ما الذي يجري في الأردن + ردود الأفعال

أضاف البيان أنه طُلب من الأمير حمزة التوقف عن تحركات ونشاطات توظّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره وفق ما كشفته التحقيقات.

ميدل ايست نيوز: أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي أن التحقيقات الأمنية المشتركة أفضت إلى اعتقال عدد من الشخصيات لدواع أمنية، في وقت قال فيه الأمير حمزة بن الحسين إنه محتجز في بيته.

وتم اعتقال الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين.

وأوضح الحنيطي أن التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها، مؤكدا أن كل الإجراءات التي اتُّخذت تمت في إطار القانون، على حد قوله.

ونقل البيان نفي الحنيطي ما نُشر بشأن اعتقال الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد الأردني السابق والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني.

وأضاف البيان أنه طُلب من الأمير حمزة التوقف عن تحركات ونشاطات توظّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره وفق ما كشفته التحقيقات.

الأمير حمزة ينفي تورطه في مؤامرة

من جانبه أعلن ولي العهد الأردني السابق، الأمير حمزة بن الحسين، أن قيادة جيش المملكة وجهت له بالبقاء في منزله وعدم الاتصال بأحد، قائلا إنه ليس مسؤولا عن أي فساد وليس طرفا في أي مؤامرة.

وقال الأمير حمزة، في مقطع فيديو نشره مساء السبت وتحدث فيه باللغة الإنجليزية: “أصور هذا التسجيل اليوم لمحاولة توضيح ما حصل لي خلال عدة ساعات ماضية. زارني صباح اليوم قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية (اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي) حيث أبلغني بأنه لا يسمح لي بالخروج من منزلي أو الاتصال بأحد أو لقاء أحد، لأنه تم، في اللقاءات التي حضرتها أو المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي حول الزيارات التي قمت بها، تسجيل انتقادات إلى الحكومة أو الملك”.

وتابع: “سألته ما إذا كنت أنا من وجه هذه الانتقادات، فأجاب بـ(لا)، هذا تحذير منه ومن قبل قائد الشرطة وقائد أجهزة الأمن والمخابرات”.

وأردف: “منذ ذلك الحين تم اعتقال عدد من الأشخاص الذي أعرفهم بينهم عدد من أصدقائي، وجرى إبعاد حرسي الأمني مع قطع الإنترنت والاتصال الهاتفي… هذه المرة ربما الأخيرة التي يمكنني فيها الاتصال (بالناس)”.

وتابع مشددا: “كما قلت لقائد هيئة الأركان حينما زارني، لست مسؤولا عن انهيار الحكومة والفساد وعدم الكفاءة التي كانت سائدة في هيكل الحكم على مدى السنوات الـ15 أو الـ20 الأخيرة والتي تزداد سوء كل عام. لست مسؤولا عن عدم ثقة الناس بمؤسساتهم، هم (السلطات) من يتحمل المسؤولية”.

واستطرد قائلا: “للأسف تراجع هذا البلد من أحد البلدان الأكثر تقدما في المنطقة في مجالات التعليم والرعاية الصحية وكرامة الإنسان والحريات إلى بلد يؤدي فيه حتى انتقاد بسيط لجانب محدود في السياسة إلى الاعتقال والمضايقة من قبل أجهزة الأمن. الوضع وصل إلى نقطة حيث لا يستطيع أحد التحدث أو التعبير عن رأي حول أي شيء دون التعرض للتنمر والاعتقال والمضايقة والتهديد. ما حدث يمثل منعطفا حزينا ومؤسفا للغاية”.

وشدد: “حياة ومستقبل أطفالنا وأطفالهم على المحك في حال استمرار هذا الأمر. النظام الحاكم وضع رفاههم في المركز الثاني حيث قرر أن مصالحه الشخصية والمالية وفساده أهم من حياة وكرامة ومستقبل 10 مليون شخص يعيش هنا”.

وأكد: “أصور هذا الفيديو لتوضيح أنني لست طرفا في أي مؤامرة أو منظمة شنيعة أو مجموعة خارجية كما يوصف هنا كل من يتحدث علنا. كنت أتحدث للناس وحاولت البقاء متصلا معهم آملا في أن يفهموا أن هناك أفرادا في هذه العائلة لا يزالون يحبون هذا البلد ويضعهم في المركز الأول… هذا على ما يبدو يعتبر جريمة تستحق عزلا وتهديدا”.

وأضاف: “أنا حاليا في منزلي مع زوجتي وأطفالنا الصغار، وأرادت تسجيل هذا المقطع لأؤكد بكل وضوح للعالم أن ما تشاهدونه هنا استنادا إلى النهج الرسمي لا يعكس على الإطلاق الأوضاع الحقيقية على الأرض. للأسف هذا البلد أصبح منغمسا في الفساد والمحسوبية وسوء الحكم، والنتيجة من ذلك تتمثل في تدمير أو فقدان الأمل بمستقبلنا وكرامتنا والحياة، ما يمكن رؤيته لدى كل أردني. نواجه تهديدا دائما لأننا نريد مجرد قول الحقيقة أو نحاول الإعراب عن قلقنا وأملنا بشأن مستقبلنا”.

تقارير إعلامية

وكانت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية نقلت عن مسؤولين بالقصر الملكي الأردني أن هذه التطورات جاءت على خلفية مؤامرة معقدة وبعيدة المدى ضمت أحد أفراد العائلة المالكة وزعماء قبائل ومسؤولين بأجهزة أمنية.

وكانت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) نفت في وقت سابق ما أوردته واشنطن بوست بشأن احتجاز الأمير حمزة، وأوردت الوكالة أن الأمير حمزة بن الحسين ليس موقوفا، وأنه لا يخضع لأي إجراءات تقييدية.

في المقابل نشر الأمير حمزة بن الحسين تسجيلا مصورا قال فيه إنه محتجز في بيته، وذكر أن رئيس هيئة الأركان المشتركة زاره صباح السبت وحذره من الخروج، مضيفا أنه تم سحب الحرس الشخصي له ولأبنائه.

وردا على بيان هيئة الأركان الأردنية، قال الأمير حمزة بن الحسين إن ما جرى يأتي للتغطية والتشتيت عما وصفه بالتراجع الملموس في البلاد، وقال إنه ليس جزءا من أي مؤامرة.

لا انقلاب

في السياق ذاته، قالت نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية إن محادثات جرت مساء السبت بين كبار المسؤولين الأردنيين ونظرائهم في الجيش الإسرائيلي والأمن الداخلي.

ونقلت عن مسؤول إسرائيلي أن المسؤولين الأردنيين قالوا لنظرائهم الإسرائيليين إنه لم تكن هناك محاولة انقلاب، وإن الوضع تحت السيطرة.

وأضاف المصدر أن المسؤولين الأردنيين قالوا إن وسائل الإعلام بالغت بشأن الوضع، رغم تأكيدِهم حدوث اعتقالات.

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب تعتبر أن هذا الحدث قد يكون مهما للغاية، وأن المسؤولين هناك لا يمكنهم تذكُّر حدث مماثل في ماضي الأردن.

ردود فعل تضامنها مع الحكومة الأردنية

أكدت جامعة الدول العربية تضامنها مع الإجراءات التي اتخذتها القيادة الأردنية لصيانة أمن المملكة والحفاظ على استقرارها، في وقت شدد مجلس التعاون الخليجي على أنه يقف إلى جانب الأردن ويدعم الإجراءات التي اتخذها لحفظ أمنه واستقراره.

وأعلنت السعودية وقطر والكويت والولايات المتحدة ودول أخرى دعمها الكامل لملك الأردن بعد إعلان القوات المسلحة الأردنية عن اعتقالات شملت رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسباب أمنية.

وفي أول ردود الفعل الخارجية، قال الديوان الملكي السعودي إن الرياض تساند كل الإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار في الأردن، ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما.

وأكد الديوان الملكي أن السعودية بكل إمكاناتها تساند كل ما يتخذه الملك عبد الله الثاني وولي عهده من قرارات، مشيرا إلى أن البلدين يرتبطان بعلاقات وثيقة، وأن أمنهما لا يتجزأ.

وأكدت الحكومة العراقية في بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية “وقوفها إلى جانب المملكة الأُردنيّةِ الهاشميّة بقيادةِ جلالة الملك عبدالله الثاني، في أيّ خطواتٍ تُتَخَذ للحفاظ على أمنِ وإستقرار البلاد ورعايةِ مصالح الشعب الأُردنيّ الشقيق، بما يُعزز حضوره، عبر الإرتكانِ للإجراءات التي تنتهي لبسط هيبة الدولة”.

وأضاف البيان: “ونتطلّع إلى المزيد من التقدّم والإزدهار ومواجهة التحديّات، ليحظى الشعب الأُردنيّ الشقيق بما يستحق في ظلِّ قيادته الحكيمة، ونُؤكِّد أنَّ أمنَ وإستقرارَ المملكة الأُردنيّة  الهاشميّة هو من أمنِ وإستقرار العراق”.

بدورها، أعربت دولة قطر عن تضامنها التام ووقوفها مع المملكة الأردنية ومساندتها الكاملة للقرارات والإجراءات التي تصدر من الملك عبد الله الثاني لحفظ الأمن والاستقرار.

وأكدت دولة قطر، في بيان، أن أمن واستقرار المملكة الأردنية الهاشمية جزء لا يتجزأ من أمنها واستقرارها، وشددت على أن العلاقات الإستراتيجية المتطورة بين البلدين الشقيقين ستظل حارسا أمينا وقويا أمام أي محاولات للنيل من الأمن والاستقرار في البلدين والمنطقة.

كما أكدت الخارجية الكويتية وقوفها مع الأردن وتأييدها للإجراءات التي اتخذها الملك عبد الله وولي عهده لحفظ الأمن والاستقرار.

وأعلنت جامعة الدول العربية بدورها تضامنها مع الإجراءات التي اتخذتها القيادة الأردنية لصيانة أمن المملكة والحفاظ على استقرارها.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن ملك الأردن عبد الله الثاني “شريك رئيسي” للولايات المتحدة و”ندعمه بشكل كامل”.

وأكدت الخارجية الأميركية أنها تتابع عن كثب التقارير عن الأوضاع في الأردن وتتواصل مع المسؤولين.

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية اليوم السبت إن مصر تعبر عن دعمها للملك الأردني عبد الله الثاني وجهوده “في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد أي محاولات للنيل منها”.

وقال المتحدث في بيان نشر عبر حسابه الرسمي على فيسبوك “تؤكد مصر على أن أمن واستقرار الأردن الشقيق هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي”.

وفي السياق ذاته، عبر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عن دعمه للملك الأردني “وتأييده التام ومساندته الكاملة لكل القرارات والإجراءات، التي يتخذها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، لحفظ أمن واستقرار الأردن الشقيق، ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما”.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى