ظريف: واشنطن مضطرة للعودة إلى الاتفاق النووي والعلاقة مع الجيران على رأس اولوياتنا
قال وزير الخارجية الإيراني إن الإدارة الأميركية الجديدة "لم تتخذ قرارها بعد بشأن مواصلة سياسات ترامب أو اتخاذ سياسات جديدة.
ميدل ايست نيوز: قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مساء الأحد، إن الإدارة الأميركية الجديدة “لم تتخذ قرارها بعد بشأن مواصلة سياسات (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب أو اتخاذ سياسات جديدة”، مؤكداً أن بلاده “ليست مستعجلة لعودتها للاتفاق النووي وإلغاء العقوبات”.
وأضاف ظريف في مقابلة مع التلفزيون الإيراني: إن الولايات المتحدة “مضطرة للعودة إلى الاتفاق النووي عاجلاً أم آجلا”، مشيراً إلى أنها هي التي انسحبت من الاتفاق وإيران بقيت فيه، ليشدد على أن “إيران لن تعود إلى تعهداتها قبل أميركا، ونحن سنعود إلى تنفيذ التزاماتنا عندما تنحل المشكلة”.
وفي السياق، أكد أن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، قد أعلن “اليوم صراحة عن موقف إيران في هذا الخصوص”، في إشارة إلى تأكيده أن بلاده لن تعود إلى التزاماتها قبل رفع جميع العقوبات عملياً والتحقق من ذلك.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن طهران لن تخوض مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي لكي تنضم إليها السعودية، مؤكداً “أننا نود أن تعود أميركا إلى الاتفاق النووي، لكننا لسنا مستعجلين لذلك”.
واتهم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالإدلاء بـ”تصريحات غير منطقية”، داعياً إياها إلى “إصلاح تناقضاتها حيث ما زالت هناك فرصة لذلك”.
وأشار ظريف إلى أن طهران ترغب في أن تكون لها “علاقات جيدة” مع أوروبا، متهماً إياها بـ”نكث” الاتفاق النووي، ليدعوها إلى تنفيذ تعهداتها.
وتوعّد بالاستمرار في تنفيذ القانون الذي أقره البرلمان الإيراني، قبل نحو شهرين، لاتخاذ خطوات نووية إذا لم ترفع العقوبات، مشيراً إلى أنه إذا لم يحصل ذلك حتى 21 فبراير/ شباط الحالي ستوقف طهران العمل وفق البروتوكول الإضافي لتقيد بذلك مستوى التفتيشات لمنشآتها، وتخفض عدد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب قول ظريف.
العلاقات مع الجيران
وعلى الصعيد الإقليمي، أعلن ظريف عن استعداد إيران لبناء علاقات جيدة مع جيرانها والدخول في الحوار مع السعودية والبحرين والإمارات، مرحّباً بإعلان قطر والكويت عن استعدادهما لإجراء الوساطة بين طهران والرياض.
وفي السياق، كشف الوزير الإيراني عن أن “الحكومة العراقية أيضاً ترغب في أن تلعب دوراً إيجابياً على هذا الصعيد”.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد زار إيران أواخر الأسبوع الماضي وأجرى لقاءات ومباحثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين.
وأكد أن “العلاقة مع الجيران على رأس أولوياتنا وحضننا مفتوح لجيراننا دائماً”، داعياً دولاً جارة لإيران إلى تغيير سياساتها.
وانتقد ظريف إنفاق السعودية والإمارات على شراء الأسلحة، مشيراً إلى أن الرياض تنفق سنوياً 70 مليار دولار وأبوظبي 22 مليار دولار، داعياً السعودية إلى خفض إنفاقها على التسليح “لكي تجلس إلى طاولة الحوار مع إيران”.
زيارة غريفيث
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى وصول المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إلى طهران اليوم الأحد، وقال إنه سيلتقيه غدا الإثنين.
وعما إذا كانت الزيارة لها علاقة بالسياسة الأميركية الجديدة تجاه اليمن ووقف الدعم العسكري للتحالف السعودي الإماراتي؛ نفى وجود علاقة بين الأمرين، مضيفاً أن زيارة المبعوث الأممي “كانت مطروحة منذ فترة”.
ورحّب ظريف بإعلان إدارة بايدن وقف الدعم العسكري للتحالف، قائلاً “إننا سعداء من أن إدارة السيد بايدن بعد 6 سنوات، أدركت أن المسار الذي سلكه الأميركيون في الملف اليمني كان خاطئاً”.
ووجه انتقادات حادة للسياسات السعودية في اليمن، ولولي العهد السعودي محمد بن سلمان، متهماً إياه بأنه كانت لديه “خيالات” بـ”أنه يمكن هزيمة اليمن خلال ثلاثة أسابيع، والأميركيون أيضاً صدقوا المزاعم السعودية، واليوم دامت الحرب 6 سنوات، وبتصرفاتهم أبادوا الشعب اليمني”، حسب قوله.
وأكد أن “السعودية لن تربح هذه الحرب”، معتبراً أن “سياساتها في المنطقة محكومة بالفشل”، وداعياً “الجيران إلى التخلي عن تصوراتها تجاه الأزمات” في المنطقة، وقال إن “الأميركيين بدؤوا ينتهجون قدراً من العقلانية”.