نتنياهو قلق بخصوص سياسة بايدن تجاه إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أعطى تعليماته للوزراء، أمس، بأن يكفوا عن التعليق على الانتخابات الأميركية.

ميدل ايست نيوز: عبر وزير الشؤون الاستيطانية في الحكومة الإسرائيلية، تساحي هنغبي، عن القلق من خسارة الرئيس دونالد ترمب، الانتخابات وفوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن. وقال في حديث مع القناة 13 للتلفزيون الإسرائيلي، إن هناك اختلافات عميقة بين ترمب وبايدن في الموقف من إيران ستكون له تبعات قوية على المنطقة.

وأضاف هنغبي، وهو وزير عن حزب الليكود الحاكم ومقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه لا يخشى من الفوارق في الموقف من الصراع مع الفلسطينيين، «لكن الخوف ينبع من احتمال أن يدفع بايدن لتغيير سياسات الولايات المتحدة الحالية تجاه إيران والعودة للاتفاق معها حول المشروع النووي.

فقد يتكرر ما حصل في زمن الرئيس السابق باراك أوباما، إذ فسر الإيرانيون الاتفاق الضعيف على أنه تعبير عن ضعف إرادة الغرب في محاربة مشروعهم النووي الخطير. فراحوا يتصرفون بقوة وغطرسة وسعوا لانتشار السلاح والإرهاب في المنطقة. فإذا تكرر هذا الأمر في عهد بايدن، لن أستبعد أن يقودنا إلى صدام حربي مباشر بيننا وبين إيران».

ووعد بايدن بالانضمام من جديد إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم في عام 2015 مع ست قوى عالمية إذا عادت طهران للالتزام به. وانسحب الرئيس دونالد ترمب من الاتفاق في عام 2018 وعاود فرض عقوبات على إيران أصابت اقتصادها بالشلل. وردا على ذلك، خفضت إيران تدريجيا التزامها ببنود الاتفاق.

يذكر أن رئيس الوزراء، نتنياهو، أعطى تعليماته للوزراء، أمس، بأن يكفوا عن التعليق على الانتخابات الأميركية. ولكن المؤرخ المقرب منه، مايكل أورون، أدلى بتصريحات بينت أن نتنياهو لا يقل قلقا من هنغبي بخصوص بايدن والموضوع الإيراني. وأورون هو نائب وزير الخارجية الأسبق والسفير الأسبق في واشنطن.

ويقول إن كلا المرشحين، ترمب وبايدن، جيد لإسرائيل. وقال: «للانتخابات الأميركية تداعيات كبيرة على دولة إسرائيل، ويمكن أيضاً أن تكون مصيرية. نائب الرئيس السابق، جو بايدن، الذي عرفته جيداً، هو شخص مؤيد لإسرائيل بصورة واضحة وملتزم بالحلف الاستراتيجي بيننا وبين الولايات المتحدة. كذلك السيناتور كاميلا هاريس، التي عملت معها أيضاً، هي مؤيدة لإسرائيل. هي وبايدن كانا المرشحيْن الديمقراطيين الوحيديْن اللذين عارضا ممارسة ضغط أميركي على إسرائيل من خلال تقليص المساعدة الأميركية».

ولكن أورون تابع معبرا عن القلق فقال: “إدارة بايدن يمكن أن تشكل مستقبلاً تحدياً كبيراً لإسرائيل بسبب خلافات في الرأي إزاء موضوعيْن جوهريين. الأول، المسار السياسي الذي ستتخلى الإدارة من خلاله عن خطة القرن لترمب، وتعود إلى مخطط أوباما وكلينتون؛ أي حل الدولتين على أساس حدود 1967. والقدس الشرقية هي عاصمة فلسطين. والأكثر إشكالية في نظرنا هو نية بايدن المعلنة في انضمام الولايات المتحدة مجدداً إلى الاتفاق النووي مع إيران ورفع العقوبات. هذا الأمر سينقذ النظام الإيراني من انهيار اقتصادي ويساعده على العودة إلى احتلال أجزاء كبيرة في الشرق الأوسط، واستخدامها كمواقع متقدمة ضد إسرائيل. المقصود تهديد استراتيجي حقيقي. وبخلاف ذلك، إذا انتخب الرئيس ترمب وحظي بولاية ثانية فإنه بالتأكيد سيواصل سياسته التي تُعتبر أكثر سياسة مؤيدة لإسرائيل حصلنا عليها من رئيس أميركي منذ قيام الدولة. المقصود ليس فقط مبادرات طيبة رمزية، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان، بل أيضاً خطوات جوهرية من نوع الوقوف بقوة إلى جانبنا في الأمم المتحدة وفي كل المؤسسات الدولية. فخلال أربع سنوات من ولاية ترمب – ولأول مرة في التاريخ – لم تسجل أي إدانة أميركية لأي عمليات عسكرية أو سياسية إسرائيلية. مع ذلك لم يُخفِ الرئيس ترمب نيته الدخول في مفاوضات مع إيران. إذا انتخب ثانية، يتعين على إسرائيل أن تكون مستعدة أيضاً لمثل هذا الاحتمال. لا يغير في الأمر مَن سيفوز، يجب على إسرائيل أن تعرض علناً مصالحها وتوقعاتها من أي اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وإيران. لم نفعل هذا في سنة 2015 في أثناء إعداد الاتفاق، الأمر الذي سمح لأوباما بالادعاء بمكر أنه لا يوجد اتفاق جيد بما فيه الكفاية لإسرائيل”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى