السكة الحديدية في إيران ومنطقة حمى السعودية وموقع إسلامي في الصين تنضم إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو
أدرجت لجنة التراث العالمي اليوم الأحد مواقع جديدة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تقع في كل من إيران والمملكة السعودية.
ميدل ايست نيوز: أدرجت لجنة التراث العالمي اليوم الأحد مواقع جديدة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تقع في كل من إيران والمملكة السعودية.
وأوضحت اليونسكو أن المواقع التي تم إدراجها على القائمة خلال الدورة الرابعة والأربعين للجنة المنعقدة عبر الإنترنت (والتي تدار أعمالها من مدينة فوزهو بالصين)، هي مدينة تشوانتشو: مركز العالم التجاري في سونغ تشوان بالصين، ومعبد “رودريشوارا” (رامابا) في ولاية تيلانجانا الهندية، والسكة الحديد العابرة لإيران، وجادة باسيو ديل برادو وحديقة بوين ريتيرو في إسبانيا ومنطقة حمى الثقافية بالمملكة السعودية.
وأشارت المنظمة إلى أن مدينة تشانتشو الصينية كانت تنعم بالحيوية كمركز تجاري بحري خلال فترتي حكم سلالتي سونغ ويوان بين القرنين العاشر والرابع عشر بعد الميلاد، فضلا عن ضروب التواصل والترابط بين المدينة وبين الأراضي الصينية الداخلية النائية. وازدهرت مدينة تشانتشو خلال مرحلة بالغة الأهمية على صعيد التجارة البحريّة في آسيا.
ويحتضن الموقع جملة من الصروح الدينية على غرار مسجد تشينغ جينغ (مسجد الأصحاب) الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر وهو واحد من أقدم الصروح الإسلامية في الصين، ناهيك عن المقابر الإسلامية، وطيف واسع من البقايا الأثرية مثل المباني الإدارية، وأرصفة الموانئ الحجرية الهامة لأغراض التجارة والدفاع، ومواقع إنتاج السيراميك والحديد، وعناصر من شبكة النقل في المدينة، والجسور القديمة، والمعابد، والنقوش. كانت المدينة تُعرف باسم “زيتون” في النصوص العربية والغربية التي تعود إلى الفترة الممتدة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر الميلادي.
وعن إيران، تصل السكة الحديد العابرة لإيران بين بحر قزوين في الشمال الشرقي والخليج في الجنوب الغربي، وهي تجتاز سلسلتي جبال وأنهار ومرتفعات وغابات وسهول، وتعبر أربع مناطق مناخية.
وقد بدأ العمل على إنشاء هذه السكة في عام 1927 وانتهى في عام 1938، وقد جاء تصميم وتنفيذ السكة الحديد التي يبلغ طولها 1394 كيلومترا نتيجة تعاون ناجح بين الحكومة الإيرانية و43 متعاقدا في مجال البناء من العديد من البلدان.
وتتميز هذه السكة بامتدادها وبالعمل الهندسي الذي تطلّبته حتى تتغلب على مشكلة الطرقات الشديدة الانحدار وغيرها من الصعوبات. وقد تطلَّب إنشاء هذه السكة قطع مساحات شاسعة من الجبال في بعض المناطق، في حين اقتضى وجود الأراضي الوعرة إنشاء 174 جسرا كبيرا، و186 جسرا صغيرا و224 نفقا، منها 11 نفقا لولبيا.
وفي السعودية، تضمّ حِمى أكثر من 34 موقعا يزخر بالنقوش الصخرية والآبار على امتداد أحد أقدم طرق القوافل التي كانت تعبر شبه الجزيرة العربية، وفق ما ورد في الموقع الإلكتروني للمنظمة.
وتمتدّ منطقة الفن الصخري الثقافي في حِمى على مساحة 557 كيلومترا مربعا وتضمّ 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية. وتعدّ واحدا من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم.
وهي تقع عند نقطة مهمة على طرق القوافل القديمة وطرق التجارة التي تعبر الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، ويعتقد أنها كانت إحدى الأسواق الرئيسية في شبه الجزيرة العربية القديمة، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
ويزخر موقع حِمى بعشرات الآلاف من النقوش الصخرية المكتوبة بعدة نصوص قديمة، تضم نقوشا بالقلم الثمودي، والنبطي، والمسند الجنوبي، والسريانية واليونانية، بالإضافة إلى النقوش العربية المبكرة (من فترة ما قبل الإسلام) والتي تعد بدايات الخط العربي الحديث، وفق “واس”.
وتمثل فنون حِمى ونقوشها الصخرية مصدرا لا يقدر بثمن للتوثيق الكتابي والفني والتاريخي وحتى الإثنوغرافي لأحداث التغير المناخي خلال الفترة السائدة، بحسب المصدر ذاته.