مصادر: تحضيرات بين بغداد وأنقرة لعملية عسكرية مشتركة بهدف القضاء على حزب العمال
يوم الجمعة الماضية، جدّد حزب "العمال الكردستاني" رفضه الخروج من مدينة سنجار في محافظة نينوى شمالي العراق.
ميدل ايست نيوز: كشف موقع “العالم الجديد” العراقي في تقرير مزود بالصور عن إجراء التحضيرات في أنقرة لعملية عسكرية تركية عراقية مشتركة في قضاء سنجار غربي محافظة نينوى، بهدف القضاء على حزب العمال الكردستاني.
وأكد الموقع نقلا عن مصادر سياسية وعسكرية، أن التحضير لهذا الإجراء يجري من خلال تبادل عدة وفود عسكرية بين البلدين، كان آخرها يوم أمس الاثنين، وفد عراقي برئاسة مدير إدارة طيران الجيش، اللواء الطيار يوسف كاظم، والذي يأتي بالتزامن مع استمرار القصف التركي لمواقع الحزب المعارض داخل لاراضي العراقية.
وأكدت المصادر لـ”العالم الجديد”، إن “عملية عسكرية وشيكة مشتركة بين بغداد وأنقرة ستنطلق لملاحقة حزب العمال الكردستاني، المصنف تركياً كمظمة إرهابية“.
وتبين أن “هذا التطور تزامن أيضا مع انتشار لعناصر حزب العمال في مدينة سنجار قبل أيام، ما وطد أواصر الاتفاق بين بغداد وأنقرة“.
ويوم الجمعة الماضية، جدّد حزب “العمال الكردستاني” رفضه الخروج من مدينة سنجار في محافظة نينوى شمالي العراق، على الرغم من انتهاء المهلة التي منحتها له السلطات العراقية للخروج من المدينة، والتي انقضت أمس الخميس، مؤكداً أنه سيقاوم من يريد إخراجه، بينما أوضحت قيادة العمليات العراقية المشتركة أنها لن تسمح لـ”العمال الكردستاني” أو غيره بالوجود في سنجار.
وقال بيان لما يعرف بـ”مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية لسنجار”، وهو الواجهة التابعة لتنظيمات حزب “العمال الكردستاني”، في مدينة سنجار 110 كيلومترات غربي الموصل، إنه لن ينسحب من سنجار، موضحاً أن مهلة الحكومة العراقية التي انتهت في الأول من إبريل/ نيسان جاءت بناءً على طلب من تركيا. وأضاف البيان الذي نشرته وسائل إعلام عراقية كردية أن “قرارنا واضح وهو المقاومة والدفاع عن حقوقنا وشعبنا”.
مقابل ذلك، أكد المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة اللواء تحسين الخفاجي أنّ السلطات العراقية لن تسمح بوجود المظاهر المسلّحة في سنجار، موضحاً في حديث لوكالة الأنباء العراقية “واع” أن قوات الأمن لديها القدرة للسيطرة على المدينة. ولفت إلى وجود درجات وظيفية لسكان سنجار ضمن صفوف القوات الأمنية، ووعد بفتح المحاكم ومراكز إصدار الجنسية، مبيناً أن الحكومة ماضية في تنفيذ اتفاق سنجار بين بغداد وأربيل، والذي يقضي بإخراج جميع القوات غير النظامية من المدينة، وإسناد مهمة حفظ الأمن لقوات عراقية.
كذلك قال الخفاجي في تصريح صحافي منفصل: “لن نسمح لا لحزب العمال الكردستاني، ولا لغيره، بالوجود في سنجار”، مضيفاً “ولن نتعاون ونتعامل مع أي مجموعة داخل سنجار سوى القوات الأمنية العراقية والشرطة المحلية، وهذا ما تم الإقرار به في الاتفاق (اتفاق سنجار)”.
وأكدت مصادر محلية في سنجار لـ “العربي الجديد”، أن “العمال الكردستاني” والمليشيات المرتبطة بالحزب لم يغادرا سنجار، رغم انتهاء مهلة السلطات العراقية لهم أمس الخميس، موضحة أن المدينة تعيش حالة ترقب وخوف من احتمال حدوث مواجهة بين القوات العراقية و”الكردستاني”.
وحذر قائمقام سنجار محما خليل، الثلاثاء الماضي، من احتمال قيام “الكردستاني” بتحويل الأسر الموجودة في المدينة إلى دروع بشرية، مشيراً إلى أن أهالي سنجار بدأوا ينزحون مجدداً باتجاه إقليم كردستان خشية اندلاع قتال.
وتابع أن “حزب العمال الكردستاني يمنع بعض العوائل من التوجه إلى إقليم كردستان، لأنه يخطط لاستخدامهم كدروع بشرية في حال اندلاع القتال”، مبيناً أن أوضاع المدينة سيئة، وليس واضحاً ماذا سيحدث بين الجيش العراقي و”العمال الكردستاني”، وأن الوضع محتقن للغاية.
وكانت قيادة الجيش العراقي قد أمهلت مسلّحي حزب “العمال الكردستاني”، حتى الأول من إبريل/ نيسان الحالي، لمغادرة المدينة، لبدء تطبيق الاتفاقية الموقعة منذ نحو خمسة أشهر بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق، لحلّ مشاكل سنجار التي تُعدّ أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. وتنص الاتفاقية على أن يتم حفظ الأمن في المدينة من قبل قوات الأمن الاتحادية بالتنسيق مع قوات البشمركة، وإخراج كل الجماعات المسلّحة غير القانونية.