السفير الإيراني يتحدث عن الهجمات الصاروخية والتدخل التركي في العراق و”الفيلمين” عن الحرب مع داعش
كد مسجدي أن إيران تريد أن يستتب الأمن تماماً في العراق مضيفا أن كل من يُضعف أمن العراق، أو ينتهكه، لا نقبل به ولا ندعمه.

ميدل ایست نیوز: أكد السفير الإيراني في العراق، إيرج مسجدي، خلال مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية أجريت في 23 شباط الجاري، أن لبلاده “موقفاً جاداً وواضحاً بعدم جواز تعرض المواقع الدبلوماسية أو المواقع التي تخص أي بلد في العراق لهجمات”، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية “لن تهدد ولن تنفذ أبداً هجوماً ضد أربيل أو أي مكان آخر في إقليم كوردستان”.
وقال مسجدي في معرض مقابلته إنه “ليس هناك فتور في العلاقات مع إقليم كوردستان وهي علاقات جيدة جداً ونشطة في المجالات المختلفة، ونحن والإقليم أصدقاء وجيران وهناك فرص كثيرة بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كوردستان.
وعن علاقة إيران بحكومة مصطفى الكاظمي أكد أن ترتبط جمهورية إيران الإسلامية حالياً مع العراق بعلاقاتٍ جيدةٍ تشملُ مختلفَ الجوانب وأن هناك تعاونٌ بين البلدين والعلاقاتُ مع السيد الكاظمي وحكومتِهِ إيجابيةٌ جداً وبناءة، خاصة بعد زيارة السيد الكاظمي إلى طهران والمحادثاتِ الرسميةِ والاتفاقيات الجيدة التي أبرمت، واستمرت هذه العلاقة الجيدة.
وعن موقف بلاده حول الهجمات الصاروخية على السفارة الامريكية في بغداد، قال: أقولها بكل صراحة، أنا لست مع أي نوع من الهجمات أو الاعتداءات على المراكز الدبلوماسية لأي دولة داخل العراق، نحن في الجمهورية الإسلامية نعارض هذا تمام المعارضة ونستنكرُهُ وندينُه. يجب أن يتوفر للمراكز الدبلوماسيةِ الأمنُ اللازم، لا اختلاف بين أن يكون المركز سفارة أميركا أو أي دولة أخرى، وعلى هذا فإننا لا نستطيع قبول موضوع من هذا النوع ولا أن نقره. فنحن أنفُسُنا، تعرضنا للأسف لهجمات أعنف وأشد من هذه. أنظر ما جرى للقنصلية الإيرانية في البصرة، وفي النجف الأشرف، وفي كربلاء، تعرضت لهجمات أعنف مما تعرضت لها السفارة الأميركية، تعرضت للحرق، ولحقت بها أضرار بالغة حقاً. لهذا فإن لنا موقفاً جاداً وواضحاً فيما يرتبط بهذا الموضوع، وهو أنه لا يجوز تعرض المواقع الدبلوماسية أو المواقع التي تخص أي بلد في العراق لهجمات”.
وأكد مسجدي أن إيران تريد أن يستتب الأمن تماماً في العراق مضيفا أن كل من يُضعف أمن العراق، أو ينتهكه، لا نقبل به ولا ندعمه. كذلك فإن القوات الأمنية العراقية وقوات إقليم كوردستان الأمنية تستطيعُ حفظَ الأمن في العراق بصورة جيدة.
وعن تهديد تركيا حول اتفاقية سنجار تسائل السفير الإيراني أنه “ما علاقة مسألة سنجار بتركيا؟ إنها شأن عراقي داخلي وعلى العراقيين وحدهم أن يحلوا هذه المسألة ويتوصلوا إلى نتيجة، ويقروها. الموضوع لا علاقة له أبداً بتركيا وليس من حقها أن تهدد أو تصدر قرارات في هذا السياق. لهذا فإننا نرفض أي نوع من التهديد سواء أكان صادراً عن تركيا أو أي طرف آخر”.
وعن علاقات طهران بأربيل قال: نحن والإقليم أصدقاء، وجيران وبيننا علاقات جيدة. هذا يعني أنني أفضّل أن تتطرح سؤالك على هذا النحو، أو على نحو يتساءل عما يمكن أن نفعل لتعزيز هذه العلاقات، لأن العلاقات نسبية، يمكن أن تكون جيدة ويمكن أن تصبح أفضل. أعتقد أن بيننا وبين الإقليم فرصاً كثيرة. هناك فرص كثيرة بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كوردستان لتعميق العلاقات ولتعزيز العلاقات. نحن مستعدون دائماً، وأصدقاؤنا في إقليم كوردستان، القياديون الكرام في إقليم كوردستان كانوا دائماً مرحبين بهذا ويدعمون هذا. لا أرى أي مشكلة بيننا وبين إقليم كوردستان”.
وفي معرض حديثه حول الفيلمين الإيرانيين عن الحرب مع داعش والذين تسببا بغضب أربيل وتقديمها مذكرة رسمية، قال: “أنا أرى أن هذا الفيلم سيء جداً مهما كان الذي أنتج هذا الفيلم، ويبدو أنهم لم يكونوا يعرفون السيد بارزاني ولا السيد سليماني. إن مدرسة السيد سليماني كانت مدرسة التواضع والخدمة والمساعدة بدون مَنّ. من جهة أخرى فإن السيد بارزاني والبيشمركة الأبطال ناضلوا على مدى التاريخ، وكافحوا وتكبدوا المشاقّ، ونعتقد أن هذا الفيلم كان فيلماً سيئاً جداً. كما أعتقد أنه ليس أمراً بتلك الأهمية، ولا ينبغي أن يكرر الحديث عنه ولا تعظيمه لهذه الدرجة، لكن موقف الجمهورية الإسلامية موقف رسمي وواضح، ويرفض هذا الفلم، فهو لا ينكر فقط دور السيد بارزاني، بل نعتقد أنه لا يُظهر الشهيد الكبير السيد سليماني كشخصية جيدة. نحن نعترض على الجانبين وهذا الموضوع يزعجنا. إن موقف الجمهورية الإسلامية من البيشمركة وقيادة كوردستان والسيد بارزاني وجميع مسؤولي الإقليم واضح تماماً… أما أن يهينَ ذلك الفيلمُ أحداً، فهذا ما نرفضه بشدة. دعني أبوح لك بشيء، إنني عندما شاهدت ذلك الفيلم شعرت باستياء أكبر مما شعر به إقليم كوردستان، وكان لي موقف وسألت ما هذا الذي تم عمله، ومن فعل ذلك؟ ثانياً، السيد سليماني، كان الشهيد سليماني رجلاً ذا شأن، أجل، هو قيادي بطل، لكن موقفه كان موقف احترام وتواضع أمام السيد بارزاني وتجاه إقليم كوردستان وحتى تجاه بيشمركة بسيط، وتجاه مقاتل. بصورة عامة هذه هي مدرسة شهيدنا الكريم، السيد سليماني. أعتقد أن الفلم أعد وأنتج بصورة سيئة جداً، وكل من فعل ذلك ارتكب خطأ كبيراً، وأنا بصفتي سفير الجمهورية الإسلامية أقول لكم إنني أعرف جيداً شعب كوردستان وقادة كوردستان وبيشمركة كوردستان وقيادات هذه المنطقة، وأكن لهم الكثير من التقدير. يجب أن لا يستمر موضوع هذا الفيلم. موقف الجمهورية الإسلامية واضح جداً، وهو حاسم جداً، واضح جداً، ويتمثل في احترام شخصية السيد بارزاني، السيد مسعود بارزاني والسادة الآخرين، رئيس الحكومة، رئيس الإقليم السيد نيجيرفان، وكل مسؤولي إقليم كوردستان. هؤلاء هم خيرة أصدقائنا، ومحل تقدير من إيران، تجمعنا معاً علاقات جيدة جداً، ونحن لا نستطيع نكران تاريخ بعضنا البعض، لذا فإن إنتاج هذا الفيلم، وإن أراد منتجوه التعبير من وجهة نظرهم عن التقدير للشهيد سليماني في ذكراه، فإنني أرى أن هذا لم يكن تكريماً له من وجهة نظر جمهورية إيران الإسلامية، بل كان خطأ فادحاً ومن المؤسف أنه أثار بعض انزعاج عند أصدقائنا في إقليم كوردستان، ولا شك أني أراهم محقين وأقول لهم إننا في جمهورية إيران الإسلامية انزعجنا أكثر منكم. إن موقف إيران هو موقف احترام لإقليم كوردستان، وليس لا سمح الله موقف ازدراء له. فليس ممكناً أن ننسى كل أولئك الشهداء الذين قدمهم إقليم كوردستان في الحرب ضد داعش. لقد كان لهم الدور الرئيس، كيف يمكن أن ننسى دور قيادات البيشمركة وقد كان لهم الدور الرئيس. لقد كنتُ أنا والشهيد سليماني وبقيةُ رفاقنا إلى جانبهم، وكانوا هم مَن تولى الدور الرئيس، ولا شك أنه يجب أن يُقال إن شعب كوردستان الكريم وقيادة كوردستان ومسؤولي كوردستان والسيد بارزاني مختلفون بلا شك عما جرى عرضه من خلال ذلك الفيلم. من هنا نحيي جميع الأعزاء وكل القياديين وكل الزعماء وخاصة السيد بارزاني، ونقول: إن شاء الله سنبقى نحن وأنتم معاً إلى جانب بعضنا البعض. هذا الفيلمُ وأخطاءُ البعض الآخر لا يمكن لا سمح الله أن يتسببوا في سوء بين إيران وإقليم كوردستان.
وحول الانتخابات العراقية القادمة قال إن مسألة الانتخابات العراقية القادمة، شأنها شأن سابقاتها، نجدها مهمة جداً لأن الانتخابات تمثل مشاركةَ الشعب ودورَ الشعب في تشكيل المجلس الوطني العراقي، أي البرلمان، ثم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وحسمها. هذا يعني أنّ مشاركة الشعب والانتخابات مهمة في حد ذاتها. لأن الانتخابات واحدة من مظاهر الديمقراطية وسلطة الشعب. جمهورية إيران الإسلامية ترحب بالانتخابات العراقية وتحترمُ أصواتَ الشعب ونتائجَ هذه الانتخابات، ومهما كانت النتائجُ لتشكيل البرلمان والحكومة القادمين فإنها تحظى باحترامنا، وتحظى بتأييد الجمهورية الإسلامية. نحن نرجو أن تجري انتخابات جيدة جداً وناجحة وشفافة إن شاء الله. على حد علمي، أرى المسؤولين العراقيين ومفوضية الانتخابات وغيرها من المؤسسات منشغلين بالتخطيط لانتخابات ناجحة في العراق، وجمهورية إيران الإسلامية تنظر بعين التقدير إلى الانتخابات العراقية، ونرجو أن تجري هذه الانتخابات بصورة جيدة وتتمكن من تشكيل حكومة جديدة وبرلمان جديد، وأن تسفر عن مقررات ناجحة للعراق، لبناء هذا البلد وخدمة الشعب إن شاء الله.