التسجيل المسرب من ظريف يطيح بأحد أبرز مستشاري الرئيس الإيراني
قدم مسؤول كبير في مركز أبحاث إيراني ومستشار للرئيس حسن روحاني استقالته بعد تسريب تسجيل لوزير الخارجية محمد جواد ظريف.

ميدل ايست نيوز: قدم مسؤول كبير في مركز أبحاث إيراني ومستشار للرئيس حسن روحاني استقالته بعد تسريب تسجيل لوزير الخارجية محمد جواد ظريف.
وأفادت الوكالة أن حسام الدين آشنا، مدير «مركز الأبحاث الاستراتيجية في مكتب الرئاسة الإيرانية» «استقال بسبب سرقة تسجيل» يتضمن مقابلة أجراها «المركز» مع ظريف.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يرأس آشنا «المركز» منذ 2013، وقد عيّن في العام نفسه مستشاراً لروحاني، وكان لا يزال في منصبه إلى اليوم.
وتشير وسائل الإعلام الإيرانية بانتظام إلى آشنا على أنه مقرب من روحاني بعدما كان نائب وزير الاستخبارات في عام 2000.
وأفادت وكالة “إيسنا” الإيرانية أن 20 مسئولا إيرانيا تم حجزهم عن السفر خارج البلاد وصدر 15 حكم قضائي بسبب هذا الملف.
ويوم أمس قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء، إنه كان من المقرر بث قسم من مقابلة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، التي سربت، والاحتفاظ بجزء منها للتاريخ، لا يطلع عليه إلا بعض المسؤولين.
واعتبر روحاني أن من سرب التسجيل الصوتي “معاد لإيران ومصالح الشعب الوطنية”، مشيرا إلى أن هناك شخصا أو جماعة سرقت الملف الصوتي من أرشيف الحكومة، داعيا وزارة الاستخبارات إلى معرفة ملابسات السرقة.
وأكد روحاني أن نشر التسريب الصوتي يرمي إلى زعزعة الوحدة الوطنية في الداخل الإيراني، مشددا على أن طهران ستتعامل بحزم وبلا رحمة مع من سرب التسجيل.
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن توقيت نشر التسريب الصوتي مثير للشك لأنه يتزامن مع النجاح الذي تحققه مفاوضات فيينا.
ولفت روحاني إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة أدركت أنه لا خيار أمامها سوى التسليم أمام حق إيران في رفع العقوبات، معتبرا أن رفع العقوبات يتم عبر الوحدة والانسجام وليس عبر التفرقة وعرقلة المفاوضات.
ودعا روحاني السلطة القضائية والبرلمان وهيئة الإذاعة والتلفزيون إلى التعامل بهدوء وصبر مع الملف المسرب، “فالبلاد تعيش ظروفا صعبة والعدو يسعى إلى بث الخلاف في إيران”، مشيرا إلى أن “بعض ما جاء في التسجيل يمثل وجهة النظر الشخصية لظريف وليس وجهة نظر الحكومة”.
وأكدت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أنه “تم استدعاء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لتقديم إفادة في اللجنة حول ما جاء في التسريب الصوتي”، وذلك في أول اجتماع لها.
وقال أبو الفضل عموئي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان: “تم استدعاء ظريف لتقديم إفادة في اللجنة حول ما جاء في التسريب الصوتي، وذلك في أول اجتماع للجنة”.
وقال المتحدث باسم الخارجية، سعيد خطيب زاده، إن التسجيل الذي حصلت عليه بعض وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج «لم يكن حواراً أو مقابلة صحافية، وإنما مقابلة روتينية سرية في الحكومة»، في تأكيد ضمني لما سمي «التاريخ الشفوي الإيراني».
وأوضح أن التسجيل «جاء بناء على رغبة الرئيس حسن روحاني في نقل تجارب حكومته إلى الحكومة اللاحقة، عبر تسجيل مقابلات للوزراء لضمها إلى الوثائق»، مضيفاً: «كان من المفترض أن تكون المقابلات سرية»، نافياً أي دور لوزارة الخارجية في عملية المقابلة، والفريق الذي أجراها، قائلاً: «لا نعلم من، ولماذا نشرها». وأضاف: «كان هناك بعض التحمس من وسائل الإعلام لتقطيع تصريحات ظريف، لكن يجب النظر إليها بصورة عامة».
وحاول المتحدث التقليل من أهمية تسريب التسجيل إلى وسائل إعلام خارجية، عندما أشار إلى تداوله بين الوسط الإعلامي في الداخل، قبل أن يجد طريقه إلى وسائل الإعلام في الخارج، وقال: «من المؤسف أنه تسرب ليلة أول من أمس… في البداية انتشر بصورة محدودة، ونحن حصلنا عليه صباح أمس من بعض الصحافيين، وفي المساء وصل إلى نطاق أوسع»، لكنه في نهاية المطاف ترك الأمر إلى الأجهزة الأمنية.