تفاؤل إيراني بنتائج المباحثات النووية وواشنطن تتحدث عن خطوة أولى في مسار طويل وصعب
قال الرئيس الإيراني إن "عودة أميركا بتعهداتها تعني وفق مفهومنا الديني، التوبة، أي أنها جاءت لتتوب وتعود للاتفاق النووي".

ميدل ايست نيوز: أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يسعى جاهداً إلى تسجيل اختراقات كبيرة في جدار العقوبات الأميركية قبل انتهاء ولايته بعد أربعة أشهر، اليوم الأربعاء، تفاؤلاً بنتائج المباحثات النووية الأخيرة، قائلاً إن هناك “فصلاً جديداً قد بدأ لتجديد حياة الاتفاق النووي”.
وقال روحاني في كلمة خلال اجتماع الحكومة، تابعها “العربي الجديد”، إن “صوتاً واحداً يُسمع من جميع الدول، سواء من مجموعة 1+4 بحضور إيران أو مجموعة 1+4 بحضور الولايات المتحدة”، مضيفاً أن “جميع هذه الأطراف قد وصلت إلى قناعة بأنه لا يوجد أي طريق أفضل وأي مسار سوى تنفيذ كامل للاتفاق النووي”.
واعتبر روحاني ذلك “نجاحاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية”، قائلاً إن “عودة أميركا بتعهداتها تعني وفق مفهومنا الديني، التوبة، أي أنها جاءت لتتوب وتعود للاتفاق النووي”، معتبراً أنه الآن “يجب أن نرى على أرض الواقع مدى التزامهم بأقوالهم”.
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده ستعود إلى جميع تعهداتها، شرط أن تكون أميركا قد عادت إليها وأن نتحقق عملياً من ذلك، في إشارة إلى رفع العقوبات والتحقق من رفعها، مشيراً كذلك إلى أن واشنطن يمكنها تنفيذ تعهداتها من دون تفاوض “لكنها تبحث عن ذرائع”.
من جهته، قال رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي، لوكالة “نور نيوز” الإيرانية، من فيينا، إن “المفاوضات إذا تحولت إلى وسيلة لإهدار الوقت سنوقفها”، مشيراً إلى أن اللجنة المشتركة للاتفاق النووي التأمت في فيينا بهدف فتح طريق لإحياء الاتفاق “ونحن نواصل حواراتنا مع مجموعة 1+4 لكن لا نجري أي تفاوض مع الوفد الأميركي”.
وأضاف أن “لا علاقة لنا” بالمفاوضات التي تجريها دول مجموعة 1+4 مع الوفد الأميركي، كاشفاً عن “تشكيل فريقي عمل في مباحثات فيينا؛ فريق يعمل على تحديد مجموعة خطوات يجب أن تتخذها أميركا لرفع العقوبات، والفريق الآخر يحدّد مجموعة إجراءات يجب أن تتخذها إيران للعودة إلى تعهداتها”.
وأكد عراقجي أنه “لا يوجد شيء باسم خطوة خطوة ولن نقبل به”، مشيراً إلى أن “جميع الإجراءات يجب أن تكون في خطوة واحدة سميناها الوضع النهائي، ولذلك مبدأ خطوة خطوة ليس مطروحاً، ولا التفاوض المباشر ومفاوضات خارج الاتفاق النووي”.
وفي الجانب الثاني، قال المبعوث الأميركي إلى إيران -روبرت مالي- إن المحادثات في فيينا خطوة أولى في مسار طويل وصعب، بهدف إعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال للاتفاق.
وأضاف مالي -في حديث للإذاعة الوطنية العامة- أن محادثات فيينا تشمل نقاشات بشأن تحديد الخطوات التي يتعين على واشنطن وطهران اتخاذها، لأن الجانبين كانا في حالة عدم امتثال لالتزاماتهما النووية بشكل متزايد.
وأوضح أن موقف إيران بشأن رفع العقوبات قبل تغيير أنشطتها النووية يظهر أنها غير جادة في ما يتعلق بالعودة إلى الاتفاق.
وكانت أطراف الاتفاق النووي اختتمت أمس الثلاثاء الجولة الأولى من المحادثات في فيينا، واتفقت على عقد لقاءين على مستوى الخبراء، لبحث رفع العقوبات والإجراءات التقنية الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي إن الاجتماع كان إيجابيا وبناء، وإن هناك شعورا عاما بالوحدة والطموح إلى عملية دبلوماسية مشتركة، على حد تعبيره.
على صعيد مرتبط بالتطورات النووية، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن بلاده رفعت احتياطيات اليورانيوم المخصّب بدرجة نقاء 20 في المائة إلى 55 كيلوغراماً، مؤكداً أن إيران لديها الطاقة الإنتاجية الأقوى لإنتاج اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة بالمقارنة مع مرحلة قبل التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015.
وأضاف، وفق وكالة “نور نيوز” الإيرانية، أن قدرتنا على تخصيب اليورانيوم بهذا المستوى ارتفعت 30 في المائة بالمقارنة مع ما قبل الاتفاق النووي، مضيفاً أنه “يمكن أن يكون عدد أجهزة الطرد المركزي قد قلّ، لكن بسبب استخدام الجيل الجديد من أجهزة IR6 المتطورة تمكنّا من رفع إنتاج اليورانيوم، إذ إن هذه الأجهزة لديها القوة الإنتاجية 8 أضعاف أجهزة الجيل الأول”.
وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قد قال أمس الثلاثاء إن بلاده ستكشف قريباً عن 133 “إنجازاً نووياً”، مشيراً إلى بدء عملية الاختبار الميكانيكي لأجهزة الطرد المركزي المتطورة من الجيل IR9.