انتقادات في إيران من الخرق الأمني في اغتيال العالم النووي

كتب محسن رضائي في رسالة السبت إلى روحاني، أن "استمرار مثل هذه الأعمال يشير إلى ضعف أجهزة المخابرات في البلاد"، مطالباً بإيجاد حل لمثل هذا الضعف.

ميدل ايست نيوز: بدأت الانتقادات الداخلية تطفو إلى السطح بعد اغتيال العالم النووي البارز، محسن فخري زاده، في طهران.

والموضوع المهم الذي نال اهتمام الصحافة الإيرانية، هو الإشارة إلى أن هذه الاغتيالات وتكرارها يؤكدان وجود خلل أمني في المنظومة الأمنية الإيرانية، وهو ما أشار إليه أيضاً أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، اليوم السبت، في رسالة موجهة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، نشرتها وكالة “إيسنا”، داعياً الأخير إلى “إلزام أجهزة استخبارات الدولة بالتعرف إلى المصادر الرئيسة والمخترقين لأجهزة التجسس والوصول إلى أساليب تشكيل مجموعات الاغتيال وخيوط التعاون بينها”، وقائلاً إن “استمرار هذه الأعمال الإرهابية سيكون مؤشراً على ضعف الأجهزة الاستخبارية”.  

وذكرت صحيفة “جوان”، المقربة من “الحرس الثوري الإيراني”، أن وقوع عملية اغتيال فخري زادة “بعد يوم من عملية تبادل جاسوس بريطاني أسترالي عمل لمصلحة الكيان الصهيوني، وعشية الذكرى السنوية لاغتيال العالم النووي مجيد شهرياري الذي اغتيل يوم 28 نوفمبر عام 2010 أظهر مرة أخرى وجود حفرات استخباراتية وأمنية، ووضعت علامة استفهام كبيرة أمام ضعف الأجهزة الأمنية”.

كذلك قالت صحيفة “أرمان ملي” الإصلاحية إن “ثمة قصوراً وفّر ظروفاً لتنفيذ هذا الاغتيال”، مشيرة إلى أنه “حدث في يوم عطلة وفي خلوة كاملة في مدينة آبسرد في دماوند، إذ إنه في مثل هذه الأيام يكون اتخاذ التدابير الأمنية أسهل، ما يجعل تنفيذ عمليات إرهابية ناجحة أكثر صعوبة”.

وقال القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين علائي، في مقال نشره موقع “جماران” الإيراني، إن اغتيال فخري زادة أظهر “أن مجموعات تجسسية وعملياتية لإسرائيل لا تزال نشيطة في إيران”، متسائلاً عن “الضعف الذي يوجد في أجهزة الأمن لتنجح إسرائيل مرة أخرى”.

ووجه علائي انتقاداً للجهاز الدبلوماسي الإيراني، قائلاً إن الاغتيال “أظهر أن الردود العملياتية والدبلوماسية الإيرانية في مواجهة هذه الاغتيالات لم تكن رادعة”، معرباً عن أمله في “تدمير المجموعات الأمنية والعملياتية لإسرائيل في داخل إيران وسيطرة الجمهورية الإسلامية على الصهاينة”.

غير أن مستشار المرشد الإيراني الأعلى للصناعات الدفاعية، حسين دهقان، قال في مقابلة متلفزة، اليوم السبت، إن “فريق حماية الشهيد فخري زادة كان بمستوى عالٍ، والسيارات التي في حوزته كانت متناسبة”، غير أنه في الوقت نفسه أضاف أنه “يجب السؤال، رغم السيطرة الأمنية والاستخباراتية على المستوى الوطني، لماذا يحدث خلل  في بعض الأوقات يوفر إمكانية وقوع مثل هذه العمليات؟”.

يأتي هذا فيما اتهم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، السبت، إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال العالم النووي البارز، والسعي لإثارة “فوضى” في المنطقة، مؤكداً أن بلاده لن تقع في هذا “الفخ”.

وفي حين شدد روحاني على رد “في الوقت المناسب”، أكد المرشد الإيراني، علي خامنئي، ضرورة الرد الحتمي و”معاقبة” المسؤولين عن الاغتيال ومواصلة نشاطات فخري زاده.

وقال روحاني في كلمة متلفزة “الأمة الإيرانية أذكى من أن تقع في فخ المؤامرة. هم يفكّرون بخلق فوضى، لكن عليهم أن يدركوا أننا كشفنا ألاعيبهم ولن ينجحوا في تحقيق أهدافهم الخبيثة”.

وكان وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، أول من وجه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، متحدثا بعيد تأكيد الوفاة عن “مؤشرات جدية” على دور لها.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الإيرانية كانت قد أعلنت أمس الجمعة وفاة فخري زاده متأثراً بجروحه بعيد استهدافه من قبل “عناصر إرهابية”. وأوضحت أنه أصيب “بجروح خطرة” بعد استهداف سيارته من مهاجمين اشتبكوا بالرصاص مع مرافقيه، وتوفي في المستشفى رغم محاولات إنعاشه.

ووقعت عملية الاغتيال في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.

إقرأ المزيد:

عناوين الصحف بإيران غداة اغتيال “محسن فخري زادة”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى