بالصور.. “ملحمة إيران”: قصرٌ ومكتبة ومخطوطاتٌ وفترةٌ تاريخية مضطربة

معرض "ملحمة إيران" في "متحف فيكتوريا وألبرت" في لندن يضمّ نحو ثلاثمئة وخمسين عملاً فنياً تغطيّ ما يقارب خمسة آلاف عام.

ميدل ايست نيوز: تعكس معظم المعارض التي تُقام في أوروبا والولايات المتحدة، لاستعادة فنون إحدى حضارات العالم القديم وامتداداتها إلى اللحظة المعاصرة، صورةً نمطية حولها في الذهنية الغربية، سواء بتحقيب تاريخها وفق نظرة تُقصيها كحضارة مركزيّة فاعلة في زمانها، أو التعامل مع فنونها من منطلق عقَد إكزوتيكية، ناهيك عن أنّ معظم ما يُعرض من قطع أثرية قد تمّ نهبها خلال فترة الاستعمار.

تحضر هذه الرؤية، إلى حدٍّ بعيد، في معرض “ملحمة إيران” الذي افتُتح في الثالث عشر من الشهر الجاري في “متحف فيكتوريا وألبرت” في لندن (يتواصل حتى الثلاثين من آب/ أغسطس المقبل)، ويضمّ نحو ثلاثمئة وخمسين عملاً فنياً تغطيّ ما يقارب خمسة آلاف عام.

يضيء المنظّمون بدايةً على المناظر الطبيعة التي تعكس تنوّع التضاريس والجغرافيا، من الجبل إلى السهل فالصحراء ثم الساحل، قبل الانتقال إلى الحضارات الفارسية المبكّرة، التي مثّلتها الإمبراطوريات الميدية والإخمينية والسلوقية والبارثية والساسانية منذ عام 550 قبل الميلاد، واستطاعت أن تناظر حضارات ما بين النهرين ومصر.

يتوقّف المعرض عند حضور تعاليم زرادشت ومعتقداته في الثقافة والفنون والعمران في إيران، والتي لا يزال أثرُها حاضراً إلى اليوم، وأهمّها تقديس عناصر الطبيعة، والصراع الدائم بين إله الشر وإله الخير؛ حيث ينتصر الأخير فيه، وكلّها تُختزَل في رموز وإشارات في العديد من الرسوم والأيقونات في المعالم الأثرية الفارسية وكذلك النقوش على العملات النقدية.

يتناول قسمٌ آخر في المعرض نشأة وتأسيس الإسلام بعد الفتح الإسلامي في منتصف القرن السابع، ويشتمل على مصاحف ومخطوطات ومنمنمات تُظهر صعود الخط العربي كعنصر أساسي في الفنون والزخرفة، ومنها مخطوطة شهيرة في التنجيم تعود إلى القرن الخامس عشر بعنوان “برج إسكندر سلطان”، وهي من مقتنيات “مجموعة ويلكوم” في لندن.

يُقدّم المعرض ثلاث لوحات جدارية ارتفاعُها عشرة أمتار، تحاكي موجةً من الرسوم برزت منذ القرن الثالث عشر في عدد من المباني المكسوّة بالسيراميك في مدن إيرانية مختلفة مثل أصفهان، وذلك كجزء من التقاليد الملكية في تلك المرحلة. كما تُعرض كتب ومؤلّفات أدبية، أهمها “شاهنامه” (كتاب الملوك) الذي يضمّ ستين ألف بيت من الشعر نظمها أبو قاسم الفردوسي، ويروي خلالها تاريخ الفرس وأساطيرهم منذ القدم وحتى القرن السابع الميلادي.

يتناول القسم الأخير فترة مضطربة من التغيير الاجتماعي والسياسي في إيران منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، مستعرضاً الثورة الإسلامية، والحرب الإيرانية العراقية التي استمرت لثماني سنوات، والتوتّرات المستمرّة بين النظام الإيراني والغرب. كما تُعرض مجموعة من الأعمال ـ تشمل النحت والسيراميك والسجاد وأعمال النسيج والتصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام ـ لفنانين إيرانيين، منهم منیر شاهرودي فرمانفرمائیان (1922 – 2019)، وبرويز تناولي (1937)، وشيرين نشاط (1957).

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى