“سعد الجبري”: محمد بن سلمان شجع التدخل الروسي في سوريا متأثرا بأفكار ولي عهد أبوظبي

أثار تشجيع بن سلمان التدخل الروسي، قلق مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الذي قابل الجبري لنقل توبيخ إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما. 

ميدل ايست نيوز: كشف المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية والمتخفي في كندا، سعد الجبري، أن ولي العهد، محمد بن سلمان، كان السبب في تغيير نهج بلاده تجاه القضية السورية، كما أنه شجع على التدخل الروسي في سوريا، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، عن نص دعوى تقدم بها الجبري، إلى محكمة أميركية، ضد ولي العهد السعودي.

وذكر الجبري في الدعوى المدنية، التي رفعها الأسبوع الماضي في العاصمة الأميركية، واشنطن، أن الأمير محمد بن سلمان حول السياسة الخارجية للمملكة وأعطى الضوء الأخضر للتدخل الروسي في سوريا في صيف 2015، عندما أصبح وليا لولي العهد ووزير الدفاع والمسؤول الأول عن السياسة الخارجية في البلاد.

وكانت السعودية، قبل ذلك الوقت، تدعم جماعات معارضة للنظام السوري، فيما كانت إيران تدعم النظام، لكن بن سلمان غيـَّر من السياسة الخارجية للمملكة، متأثرا بأفكار ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وخاصة بعد لقاء دار بينهما في فبراير 2015 في أبوظبي، بحسب دبلوماسيين غربيين.

وأثار تشجيع بن سلمان التدخل الروسي، قلق مدير وكالة الاستخبارات الأميركية في ذلك الوقت، جون برينان، الذي قابل الجبري في يوليو وأغسطس 2015 لنقل توبيخ إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما.

ويقول الجبري في الدعوى “أعرب برينان عن قلقه من تشجيع بن سلمان للتدخل الروسي في سوريا، في وقت لم تكن فيه روسيا طرفا في الحرب حتى ذلك الوقت”.

وأضاف أنه نقل بالفعل رسالة برينان لبن سلمان “لكنه رد بغضب”.

ويشير الجبري إلى أن اجتماعاته مع برينان، كلفته وظيفته، باعتباره الرجل الثاني في المخابرات السعودية ومنسق بلاده مع المخابرات المركزية الأميركية.

ويعيش الجبري مختبئا في كندا، حيث اتهم بن سلمان بإرسال فرقة قتل إلى كندا، حيث يعيش في المنفى، بهدف قتله وتقطيع أوصاله بالطريقة نفسها التي قُتل بها الصحفي جمال خاشقجي، على حد قوله.

وفي 30 سبتمبر 2015، بدأت روسيا حملة جوية دعما لقوات النظام.

وساهم التدخل الروسي بقلب ميزان القوى على الأرض لصالح قوات النظام، التي استعادت تدريجياً أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد، فيما منيت الفصائل المعارضة بانتكاسات متتالية، خصوصاً بعدما فقدت أحياء حلب الشرقية، والغوطة الشرقية قرب دمشق.

وما قد يجعل الجبري هدفا للسلطات السعودية، هو اطلاعه على معلومات سرية بحكم عمله سابقا على عدد من الملفات الحساسة، خلال سنوات عمله في الاستخبارات السعودية، بجانب قربه من الأمير محمّد بن نايف، الذي حل محمد بن سلمان مكانه في ولاية العهد، ولأنه يعرف الكثير عن نشاطات له يمكن أن تلحق ضررا بالعلاقات بين واشنطن والرياض.

ومنذ مارس الماضي اعتقلت السلطات السعودية اثنين من أبناء الجبري وأحد أشقائه، ثم لم تعرف عنهم العائلة شيئا، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن ابنه خالد، الذي يعيش في كندا أيضا.

ونقلت الصحيفة عن جيرالد فايرشتاين، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، قوله إن الجبري كان يعمل على عدد من الملفات الحساسة خلال سنوات عمله في الاستخبارات السعودية.

وانتهت سنوات عمل الجبري في الاستخبارات بعد صراع على السلطة بين ولي العهد السابق، محمد بن نايف، والأمير محمد بن سلمان.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى