هل أصبح الاتفاق النووي بحكم الميت بعد رفض إيران الطلب الأوروبي إحياء التفاوض؟

لا يبدو أنه بنفس سهولة العودة إلى اتفاقية المناخ يمكن إعادة إحياء الاتفاق النووي، بعد أن كان الرئيس السابق ترامب فرض المزيد من العقوبات على الإيرانيين.

ميدل ايست نيوز: تريد الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) التعبير عن انتقادها وقلقها الشديد بشأن سماح إيران بعمليات تفتيش محدودة فقط لمنشآتها النووية أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي دفع طهران للتحذير من هذه الخطوة حتى لا تتعرّض جهود إنقاذ الصفقة للخطر.

ويأتي التوجه الأوروبي كردّ فعل على رفض طهران مقترحاً أوروبياً لعقد اجتماع غير رسمي لإعادة إحياء ملف التفاوض المتعلق بالاتفاق النووي، وبالتالي خلق “أرضية مساومة” بعد أن يقدم كل طرف مطالبه قبل بدء المحادثات رسميا. فهل بات الاتفاق بحكم الميت؟

في السياق، أبرزت صحيفة “دي فيلت” الألمانية أنه ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عهد دونالد ترامب، قامت إيران بخرق المزيد من بنود الاتفاقية، وخزنت الوقود النووي، تزامناً مع التقدم في إبحاثها، وهذا “خلق المزيد من الأخطار على أوروبا”، مشيرة إلى أنه “تكتيك تفاوضي لإنقاذ الصفقة بمباحثات جديدة مع أميركا، وبالطبع رفع العقوبات الاقتصادية مقابل قيود على البرنامج النووي، بعد أن بدأت إيران في إنتاج اليورانيوم، وهو المادة التي تستخدم حصرياً لبناء رؤوس نووية”.

إلى ذلك، برزت تعليقات تفيد بأن “القيادة في إيران، وعلى ما يبدو، لا تريد حقاً صنع القنبلة، لكنها تريد أن تكون قادرة على القيام بذلك في أي وقت، لأن تأثير الرادع سيكون بنفس القدر تقريباً، لتطرح الأسئلة عن المدى والقوة لدى القيادة الإيرانية للسيطرة على المليشيات، والتي تؤجج الصراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ما يتسبب في مشاكل أمنية هيكلية لأوروبا”.

واعتبر الكاتب كليمنس فريغن أن “إعطاء الرئيس بايدن الأمر بقصف الفصائل الموالية لإيران في منطقة الحدود السورية العراقية يمكن وصفه بـ”الضربة الانتقامية الرادعة”، وكتحضير لمفاوضات جديدة حول برنامج إيران النووي”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “بايدن تعلم من الأخطاء السابقة التي ارتكبها الأوروبيون وإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، حيث الشعور بأن إيران تتعاطى مع نية أميركا بالعودة للمحادثات النووية بمطالب مفرطة، والضربة الانتقامية مؤشر على ذلك، ولتذكير طهران بأن قواعد اللعبة تغيرت منذ عهد إدارة أوباما.

في المقابل، ومع مطالبة الولايات المتحدة لطهران بالامتثال للاتفاق قبل رفع العقوبات، ورفض الأخيرة لذلك قبل رفع الإجراءات العقابية الأميركية كشرط أساسي، اعتبر الصحافي الألماني ماتياس بروغمان، مع صحيفة “هاندلسبلات”، أن “الاتفاق النووي ميت أيضاً مع بايدن، والعودة إليه أمر مستحيل.. ولا يبدو أنه بنفس سهولة العودة إلى اتفاقية المناخ يمكن إعادة إحياء الاتفاق النووي، بعد أن كان الرئيس السابق ترامب فرض المزيد من العقوبات على الإيرانيين بعد خروجه منه عام 2018، وحاول الأوروبيون بلا قوة الوفاء بالوعود التجارية التي قطعوها لطهران، على الرغم من الحظر الأميركي”.

وأضاف أنه “قبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية في إيران، حيث ستسلم السلطة من الرئيس الحالي المعتدل حسن روحاني إلى متشدد، لن تكون هناك عودة إلى الاتفاق القديم، وبدلاً من ذلك يجب التفاوض على معاهدة جديدة تخدم أوروبا وأميركا، تشمل كلاً من البرنامج النووي الايراني الموسع، وتضمن لطهران تسهيلات تجارية حقيقية بعد أن فقدت الثقة بفعل ممارسات ترامب”.

وأوضح بروغمان أنه “من المهم أن تمنع الاتفاقية إيران مسلحة نووياً، وأن توافق بين النظام في طهران ودول المنطقة، وكذلك بناء هيكل أمني هناك، من شأنه أن يمهد الطريق أمام المشاركة الاقتصادية للشركات الغربية، وبما يحدث طفرة اقتصادية. أما إذا ما فشل ذلك، فسينشأ سباق تسلح نووي في المنطقة، ويتعزز النفوذ الاقتصادي والسياسي للصين وروسيا في الشرق الأوسط.

وعما إذا كانت لإيران مصلحة في استئناف الحوار حالياً، فقد أشارت الخبيرة في الشأن الإيراني والأستاذة الجامعية كتايون أميربور، في حديث لـ”دويتشلاند فونك”، إلى أن “الحكومة الإيرانية تحت ضغط الوقت، وقد قدمت الكثير من التنازلات للأميركيين خلافاً لكل نبوءات الصقور في طهران”.

وأضافت أميربور: “الصقور في طهران يجاهرون الآن بأنهم كانوا على صواب منذ البداية عندما عارضوا إبرام الاتفاق عام 2015، وأنه لا يمكن الوثوق بالطرف الأميركي، وبأن النتيجة أن بلادهم لم تكسب شيئاً من الصفقة النووية، ولم يشعر السكان بأي شيء إيجابي بعد اتفاق عام 2015”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى