قطر .. “حليف رئيسي” للناتو يسعى للعضوية كاملة
أعربت الولايات المتحدة، عن أملها في المضي قدما، بإعلان قطر حليفا رئيسيا غير عضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
ميدل ايست نيوز: أعربت الولايات المتحدة، عن أملها في المضي قدما، بإعلان قطر حليفا رئيسيا غير عضو في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وهو وضع يمنح الدول بعض المزايا في الدفاع والتعاون الأمني.
يأتي هذا الإعلان، بعد أيام من اختتام فعاليات الحوار الاستراتيجي الثالث، بين قطر والولايات المتحدة، الذي استمر 3 أيام، والتي أكد فيه الطرفان على عمق العلاقات بينهما.
كما أن الإعلان يأتي بعد لقاءات مكثفة، بين مسؤولين أمريكيين وقطريين، بينهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ونظيره القطري محمد آل ثاني، في واشنطن، وبدء مباحثات السلام الأفغاني بالعاصمة الدوحة.
والخميس، قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج تيموثي لندركينغ، إن “قطر واحدة من الحلفاء المهمين بالنسبة للولايات المتحدة في منطقة الخليج”.
وأشار لندركينغ، إلى أن “هناك تعاوناً اقتصادياً كبيراً معها (قطر)، وأنها تستضيف على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالشرق الأوسط”.
وفي يونيو/حزيران 2018، قال وزير دفاع قطر، خالد العطية، إن بلاده أصبحت “من أهم دول المنطقة في نوعية التسليح”، وبين أن الدوحة “تطمح لعضوية كاملة في حلف ناتو”.
ميزات العضوية
ويعني مصطلح “حليف رئيسي من خارج ناتو”، تعيينا يقدمه حلف ناتو أو الحكومة الأمريكية للدول التي لديها علاقات قوية معها، لكنهم ليسوا بأعضاء في الحلف.
ويمنح وضع “حليف رئيسي من خارج الحلف” الدولة المختارة، ميزة تفضيلية للحصول على المعدات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية.
ويشمل ذلك أيضا، المواد الفائضة المجانية، والتعامل مع الصادرات بشكل عاجل، وإعطاء الأولوية للتعاون في التدريب.
ورغم أن الوضع لا يشمل تلقائيا اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، إلا أنه لا يزال يمنح مجموعة متنوعة من المزايا العسكرية والمالية التي لا يمكن الحصول عليها من قبل الدول غير الأعضاء في ناتو.
وهناك 18 دولة حاصلة على وضع “حليف رئيسي من خارج الحلف”، منها دول خليجية كالكويت والبحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، ودول عربية أخرى مثل مصر والأردن وتونس والمغرب.
عضوية كاملة
وعن اهتمام ناتو بقطر، قال الباحث في الشؤون الدولية جلال سلمي، إن رفع مستوى التعاون مع الدوحة “يمثل أهمية عالية، بالأخص في ظل ظهور نوعية جديدة من التهديدات كالإرهاب العالمي والحرب السيبرانية، وغيرهما”.
وأضاف سلمي، أن “ناتو يهتم برفع مستوى التعاون مع قطر، لا سيما أنها تحتضن القاعدة الأمريكية الأكبر بالمنطقة، فذلك يشكل نقطة في رصيدها لدى ناتو”.
وأوضح أن “قطر ذات تحرك دبلوماسي مشهود على الساحة الدولية، وستستفيد من فرصة أكبر فيما يتعلق بإمكانية الاتجاه نحو بذل جهود مضنية، للحصول على برامج حيوية في التعاون مع ناتو”.
“هذه الميزة الجديدة التي أضافها ناتو لقطر، قد تكون الطريق إلى الحصول على العضوية الكاملة مستقبلاً”، بحسب السلمي، الذي أردف: “الأمر قائم على مدى سعي دولة قطر، وقدرتها على مدى استغلال نفوذها الدبلوماسي، والمنظماتي لتحقيق ذلك”.
واعتبر السلمي، أنه “في المحصلة، لا تنعدم فرص قطر لتحقيق تعاون مع ناتو بالكامل، بل إنها قد تذهب نحو اتباع سياسة صيد الفرص، للمناورة في إطار ترسيخ سيناريو تأسيس مجلس شراكة استراتيجي”.
لذلك، فإن هذه الميزة قد تساعد قطر، حسب السلمي، على أن “تحظى ببرامج تعاون حيوية، تُعلي من رصيدها الإقليمي كدولة صغيرة المساحة كبيرة النفوذ، أو تأسيس أرضية لسيناريو التعاون الظرفي في أسوأ الأحوال”.
علاقات متشعبة
تقع العلاقات بين قطر وحلف شمال الأطلسي، ضمن إطار “مبادرة إسطنبول للتعاون” التي انضمت إليها الدوحة في 16 فبراير/شباط 2005.
ويأتي التعاون بين الطرفين، لتحقيق الاستقرار الدائم والأمن في منطقة الخليج، وإصلاح القطاع الدفاعي والتعاون الأمني والعسكري وأمن الطاقة.
ويشمل التعاون بينهما أيضا، تبادل الزيارات والمشاورات السياسية، ومشاركة قطر في الدورات العلمية والعسكرية التي يوفرها ناتو.
وفي 18 يناير/كانون الثاني 2018، وقعت قطر اتفاقية أمنية مع حلف ناتو؛ توفر إطاراً لحماية تبادل المعلومات بين الجانبين.
وفي مارس/آذار 2018، وقعت قطر على اتفاقية تعاون مع الحلف، في المسائل العسكرية والأمنية، أثناء زيارة أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى بروكسل في بلجيكا، حيث مقرّ الحلف.
والاتفاق يتمثل بتمركز قوات وموظفي حلف ناتو في قاعدة “العديد” الجوية، التي تقع جنوب غرب الدوحة، والتي تضم القوات الجوية الأميرية القطرية والقوات الجوية الأمريكية وسلاح الجو الملكي البريطاني.
كما تستضيف القاعدة مقر القيادة المركزية الأمريكية، والسرب رقم 83 من القوات الجوية البريطانية، وجناح المشاة الجوية رقم 379 التابع إلى القوات الجوية الأمريكية.
وبحسب تقارير، استضافت القاعدة أكثر من 11 ألف ضابط وجندي أمريكي، وأكثر من مئة طائرة تشغيلية.