فوز بايدن.. تفاؤل إيراني بإبعاد شبح الحرب ومخاوف من أزمة قد يفتعلها ترامب

يحذر المراقبون من افتعال الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أزمة جديدة في المنطقة قبيل مغادرته البيت الأبيض.

ميدل ايست نيوز: تفاءل مراقبون إيرانيون بإبعاد شبح الحرب عن بلادهم عقب إعلان الديمقراطي جو بايدن فوزه برئاسيات أميركا، في حين حذر آخرون من افتعال الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أزمة جديدة في المنطقة قبيل مغادرته البيت الأبيض.

ومن قلب العاصمة طهران -حيث المقر السابق للسفارة الأميركية- قالت فاطمة جهرمي (55 عاما) إنها تابعت رئاسيات أميركا عن كثب، وإنها متفائلة بفوز بايدن لكونه وعد بالعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه ترامب عام 2018.

وأضافت في حديثها للجزيرة نت أن العقوبات التي فرضها ترامب على بلادها كانت جبارة جدا باستهدافها الوضع المعيشي للمواطن العادي، مشيرة إلى أن أسرتها ونسبة كبيرة من الإيرانيين كانوا قد تنفسوا الصعداء عقب التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015.

من جانبه، عبر محمد رضا مرادي (46 عاما) عن فرحته لهزيمة المرشح الجمهوري بالقول إن ما يهمه خلال الفترة الدقيقة الراهنة هو إبعاد شبح الحرب الذي كاد يلوح في الأفق في حال فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية.

وقلل مرادي في حديثه للجزيرة نت من احتمالات تحسن الوضع المعيشي في بلاده بتغيير القادة في الولايات المتحدة لاعتقاده بأن السبب الحقيقي يعود إلى تفشي الفساد داخل إيران، وأن موارد إيران وثرواتها الطبيعية كفيلة بتلبية جميع احتياجاتها في حال أحسنت إدارتها وسخرتها لخدمة الشعب.

بدوره، غرد مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان علی تويتر “لم ألمس اهتمام المواطنين الإيرانيين بالانتخابات الأميركية كما ألمسه حاليا، هذا هو شأن الوضع الشعبي، أما الرسمي فلا أعتقد أنه مستاء لابتعاد ترامب عن الرئاسة”.

وبعيدا عن تعبير الشارع وشبكات التواصل الاجتماعي طغت لغة اللامبالاة على موقف ساسة طهران حيال الانتخابات الأميركية، حيث اعتبر المرشد الأعلى علي خامنئي أن سياسات بلاده تجاه الولايات المتحدة واضحة ومدروسة، ولن تتغير مع رحيل ومجيء الأشخاص.

وفيما قال الرئيس حسن روحاني إن “سياسات الإدارة الأميركية القادمة هي المهمة، وليس من يفوز في الانتخابات” أكد وزير خارجيته محمد جواد ظريف أن طهران لا تفضل أحد المتنافسين في الانتخابات الأميركية على الآخر، وأن ما يهمها هو “كيف سيتصرف البيت الأبيض بعد الانتخابات وليس الوعود التي تطلق هناك”.

تغيير تكتيكي

وللوقوف على انعكاسات نتيجة الانتخابات الأميركية على ملف التوتر بين واشنطن وطهران، اعتبر مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي الحزبين الديمقراطي والجمهوري وجهين لعملة واحدة حيال بلاده.

وتوقع موسوي في حديثه للجزيرة نت حدوث تغيير على مستوى التكتيكات دون الإستراتيجية في حقبة بايدن، مؤكدا أن الفائز الديمقراطي يسعى للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران حاله حال الرئيس ترامب الذي لم يدخر جهدا لتحقيق هذه الأمنية التي ألحقت به الهزيمة تلو الأخرى، ولا سيما في مجلس الأمن الدولي.

وعبر عن خشيته من أن يتمكن بايدن -خلافا لترامب- من حشد المجتمع الدولي ضد إيران، وتوقع أن تكون عودة الإدارة الأميركية المقبلة إلى الاتفاق النووي وفق شروط قد لا تقبلها إيران بسهولة، مما يعني عودة الوساطات بين الجانبين من جديد، لكنها ستجابه بمساع إسرائيلية سعودية إماراتية لافتعال أزمة جديدة بين إيران والولايات المتحدة.

الوضع المعيشي

وعما إذا كان فوز بايدن سيسهم في تحسين الوضع المعيشي في إيران، حذر الباحث في الشؤون الاقتصادية بوريا آستركي من التعويل على وعود الديمقراطيين بالعودة إلى الاتفاق النووي، مضيفا أن الكثير من العراقيل ستعترض مساعي الإدارة الأميركية المقبلة للعودة إلى الاتفاق النووي، وأن احتمالات رفع العقوبات التي فرضها ترامب على إيران ضئيلة جدا.

وأشار آستركي في تصريح أدلى به للجزيرة نت إلى أن هناك من ينتظر جلوس حكومة الرئيس روحاني مع نظيرتها الأميركية المقبلة على طاولة المفاوضات، مستبعدا حصول أي مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران خلال الفترة المتبقية من حكومة روحاني، مما يعني عدم تفاؤله بحصول انفراجة قريبة للوضع المعيشي في إيران.

وتوقع أن ينعكس فوز بايدن على تحسن قيمة العملة الإيرانية واحتواء التضخم خلال الأسابيع المقبلة، وعزا ذلك إلى التأثير النفسي لعودة الديمقراطيين إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.

إبعاد شبح الحرب

وعن احتمالات لجوء إدارة بايدن إلى الخيار العسكري في التعامل مع إيران خلال الفترة المقبلة، قال القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم إن الديمقراطيين في الولايات المتحدة عادة يفضلون القوة الناعمة لتغيير النظام الإيراني من الداخل خلافا لنظرائهم الجمهوريين.

وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن تشهد المياه الخليجية هدوءا خلال الفترة المقبلة، مستدركا أن استبعاده الخيار العسكري لا يعني وضع حد للعداء الأميركي وإنما مرده إلى انتهاج الديمقراطيين تكتيكات مختلفة مع الإبقاء على إستراتيجية احتواء إيران، والعمل على تقويض محور المقاومة عبر منع طهران من دعم الحركات المناهضة للكيان الإسرائيلي.

وخلص كنعاني مقدم إلى أن التوتر القادم في المياه الخليجية سيكون سببه الرئيس الأميركي ترامب قبيل مغادرته البيت الأبيض لتحقيق ما عجز عنه خلال الأعوام الأربعة الماضية، مشيرا إلى أن الأخير قد يقدم على خطوات انتقامية ربما تطال بعض حلفائه السابقين بالمنطقة لتخليهم عنه في السباق الرئاسي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى