الأمين العام لجامعة الدول العربية في بغداد والملف السوري على طاولة المباحثات
لفت أبو الغيط إلى أن الجامعة تمر بصعوبات نتيجة أوضاع دولها إلى جانب وجود مشاكل في تمويل عملياتها.
ميدل ايست نيوز: دعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم السبت إلى إيجاد آليات حوار بين الدول المؤثرة في الوضع بسوريا، لتحقيق الاستقرار فيها. جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة العراقية بغداد، جمعه مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي وصل إلى العراق في زيارة غير محددة المدة.
وقال حسين إنه بحث مع أبو الغيط العلاقات العربية بصورة عامة مع دول الجوار، وأضاف أنه تمت مناقشة بعض القضايا المتعلقة بعمل جامعة الدول العربية، وأن جزءا من النقاش كان بشأن الوضع في سوريا.
وأكد حسين أن الوضع غير المستقر في سوريا يؤثر سلبا في الوضع العراقي، لذا فمن الضروري العمل المشترك لإيجاد سبل لكيفية بناء آليات للحوار مع مختلف الدول التي لها تأثير في الوضع السوري.
من جهته، قال أبو الغيط، في أثناء المؤتمر، “نتابع وبدقة الأداء العراقي الإقليمي (..) نعد بأن تكون جامعة الدول العربية تحت إمرة العراق دائما بأي مطلب”.
وأشاد بـ”قوة دبلوماسية الأداء العراقي ودقته” معتبرا أنه “أصبح مهما ومشرفا فضلا عن دعمه الجامعة العربية”. وأضاف أن الجامعة العربية ستستضيف القيادة العراقية في مقرها في غضون 3 أشهر.
ولفت أبو الغيط إلى أن الجامعة تمر بصعوبات نتيجة أوضاع دولها إلى جانب وجود مشاكل في تمويل عملياتها.
وأوضح الوزير العراقي أن أبو الغيط سيلتقي عددا من المسؤولين في بغداد قبل أن يتوجه إلى إقليم كردستان العراق ويلتقي قادته.
واستقبل رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح في قصر السلام ببغداد، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بحضور وزير الخارجية فؤاد حسين.
وحسب بيان رسمي للرئاسة العراقية جرى، خلال اللقاء، بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، والتحديات التي تشوبها في الظرف الراهن سياسياً وأمنياً، فضلاً عن التحديات الصحية فيما يخص ملف جائحة كورونا، وما تتطلبه هذه التطورات من تكاتف مشترك في مواجهتها، والانطلاق نحو دعم مسارات الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي وفرص التنمية.
وقال الرئيس العراقي إن الجهود العراقية منصبة على دعم الحوار لتسوية المشاكل وتخفيف حدة التوترات في المنطقة، وتبنّي التعاون العربي المشترك في إرساء أمن وسلام المنطقة باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار العراق، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ودعم الاستثمار وفرص التنمية، مؤكداً أهمية دور جامعة الدول العربية في هذا الصدد عبر تنسيق المواقف بين الدول الأعضاء.
ولفت صالح إلى أن سياسة الانفتاح التي ينتهجها العراق تنطلق من إدراكه أهمية إيجاد حوارات مشتركة لتثبيت دعائم الاستقرار، لأن استقرار العراق وسيادته عنصرٌ لا غنى عنه لأمن كل المنطقة ومصالح شعوبها.
من جانبه، قدم أحمد أبو الغيط شرحاً بشأن مساعي جامعة الدول العربية في تعزيز التعاون العربي وإرساء الأمن والاستقرار، مؤكداً دعم الجامعة العربية لجهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب وتعزيز أمن البلاد واستقرارها وحماية سيادتها وأمن مواطنيها.
واستقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأمين العام للجامعة العربية وجرى خلال اللقاء البحث في آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ومختلف القضايا العربية الراهنة.
واكد الكاظمي أهمية التواجد الفعّال للجامعة العربية، وتطوير منظومات عملها بما يمكنها من خدمة الشعوب العربية، مؤكدا ان العراق يتطلع الى انعقاد القمة العربية المقبلة، عبر دعم دورٍ عربي أكبر يسهم في جهود التهدئة.
وأضاف الكاظمي إن العراق يدعم مبادرات إنهاء الصراع في اليمن، ودعم لبنان لتجاوز ظروفه الصعبة، كذلك يؤيد عودة سوريا الى الجامعة العربية وتشجيع الحوار الداخلي فيها.
وبين ان أمام الجامعة العربية دورا مهما تضطلع به في تعزيز التقارب البنّاء وتجاوز الخلافات، و تعضيد جهود التهدئة بين الدول الإقليمية الفاعلة والتي ترتبط بعلاقات تاريخية تتجاوز الأزمات الراهنة.
كما شدد خلال اللقاء، على أن القضية الفلسطينية ينبغي أن تبقى في أعلى سلم أولوياتنا، لأنها تمثل قضية ضمير ووجدان للعرب وللإنسانية، ولأن الشعب الفلسطيني ما زال يعاني من ظروف قاسية وظلم تاريخي.
من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية السيد احمد ابو الغيط، أن مؤسسة الجامعة حريصة على دعم العراق في مساعيه السامية هذه، كما أثنى على الخطوات الشجاعة للحكومة العراقية، لاسيما ما يتعلق بمسار الانفتاح العراقي الحكيم والمتزن على محيطه العربي والاقليمي، وروح المبادرة الإيجابية التي ينتهجها.