البلوك رقم 9 عقدة النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل

يدور النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل على مجمّع نفطي في البحر الأبيض المتوسط، تقول بيروت إنه يقع ضمن مياهها الإقليمية والإقتصادية.

ميدل ايست نيوز: شكّل انعقاد الجولة الاولى من المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل، أمس الأربعاء، حدثاً بارزاً على مستوى لبنان والمنطقة، وذلك بالرغم من تواضع نتائج هذه الجولة. لكن مجرّد انطلاق  هذه المفاوضات حمل بحدّ ذاته دلالات سياسيّة مهمّة بالنظر إلى تداخل مصالح وأجندات الأطراف المعنية بها، سواء إيران التي يشكّل “حزب الله” صاحب النفوذ الواسع في لبنان أحد أهمّ حلفائها في المنطقة، أو الإدارة الأميركية حيث يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى تحقيق إنجازات خارجية قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية، أو لبنان الذي يعاني أعمق أزمة إقتصادية في تاريخه، وبطبيعة الحال إسرائيل التي تحاول أن تلعب دوراً إقليمياً أوسع مستفيدة من تحوّلها أحد أهم منتجي الغاز في المنطقة، فضلاً عن الدعم الأميركي التاريخي لها.

ويدور النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل على مجمّع نفطي في البحر الأبيض المتوسط، تقول بيروت إنه يقع ضمن مياهها الإقليمية والإقتصادية، وتزعم إسرائيل أن لها الحق في جزء منه.

ويقدّر مجمل مساحة المياه الإقليمية اللبنانية بحوالي 22 ألف كيلومتر مربع، في حين تبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 860 كيلومتراً مربعاً.

وقسّمت المساحة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل إلى عشر مناطق أو مجمعات. ويمثّل المجمع 9 إحدى تلك المناطق وأبرزها، مع العلم أن المجمع أوالبلوك الرقم 9 يقع في منطقة على شكل مثلث، تصل مساحتها إلى 860 كيلومتراً مربعاً، وتقع على امتداد ثلاثة من المجمعات البحرية العشرة في لبنان.

ويعود تاريخ المجمع أو الرقعة الرقم 9 إلى عام 2009 حين اكتشفت شركة “نوبل للطاقة” الأميركية كمية من احتياط النفط والغاز في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.

وتُشكّل البلوكات 8 و9 و10 نقطة خلاف بين لبنان وإسرائيل، إذ تزعم الأخيرة أن البلوك 8 جنوباً وتبلغ مساحته 1400 متر مربع بعمق يتراوح بين 1672 و2062 متراً تحت سطح البحر جنوباً، يقع أيضاً داخل حدودها.

وكانت إسرائيل قد وقعت في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2011، اتفاقية مع قبرص لتعيين الحدود بينهما، وقامت تل أبيب بموجبها بضمّ مساحة مائية تقدر بـ860 كيلومتراً مربعاً من المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية، وتحتوي هذه المنطقة على كميات كبيرة من النفط والغاز.

وفي ظل الخلاف بين بيروت وتل أبيب تقدم الموفد الأميركي السابق فريدريك هوف عام 2012 بمقترح إلى لبنان، يقوم على إعطاء 360 كيلومتراً مربعاً من المياه اللبنانية لإسرائيل، من أصل 860 كيلومتراً مربعاً هي مجموع مساحة ما يُسمّى الحقل النفطي رقم 9، وبالتالي يحصل لبنان على ثلثي المنطقة الاقتصادية مقابل ثلث لإسرائيل.

غير أن لبنان رفض هذا المقترح على أساس أن المنطقة بكاملها ضمن المياه الإقليمية اللبنانية.

إلّا أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي أعلن، في الأول من تشرين الأول الجاري (أكتوبر)، عن اتفاق الإطار لترسيم الحدود البرية والبحرية جنوباً، بعد عقد من التفاوض مع الأميركيين. وهو الاتفاق الذي على أساسه انطلقت المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل في ‏مقر قيادة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “اليونيفل” في الناقورة (جنوب لبنان)، بوساطة الولايات المتحدة الأميركية ممثّلة بمساعد وزير ‏الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر، ورعاية الأمم المتحدة ممثّلة بمنسّقها ‏الخاص في لبنان يان كوبيتش.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر + 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى