أرسلت بعض عناصرها لقطر.. ماهي قوة الفضاء الأمريكية؟

الولايات المتحدة قامت بنشر أول مجموعة من قوة الفضاء الأمريكية في قاعدة "العديد" الجوية بقطر، في خطوةٍ هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

ميدل ايست نيوز: تواصل الولايات المتحدة انتشارها العسكري في أنحاء العالم، باعتبارها القوة الأبرز التي تريد أن تُبقي على مكانتها في ظل تنافس متسارع مع نظيراتها كروسيا والصين بشكل أساس.

وفي إطار هذا الانتشار، يظهر التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودولة قطر، عسكرياً وأمنياً، والذي زادت وتيرته في الأسابيع الأخيرة، مع استضافة الدوحة محادثات مهمة بين حركة طالبان الأفغانية وواشنطن، والشراكة الوثيقة في مكافحة الإرهاب.

وتأتي خصوصية قطر، باعتبارها تضم على أراضيها قاعدة عسكرية تستضيف آلاف الجنود الأمريكيين بشكل دائم، الأمر الذي ضاعف من متانة العلاقات الاستراتيجية بين الدوحة وواشنطن على مدار عقود.

قوات فضائية في قطر

وفي خضم سعي الولايات المتحدة لتمتين هذه العلاقة، قامت بنشر أول مجموعة من قوة الفضاء الأمريكية في قاعدة “العديد” الجوية بقطر، في خطوةٍ هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

وقالت رئيسة البعثة، القائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى قطر، “جريتا سي هولتز”: “يمثل نشر أول مجموعة من أعضاء قوة الفضاء الأمريكية في قاعدة العديد الجوية بقطر، التزاماً من الولايات المتحدة وقطر بمواصلة بناء شراكتهما الاستراتيجية في المستقبل وبمجال الفضاء”.

وأدى 20 جندياً من هذه القوة اليمين بقاعدة “العديد” الجوية القطرية في أول عملية انتشار لهم خارج الأراضي الأمريكية.

وقال الكولونيل تود بنسون، مدير القوات الفضائية في القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، خلال مراسم تبديل عناصر القوات الجوية للفروع العسكرية التي يعملون فيها في الأول من سبتمبر 2020: “هذه المجموعة ستصنع التاريخ”.

وأضاف، بحسب بيان صحفي صادر عن القوة الفضائية: “إنهم أول مجموعة تابعة للقوة الفضائية الأمريكية الذين يتم نشرهم لدعم العمليات القتالية”.

وأضاف أن عدداً آخر سينضم إلى وحدة “مشغلي الفضاء الأساسيين”، وسيعملون على تشغيل الأقمار الصناعية، وتتبُّع مناورات من وُصف بالعدو، ومحاولة تجنب صراعات في الفضاء.

في الوقت ذاته أشار إلى أن هناك دولاً شديدة العدوانية رفض أن يسميها، تحضّر لتوسيع النزاع إلى الفضاء، مضيفاً أنه ينبغي أن تكون للولايات المتحدة القدرة على التنافس والدفاع عن مصالحها الوطنية.

ولا تعد هذه القوة سوى رديف لقوى كبرى مكونة من 13 ألف جندي أمريكي أغلبهم من سلاح الجو، يتمركزون في قاعدة “العديد” على بُعد 30 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة الدوحة.

واستخدمت واشنطن هذه القاعدة، التي تمثل أكبر وجود عسكري لها بالشرق الأوسط، في حربها ضد تنظيم “داعش” بسوريا والعراق، وفي تنفيذ عمليات استطلاعية ومناورات عسكرية مع شركائها في المنطقة والعالم.

وتعرف قاعدة “العديد” الجوية باسم مطار “أبو نخلة” أيضاً، وتضم القاعدة القوات الجوية الأميرية القطرية والقوات الجوية الأمريكية وسلاح الجو الملكي البريطاني.

وتستضيف القاعدة مقر القيادة المركزية الأمريكية ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والسرب رقم 83 من القوات الجوية البريطانية وجناح المشاة الجوية رقم 379 التابع إلى القوات الجوية الأمريكية.

ماهي قوة الفضاء الأمريكية؟

نهاية عام 2019، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إحدى القواعد العسكرية، معلناً وبشكل رسمي اعتماد هيئة عسكرية جديدة مختصى بالفضاء تحمل اسم “قوة الفضاء الأمريكية”.

وتعد هذه القوة العسكرية الأولى التي يتم إنشاؤها في البلاد منذ أكثر من 70 عاماً، وتندرج ضمن القوات الجوية الأمريكية.

ترامب وصف الفضاء حينها بأنه “أحدث ساحة للحرب في العالم”، مضيفاً أنه “في ظل التهديدات الخطيرة للأمن القومي الأمريكي، أصبح التفوق في مجال الفضاء مسألة حيوية للغاية”.

ولفت ترامب “نحن رواد، لكننا لسنا رواداً بشكل كاف، وفي القريب العاجل سنصبح سباقين”، مؤكداً “أن قوة الفضاء ستساعد في ردع العدوان والسيطرة على الفضاء”.

وفي ديسمبر 2019، وقع ترامب على ميزانية الجيش الأمريكي السنوية، والتي قدرت بـ 738 مليار دولار، مضمناً موازنة مبدئية لقوة الفضاء الجديدة بـ 40 مليون دولار خلال عامها الأول فقط.

اللافت في هذه القوة أنها لن تُرسل إلى الفضاء (وقد وصلت أول مجموعاتها لقطر) ولكن ستحمي الممتلكات الأمريكية، مثل مئات الأقمار الصناعية المستخدمة في الاتصالات والمراقبة.

فيما أن المهام الرسمية المعلنة أن هذه القوات ستنفذ العمليات العسكرية للولايات المتحدة بحرية في الفضاء، ومنه، وإليه، بالإضافة إلى العمليات العسكرية الفضائية السريعة والمستدامة.

وتتألف قوة الفضاء الجديدة من 16 ألفاً من أفراد القوات الجوية والموظفين المدنيين، حيث تكمل هذه القوة العمل الذي بدأته قيادة “سبيس كوم” التي أُنشئت في أغسطس 2019 للتعامل مع العمليات الفضائية للجيش الأمريكي.

ويحتفظ كافة أعضاء القوات الفضائية حالياً بالدرجات والرتب الخاصة بهم في أثناء عملهم بالقوات الجوية سابقاً.

ردع روسيا والصين

ويأتي تأسيس هذه القوات في وقت يرى فيه القادة العسكريون الأمريكيون، الصين وروسيا تحرزان تقدماً في تحديد جبهات عسكرية جديدة.

مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، سبق أن قال في تصريحات له، إن الدولتين لديهما أشعة ليزر محمولة جواً وصواريخ مضادة للأقمار الصناعية، وتحتاج الولايات المتحدة لقوة لردعها، مبيناً أن “الفضاء تغير بشكل جذري خلال السنوات الأخيرة فبعد أن كان سلمياً أصبح مكتظاً وعدائياً”.

وفي يونيو 2020 شددت استراتيجية وزارة الدفاع الأمريكية على أن الولايات المتحدة ستسعى للمحافظة على تفوّقها في الفضاء، وخصوصاً حماية الأقمار الصناعية المستخدمة لتحديد المواقع والتي يعتمد عليها الجيش إضافة إلى أجهزة الطوارئ والنقل وحتى الخدمات المالية.

وقالت الوثيقة: “تشكّل الصين وروسيا التهديد الاستراتيجي الأكبر نظراً لتطويرهما واختبارهما ونشرهما قدرات فضائية مضادة”، مشيرة إلى أن بكين وموسكو تطوران أدوات للتشويش وشن الهجمات الإلكترونية، وهو أمر يهدد الأقمار الصناعية الأمريكية بشكل مباشر.

وفي إطار ذلك اعتبرت روسيا أن الاستراتيجية المرتبطة بالفضاء التي كشفت عنها الولايات المتحدة “عدائية”، متهمة واشنطن بالتعامل مع الفضاء كـ”ساحة حرب”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “الوثيقة تؤكد على المسار العدائي الذي تتخذه واشنطن في الفضاء” واصفة الخطوة بأنها “مدمّرة” و”تثير سباق تسلّح في الفضاء”.

في الوقت الذي اتهمت فيه الصين أمريكا بتحويل الفضاء الخارجي لـ”ساحة معركة جديدة”، وأنها تنتهك بقوة الإجماع الدولي بشأن الاستخدام السلمي للفضاء.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الخلیج اونلاین

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين + ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى