم، وفق البلد، مع اقتراحات لاستعراض أعمال الفنانين.
ستكون شجرة الخطاطين بمنزلة وثيقة مرجعية وسجل موثق لسيرة ونمو فن الخط العربي عبر مبدعيه وخطاطيه، سواء كانوا مجازين أو متميزين.
عام الخط العربي
السعودية، ومن باب اهتمامها بالخط العربي، أعلن وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، في ديسمبر الماضي، تسمية عام 2020 بـ”عام الخط العربي”.
هذه التسمية تجسد ما يمثله الخط العربي من أهمية في التعبير عن مخزون اللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، وجاء تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
وزارة الثقافة السعودية أعلنت أنها ستعمل خلال عام الخط العربي 2020 على تقديم فعاليات نوعيّة تخدم الخط العربي، وتعزز من حضوره في المجتمع على مدار العام.
وقالت الوزارة إنها ستعمل على تحفيز الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية على المشاركة في الحدث، والإسهام في إبراز أهمية الخط العربي، إلى جانب تشجيع الأفراد والمهتمين بعرض مواهبهم عبر منصات متنوعة.
ويأتي الاحتفاء بالخط العربي ضمن جهود وزارة الثقافة لإبراز العناصر الرئيسية المكوّنة للثقافة العربية، التي يأتي على رأسها الخط بوصفه فناً أصيلاً له خصائصه وأساليبه المميزة، ووعاءً معرفياً مهماً احتوى الثقافة العربية وأسهم في نقلها من جيل إلى جيل.
“كتارا” القطرية
المناسبات الفنية والثقافية التي تحتضنها قطر، خاصة في الحي الثقافي “كتارا”، لا تخلو من مسابقات أو معارض لفن الخط العربي.
لكن الأبرز في هذا المجال كان في يونيو 2019؛ حيث أعلن خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام لـ”كتارا”، تدشين جائزة كتارا الدولية للخط العربي.
تأتي الجائزة في إطار حرص “كتارا” الدائم على الاهتمام بالخط العربي بالشكل الذي يعكس دعم ورعاية المبدعين في الوقت نفسه، الأمر الذي يعزز من أهمية الدور الثقافي والفني الذي تقوم به هذه المؤسسة؛ ما يجعلها وجهة ثقافية وفنية باميتاز.
تأتي الجائزة أيضاً في إطار ما يحظى به الخط العربي من مكانة كبيرة جعلته يستحوذ على قطاع كبير من الجمهور؛ وذلك للدور الذي يؤديه في التأثير على مشاعر الانتماء للثقافة العربية الإسلامية، لكونه نقطة التقاء بين جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض على مختلف انتماءاتهم الجغرافية.
والجائزة تضاف إلى سلسلة الجوائز التي تطلقها “كتارا”؛ ومنها جوائز كتارا لتلاوة القرآن الكريم، وشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وفن النهمة والرواية العربية.
“جمعية محبي الخط العربي”
في البحرين أعلن تأسيس “جمعية محبي الخط العربي”، وذلك في أكتوبر الماضي، حيث عقدت اجتماعها الثالث برئاسة الخطاط محمود أحمد الملا، وحضور الأعضاء المؤسسين.
وفقاً لصحيفة “البلاد” المحلية، عقد الاجتماع في قاعة المحاضرات بمتحف البحرين الوطني، بحضور مندوب عن هيئة الثقافة والآثار.
تسعى الجمعية من خلال أهدافها إلى العمل على تحقيق العناية بالخط العربي والزخرفة الإسلامية، ونشر الوعي الثقافي.
وتهتم أيضاً بالسعي للمحافظة على تراث فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية من الاندثار، ومواكبة نمو الوعي الفني في مملكة البحرين.
كل ذلك يكون من خلال عقد دورات تدريبية لنشر الخط العربي والزخرفة الإسلامية في البحرين، وتنظيم معارض للخط العربي والزخرفة الإسلامية، والتواصل مع المؤسسات الثقافية في مملكة البحرين وخارجها للتعريف بالخط العربي.
وأيضاً تسعى إلى التواصل مع المؤسسات التعليمية ليدخل فن الخط العربي ضمن المناهج الدراسية الأساسية، وتبني البحوث والدراسات الخاصة بالخط العربي والزخرفة الإسلامية، وإعداد جدول من الأنشطة والفعاليات الثقافية يتواصل خلال العام؛ يتضمن محاضرات وندوات علمية للتعريف بالخط العربي.
مبادرات مهمة
فضلاً عن الدورات التعليمية والمسابقات والمعارض التي تشهدها الكويت في مجال فن الخط العربي كانت مبادرة ملتقى د. سعاد الصباح، أحد أبرز المبادرات الداعمة للخط العربي على مستوى الخليج والعرب وليس الكويت فقط.
المبادرة التي كانت تحت رعاية وحضور الشيخة الشاعرة د. سعاد الصباح، أقيمت في ديسمبر 2018، وحملت عنوان: “فعاليات ملتقي الشيخة سعاد الصباح للخط العربي”، وذلك في مقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.
عبد الرسول سلمان، رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، قال إن ملتقى الشيخة الدكتورة سعاد الصباح يمثل إضافة لرصيد الحركة التشكيلية العربية.
وأضاف أن أبناء الحركة التشكيلية في الكويت والعالم العربي يثمنون “الدعم الإيجابي الكبير الذي تقدمه سعاد الصباح للحركة الثقافية بشكل عام، والحركة التشكيلية بشكل خاص، ما كان له أبعد الأثر في رفد مسيرة المبدع التشكيلي محلياً وخليجياً وعربياً.
الملتقى استضاف نخبة من الخطاطين العرب في الملتقى، وقدموا 170 لوحة من الخط العربي بأشكال مختلفة؛ تنوعت بين خط الرقعة، والنسخ، والديواني، والكوفي، والمغربي، والفارسي، وخط الإجازة.