حداد وطني في العراق وسحب يد مسؤولين وبدء تحقيق بكارثة حريق مستشفى ابن الخطيب
قرر رئيس الوزراء، إيقاف كل من وزير الصحة ومحافظ بغداد ومدير صحة الرصافة عن العمل، وإحالتهم إلى التحقيق على خلفية الحادث المأساوي.

ميدل ايست نيوز: أعلن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الحداد العام على أرواح ضحايا مستشفى ابن الخطيب في بغداد، والذي خلف 88 ضحية، من بينهم أطباء وموظفون صحيون، فضلا عن إصابة 110 على الأقل نتيجة حريق اندلع في ساعة متأخرة من الليل، كما وجّه بفتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث، معتبراً أنه “مساس بالأمن القومي، ونكسة يجب ألاّ تمر بسهولة”.
وقرر رئيس الوزراء، الأحد، إيقاف كل من وزير الصحة، حسن التميمي، ومحافظ بغداد، محمد جابر عطا، ومدير صحة الرصافة، عبد الغني الساعدي، عن العمل، وإحالتهم إلى التحقيق على خلفية الحادث المأساوي.
وترأس الكاظمي، بعد ظهر الأحد، الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء المخصصة لمناقشة الحادث، وقال البيان الصادر عن مكتبه، إنه تقرر إجراء تحقيق برئاسة وزير الداخلية، عثمان الغانمي، وعضوية وزير التخطيط، ووزير العدل، ورئيس هيئة النزاهة، ورئيس ديوان الرقابة المالية الاتحادي، وممثل عن مجلس النواب للتحقيق في الحادث، وتحديد المقصرين، ومحاسبتهم، مشددا على أن “ينجز التحقيق خلال خمسة أيام، ويقدم التقرير أمام مجلس الوزراء”.
في الأثناء، دعا البرلمان العراقي إلى جلسة، يوم غد الاثنين، لمناقشة تداعيات فاجعة مستشفى ابن الخطيب، مطالبا الحكومة بتقديم نتائج التحقيق في الحادث، وسط حراك برلماني لجمع تواقيع بغية استجواب وزير الصحة المدعوم من التيار الصدري.
واندلع الحريق الهائل ليل السبت – الأحد، في ردهة الإنعاش الرئوي في مستشفى “ابن الخطيب”، شرقي العاصمة العراقية بغداد، والذي يضمّ مصابين بفيروس كورونا، فيما لم تعرف حتى الساعة الأسباب التي أدّت إلى الحادث، وما إذا كان متعمداً أم لا.
ووجّه الكاظمي بـ”منح عائلات ضحايا الحادث كل حقوق الشهداء، وتوجيه إمكانات الدولة لمعالجة جرحى الحريق بما في ذلك العلاج خارج العراق”، وشدّد على أنّ “الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمل مسؤوليتها جميع المقصّرين، وأنّ أي تهاون سنحاسبه بقوة. اليوم نتيجة التهاون سقط شهداء أبرياء، غداً إذا تقاعسنا سيسقط آخرون. يجب ألا يقول لي أحد إنه تماس كهربائي”.
وأكد رئيس الجمهورية، برهم صالح، في بيان، دعمه “القرارات الصادرة عن الحكومة والبرلمان بضرورة فتح تحقيق فوري في أسباب وقوع الحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة ومحاسبة المقصّرين، واستنفار كافة الجهود لمعالجة جرحى الحريق، كما نشدّ على يد فرق الدفاع المدني وجموع المتطوعين في إنقاذ المصابين وإسعافهم”.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، إنقاذ نحو 200 مريض كانوا راقدين في المستشفى، وقالت في بيان، إنه “في الوقت الذي تستنفر فيه وزارة الصحة كامل فرقها لمواجهة الأزمة الوبائية التي تعصف بالبلاد والعالم وبالإمكانات المتوفرة، وبتعاون حكومي ونيابي وشعبي وخيري لغرض الخروج بأقل الخسائر، وفي هذه الأجواء والظروف الحرجة حدث حريق كبير في مستشفى ابن الخطيب في جانب الرصافة من بغداد”.
وأشار البيان إلى أن الوزارة “ستعلن في وقت لاحق الموقف الدقيق لأعداد الضحايا والجرحى”، مؤكدة أنّ رئيس الوزراء قرّر إقالة كل من مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة، ومدير مستشفى ابن الخطيب، والمعاون الإداري والفني للمستشفى، ومدير قسم الهندسة والصيانة”.
وأثار الحادث موجة غضب، وسط انتقادات لفشل النظام الصحي في البلاد، وأطلق ناشطون حملة لإقالة وزير الصحة، حسن التميمي، الذي اتهموه بالفشل في إدارة الوزارة.