مصر تتسلم طائرات “سوخوي 35” الروسية رغم التحفظات الأميركية

وقّعت مصر مع روسيا عقدا منذ عامين لتوريد 24 مقاتلة بقيمة ملياري دولار، ومعها أنظمة التسليح اللازمة، على أن تتسلمها خلال عامي 2020 و2021.

ميدل ايست نيوز: تسلمت مصر أول دفعة من مقاتلات “سوخوي 35” الروسية لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، رغم التحفظات الأميركية.

وقالت مصادر مصرية لـ“العرب” إن القاهرة حصلت بالفعل على خمس من هذا النوع خلال الأيام الماضية. وكانت وسائل إعلام روسية استعرضت، قبل أيام، صورا لأول خمس طائرات تمثل الدفعة الأولى من المقاتلات التي قالت إنها ستسلم لمصر بعد أن أقلعت من مطار شركة “كومسومولسك أون أمور” للطيران، وتوجهت إلى الجزء الأوروبي من روسيا.

امتلاك هذا النوع من الطائرات يمنح القاهرة تفوقا نوعيا في المجال الجوي في المنطقة، ويمنح موسكو تقدما في مبيعات الأسلحة للشرق الأوسط، ويشير إلى إمكانية زيادتها في وقت تستحوذ فيه الولايات المتحدة على نحو 45 في المئة منها.

وأكدت الدوائر ذاتها، أن العلاقة بين موسكو والقاهرة تطورت كثيرا، وحسمت جانبا كبيرا من التردد الذي شابها أحيانا، ويوحي تسليم “سو- 35” بأن العلاقات تجاوزت مطبات عدة، وبلغت حدا متطورا في التنسيق حول بعض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ما يزعج الإدارة الأميركية التي تراها مصر أصبحت منصرفة عن هموم المنطقة ولا تتعامل معها بجدية كافية، وتدعم أطرافا معادية، في إشارة إلى تركيا.

ووقّعت مصر مع روسيا عقدا منذ عامين لتوريد 24 مقاتلة بقيمة ملياري دولار، ومعها أنظمة التسليح اللازمة، على أن تتسلمها خلال عامي 2020 و2021.

وربط مراقبون، بين الحديث عن تنفيذ الصفقة وتزايد احتمالات التدخل العسكري المصري في ليبيا مباشرة ومواجهة التمدد التركي هناك. ولفتوا إلى أن قدرات “سوخوي” القتالية العالية تحمل رسالة مهمة، إذا قررت القاهرة التعامل بخشونة مع ملف سد النهضة الإثيوبي، حيث يواجه تعثرا واضحا، جعل الخيارات ضيقة أمامها.

وأشار خبراء عسكريون، إلى أن مزايا المقاتلات الروسية تكمن في تعدد المهام التي تقوم بها، فهي ذات قدرة فائقة على المناورة، وتنتمي إلى جيل المقاتلات 4++، وسرعتها 2800 كم/س، ومداها 3600 كيلومتر، وقد يصل إلى 4500 كم، حال تمت إضافة خزانات وقود خارجية، ما يوفر لها قدرة على الوصول إلى أهداف بعيدة.

وتتصاعد أهميتها مع تزويدها بأنواع مختلفة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، والتي تتسم بدقة في الإصابة، وبها نظام رادار متطور يمكنها من تتبع عدد من الأهداف المعادية في البر والبحر والجو وتدميرها بدقة فائقة.

واحتفت جهات قريبة من الحكومة المصرية بهذه الطائرات، ونشرت صورا عديدة لها، في إشارة توحي بأهميتها البالغة، وما تحمله من رسالة طمأنة عسكرية مضاعفة، وأخرى سياسية تفيد بأن القاهرة لم تعد مرتهنة لإرادة واشنطن في مجال التسليح.

وبعد استقبال الدفعة الأولى من المقاتلات الروسية أصبحت مصر ثاني دولة تملك الطائرة “سوخوي 35” بعد الصين التي استلمت 24 طائرة من موسكو.

وتمكنت مصر من إعادة تسليح جيشها بأحدث المعدات العسكرية من الشرق والغرب، ورفضت الارتهان لإرادة واشنطن التي تمنعت سابقا عن تزويدها بما تحتاجه من أسلحة متقدمة، ما فتح المجال لشراء تلك الأسلحة من دول مختلفة.

وقلل متابعون، من تأثير هذه الخطوة كثيرا على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، لأن واشنطن لا تستطيع سياسيا وعسكريا واستراتيجيا أن تخسر القاهرة في الوقت الراهن، وتدرك هذه المعادلة بدقة، فلدى مصر ما يكفي من التوازنات لتضع نفسها في مكانة يصعب على واشنطن أو أي طرف دولي آخر خسارتها بسهولة في هذه المرحلة.

وأوضح حمدي بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، أن القاهرة سوف تواصل سياساتها في تنويع مصادر التسليح واقتناء الأحدث والأقوى عالميًا، مثل “سوخوي” و“الرافال”، واللتان تعتبران من أحدث المقاتلات، ولكل منهما استخدامات مختلفة وقدرات متباينة على مستوى المناورة والسرعة والمدى والقدرة على الوصول للأهداف البعيدة دون الحاجة للتزود بالوقود.

وشدد في تصريح، لـ”العرب”، أنه ليس من حق الولايات المتحدة الاعتراض على “سوخوي”، طالما أنها تزوّد إسرائيل بمقاتلات شبحية وذات تسليح وقدرات متطورة، مؤكدًا أن مصر “ماضية في سياستها لتنويع مصادر السلاح وفقا لمصلحتها الخاصة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى