شمخاني: عازمون على القيام بانتقام صعب لجريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني
أكد شمخاني أن الانتقام يهدف إلى منع استمرار التصرفات الإرهابية والمثيرة للتشنجات لأميركا وعملائها وإجبارها على الخروج من المنطقة.
ميدل ايست نيوز: وصل مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب، صباح اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة ليوم واحد للقاء المسؤولين الإيرانيين والتباحث بشأن العلاقات الثنائية والأمن.
وفور وصوله، التقى محب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الذي تركزت مباحثاته مع الضيف الأفغاني، حسب تصريحاته التي نشرتها وكالة “نورنيوز” المقربة من المجلس، على ثلاثة عناوين، الأول هو العلاقات الثنائية وضرورة تطويرها، والثاني التواجد الأميركي في المنطقة وأفغانستان والثالث ما وصفه بـ”اتساع نشاطات” تنظيم “داعش” في أفغانستان.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكد شمخاني أن “أفغانستان تحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لاشتراكات وروابط كثيرة بين الشعبين”، قائلاً إن “سياستنا المبدئية هي تعزيز حسن الجوار وإقامة علاقات استراتيجية مع الجيران”.
كما أشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى التواجد الأميركي في أفغانستان والمنطقة، متهماً الولايات المتحدة بـ”تشديد تصرفاتها المزعزعة للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الأخير”، معرجاً في السياق على اغتيالها قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية في بغداد مطلع العام الحالي.
وأكد شمخاني أن بلاده “عازمة على القيام بانتقام صعب من الآمرين والمنفذين لهذه الجريمة التاريخية”، معتبراً أن الانتقام “يهدف إلى منع استمرار التصرفات الإرهابية والمثيرة للتشنجات لأميركا وعملائها وإجبارها على الخروج من المنطقة”، بحسب قوله.
وحذّر المسؤول الأمني الإيراني من “تعاظم واتساع نشاطات داعش في أفغانستان ومخاطر ذلك على الشعب الأفغاني ودول الجوار”، داعياً إلى “اليقظة والتعاون ومساعٍ مشتركة لدفع هذا الشر” الذي وصفه بأنه “غدة سرطانية”.
من جهته، أعلن مستشار الأمن القومي الأفغاني في اللقاء عن استعداد بلاده لتوسيع العلاقات والتعاون مع إيران، مقدماً الشكر لها لـ”حسن استضافة الأفغان (المهاجرين) طيلة 40 عاماً ماضياً”.
وأشار محب إلى اتفاقية السلام بين الولايات المتحدة وحركة “طالبان”، معرباً عن أسفه لأنه “بالرغم من هذه الاتفاقيات لكن الهجمات والتصرفات المخربة لهذه الحركة لم تتراجع بل اتخذت مساراً تصاعدياً”.
واتهم المسؤول الأفغاني، وفقا لوكالة “نورنيوز” حركة “طالبان” بـ”استغلال الاتفاق مع الولايات المتحدة لفرض ظروف وإجبار الحكومة الأفغانية على الاستسلام”، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن الحكومة “تقف ضد هذه التوجهات الابتزازية من خلال الإصرار على مواقفها المبدئية والقانونية”.
العلاقات مع طالبان
وتزامنت زيارة محب لإيران مع بث قناة “طلوع نيوز” الأفغانية مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أكد فيها الأخير أن “طالبان ليس لها مقر في إيران”، معلناً أن بلاده تدعم الحكومة الأفغانية وشعبها.
وأكد ظريف وجود علاقات بين طهران وحركة “طالبان”، قائلاً: “إننا بكل تأكيد نعمل مع حركة طالبان لكن لا يعني ذلك أننا نقرر معهم مستقبل أفغانستان ونوقع معهم صفقة”، في انتقاد غير مباشر للاتفاق بين الحركة والولايات المتحدة الأميركية.
واتهم “طالبان” بـ”ارتكاب تصرفات إرهابية كثيرة”، مضيفاً أن بلاده لم تخرج بعد هذه الحركة من قائمة “الإرهاب”.
غير أن ظريف اعتبر أن “طالبان هي أمر واقع في المستقبل”، معتبراً أن “ما يضر بإيران وأفغانستان هو أن تجلس أميركا مع طالبان وتوقع معها اتفاقاً وأنها(أميركا) تريد فرضه على الشعب الأفغاني”.
وأقر وزير خارجية إيران بأن إيران “تجري حوارات جادة” مع “طالبان”، نافياً تقديم الدعم العسكري لها ومعالجة جرحاها في إيران، وقال: “إنني شخصياً التقيت الملا برادر(أحد مؤسسي حركة طالبان) في طهران”.
وشدد ظريف على “ضرورة خروج مقنن ومنظم للقوات الأجنبية من أفغانستان”.