سفير إيراني في صنعاء.. هل انتصرت طهران على التحالف باليمن؟

أثار الوصول الخفي للسفير الإيراني المعين حديثاً لدى جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن إلى صنعاء تساؤلات عديدة عن كيفية وصوله.

ميدل ايست نيوز: في وقتٍ يراقب التحالف الذي تقوده السعودية كل الممرات من اليمن وإليه، أثار الوصول الخفي للسفير الإيراني المعين حديثاً لدى جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن إلى صنعاء تساؤلات عديدة عن كيفية وصوله.

وبينما اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الخطوة الإيرانية بأنها “انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والاتفاقيات الدولية ذات الصلة”، لم يصدر أي بيان من التحالف الذي يسيطر على الأجواء والمنافذ اليمنية.

وتأتي الخطوة الإيرانية في سياق محاولات حثيثة لكسر العزلة الدبلوماسية والسياسية التي تعاني منها جماعة الحوثيين، منذ انقلاب سبتمبر 2014 ومغادرة طواقم البعثات الدبلوماسية العربية والدولية العاصمة صنعاء.

سفير إيراني بصنعاء

فاجأت إيران، في الـ17 من أكتوبر 2020، بإعلان خارجيتها وصول سفيرها الجديد إلى العاصمة اليمينة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وقال المتحدث باسم الوزارة، سعيد خطيب زادة، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “فارس”: إن “سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية فوق العادة ومطلق الصلاحية حسن ايرلو قد وصل إلى صنعاء”.

وأضاف زادة أن “السفير الإيراني الجديد في صنعاء سيقدم قريباً نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني هشام شرف، كما سيقدم أوراق اعتماده لرئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط”.

ولم يوضح المتحدث متى وصل السفير الإيراني الجديد إلى صنعاء ولا كيف، علماً أن مطار العاصمة اليمنية مغلق أمام رحلات الركاب.

نفي أممي وغضب يمني

ونفى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في 18 أكتوبر، تورطه في نقل السفير الإيراني إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالتزامن مع تنديد من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي وصفته بـ”الحاكم العسكري” الجديد للعاصمة اليمنية.

وقال مكتب المبعوث الأممي، في تدوينة مقتضبة على “تويتر”، إنه لا يوجد له “أي دور في نقل حسن إيرلو إلى صنعاء”، دون إيراد أي صفه للدبلوماسي، الذي أعلنت الخارجية الإيرانية.

ووجه ناشطون يمنيون اتهامات للأمم المتحدة بنقل الدبلوماسي الإيراني إلى صنعاء، لكن أغلب الترجيحات اتفقت على أنه وصل، في 15 أكتوبر، على متن طائرة عمانية ضمن 240 جريحاً وعالقاً حوثياً كانوا في العاصمة العمانية مسقط، وتمت إعادتهم بناء على صفقة بضغوط أمريكية، تم بموجبها إفراج الحوثيين عن رهينتين أمريكيتين بعد 3 أعوام من احتجازهما بصنعاء.

وفي المقابل، اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تنصيب السفير الإيراني في صنعاء “تدخلاً سافراً في شؤون اليمن الداخلية”، ومخالفة صريحة للقوانين الدولية.

ووصف بيان الخارجية اليمنية، الذي نشرته وكالة “سبأ” الخاضعة للحكومة الشرعية، ما يقدمه النظام الإيراني من دعم للحوثيين بالأسلحة والأفراد بأنه “انتهاج لسلوك العصابات والمنظمات الدولية”، وأنه يؤكد عدوانية هذا النظام ونواياه الخبيثة تجاه اليمنيين.

فشل التحالف

واعتبر المحلل السياسي اليمني كمال السلامي، وصول سفير إيران إلى صنعاء، “مؤشراً جديداً على فشل التحالف في حربه التي بدأها قبل خمس سنوات”.

ويرى، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن هذه الخطوة تعد “ربما مؤشراً على نية سعودية للتقارب مع الحوثيين ومن ورائهم طهران، على حساب الشعب اليمني”.

ويقول إن وصول السفير الإيراني حسن إيرلو إلى صنعاء، “ما كان له أن يتم لو أن التحالف لم يرد ذلك”.

وأضاف: “بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب، ها هي الشرعية مختطفة وفاقدة القدرة على البقاء في المناطق المحررة، بينما ترسل إيران سفيرها إلى صنعاء”.

ولفت إلى أن الوضع في اليمن “يتجه نحو منح الشرعية للطرف الأقوى على الأرض، أو هكذا تدفع بعض القوى الدولية، باتجاه شرعنة انقلاب الحوثيين، بعد أن تبين أن الشرعية اليمنية بلا حول ولا قوة؛ من جراء ممارسات وسياسات التحالف”.

وخلال السنوات الـ6 الماضية، حاولت طهران كسر الحصار الذي فرضته السعودية على الحوثيين في اليمن، بإرسال سفن إغاثة إيرانية، إلا أن استحقاقات الاتفاق النووي الإيراني ألقت بأثرها على إدارة إيران للحرب في اليمن.

ومع مرور سنوات من الحرب لم تستطع السعودية تحقيق هدفها الرئيسي باستعادة صنعاء من يد الحوثيين وإعادة الشرعية باليمن، ما أتاح لإيران وحلفائها الحوثيين باليمن، بالمضي نحو تحقيق أهدافهم بالسيطرة الكاملة على معظم المناطق الشمالية في البلاد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الخلیج اونلاین

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى