خطة مصرية – أردنية لإدخال حماس في النظام السياسي الفلسطيني بشروط أمريكية
الولايات المتحدة تدعم دورا مصريا – أردنيا مشتركا لجلب حماس إلى طاولة المفاوضات وإدخالها إلى النظام السياسي الفلسطيني المعترف به دوليا.
ميدل ايست نيوز: تعطي زيارة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى مصر، التي استعادت دورها الإقليمي، فرصة أكبر للتقارب بين الجانبين، وستمكن القاهرة من السيطرة على ملف حماس.
يأتي هذا في وقت ذكرت فيه مصادر خاصة أن الأردن بدوره قد يستقبل هنية في عمان، وأن الولايات المتحدة تدعم دورا مصريا – أردنيا مشتركا لجلب حماس إلى طاولة المفاوضات وإدخالها إلى النظام السياسي الفلسطيني المعترف به دوليا، ولكن وفق شروط.
وقالت مصادر مصرية إن المسؤولين المصريين لم يعودوا يقبلون بالتعامل مع حماس بألف وجه، أي تتفق مع القاهرة كوسيط لتنفيذ تفاهمات الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار ثم يطلق قياديون مختلفون من الحركة تصريحات متناقضة، واحد يشيد بإيران، والآخر بتركيا، والثالث بقطر ثم يعودون إلى مصر بحثا عن الوساطة التي تنقذهم.
وكان هنية قد قال الأربعاء إنه سيبحث خلال زيارته إلى القاهرة عدة ملفات تتعلق بـ”تثبيت التهدئة، وإعادة إعمار غزة، والوحدة الوطنية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني”.
وشددت المصادر على أن مصر التي استعادت كل أوراق القوة إقليميا ستطالب هنية بالوضوح التام بشأن تعدد الوجوه والمواقف، وكأن حماس مجموعة حركات وليست حركة واحدة يفترض أن تكون بموقف واحد. ولفتت هذه المصادر إلى أن القاهرة باتت منزعجة بصفة خاصة من تصريحات قيادة حماس في الداخل التي تعيق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
ويبدو أن الانزعاج المصري جاء بعد تصريحات يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة التي قال فيها إن هناك عشرة آلاف استشهادي من الفلسطينيين داخل إسرائيل ينتظرون الإشارة، وهي تصريحات يقول مراقبون مصريون إنها قد تفجر تصعيدا جديدا مع إسرائيل لا يمكن السيطرة عليه ويعيق جهودا مصرية ودولية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وتنمية القطاع وحل المشاكل الإنسانية.
ويقول المراقبون إنه بعد الحرب الأخيرة ورعاية القاهرة لوقف إطلاق النار فإن على حماس أن تشرك مصر في قرار الحرب والسلم، وأن تكف عن المناورات، خاصة أن مصر ستكون بوابتها في الحصول على الاعتراف الغربي، وخصوصا من الولايات المتحدة.
وأجمعت مصادر مطلعة في القاهرة وعمان على أن التوجه الأميركي هو استيعاب حماس في المباحثات السياسية وشروط الموافقة على إدماجها في النظام السياسي بما في ذلك حكومة انتقالية فلسطينية.
وقالت المصادر في تصريح لـ”العرب” إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كلفت مصر والأردن بالتدخل لرعاية الحراك السياسي وإطلاق عملية التفاوض مع حماس، لكنها اشترطت إبلاغ الحركة بشروط واشنطن لإدماج حماس في النظام السياسي الفلسطيني المعترف به دوليا.
وأول هذه الشروط أن لا حل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بعيدًا عن طاولة التفاوض، أي تبنّي حماس بشكل واضح المرجعيات الدولية التي التزم بها الفلسطينيون ضمن مسار السلام وعلى رأسها حل الدولتين. كما يشترط الأميركيون على حماس الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وهو شرط سيقود القبول به إلى هزات داخل حماس بين الطرفين العسكري والسياسي، وهزات في علاقاتها الخارجية وخاصة مع إيران وحزب الله.
وأضافت المصادر نفسها أن الولايات المتحدة تشترط على حماس للحصول على الاعتراف الدولي والقبول بها كلاعب في الملف الفلسطيني أن “لا سلاح خاصا بميليشيا خارج إطار الشرعية والنظام السياسي الفلسطيني”، وهو ما يعني أن واشنطن لن تقبل بدولة جديدة داخل الدولة على حدود إسرائيل بعد حزب الله في لبنان.
وقال مصدر أردني مطلع إن اللواء أحمد حسني، مدير المخابرات الأردنية، قد وجه رسالة إلى هنية لزيارة عمان بعد سنوات طويلة من القطيعة، وقد وافق على الدعوة وسيرافقه خالد مشعل مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة والقيادي عزت الرشق.
وذكر المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه تم الاعتذار لهنية عن طلب لقاء مسؤولين حكوميين أردنيين أو لقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأضاف أن عمان والقاهرة تشجعان حركة حماس على عدم التمسك بأن يكون موضوع إعادة إعمار غزة عن طريقها، لأن ذلك من شأنه أن يوقف الحماس الإقليمي والدولي بهدف مساعدة القطاع. وكشف المصدر عن أن هناك توجها لمشاركة القطريين كقناة من قنوات إعادة الإعمار، وأيضا توجها لأن يتم الإعمار عن طريق الأمم المتحدة على أن تساعد كل تلك الجهود لجنة مستقلة وأهلية من كفاءات جرى تشكيلها قبل أيام في غزة.
وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية (رسمية) مساء الأربعاء أن مصر دعت كلا من إسرائيل وحركة حماس والسلطة الفلسطينية إلى محادثات في القاهرة حول محاور، بينها ترسيخ وقف إطلاق النار الراهن وتحسين الأوضاع في قطاع غزة.
ووصل وفد مصري برئاسة اللواء أحمد عبدالخالق مسؤول الملف الفلسطيني بالمخابرات العامة إلى قطاع غزة الجمعة، في زيارة هي الثالثة منذ انتهاء التصعيد الأخير في القطاع، بهدف متابعة جهود تثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وهذه ثالث زيارة يجريها وفد مصري إلى غزة منذ وقف إطلاق النار في القطاع، إذ جرت زيارة أولى في الحادي والعشرين من مايو الجاري، وثانية في الثالث والعشرين من الشهر نفسه.
وعقد الوفد المصري في كلا الزيارتين لقاءات مع حركة حماس التي تدير القطاع، وناقشا معا عدة ملفات أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة.