روسيا تحث إيران على إكمال ممر الشمال ـ الجنوب للنقل الدولي

جاء ذلك خلال لقاء رئيسة مركز الصادرات الروسية فيرونيكا نيكيشينا ورئيسة المنظمة الروسية للممرات الدولية كلا على حدة مع السفير الايراني لدى موسكو كاظم جلالي امس الجمعة على هامش الاجتماع الاقتصادي الدولي الثاني عشر بين روسيا والدول الاسلامية المنعقد في قازان عاصمة جمهورية تترستان التابعة للاتحاد الروسي، حسب ما أفادت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية.

واعتبرت رئيسة مركز الصادرات الروسية فيرونيكا نيكيشينا خلال اللقاء مع السفير الايراني اكمال ممر “شمال-جنوب” بانه مهم للازدهار الاقتصادي للبلدين والمنطقة وقالت ان هنالك حاجة ملحة لهذا الممر الممتد من اوروبا الى الهند.

واضافت: ان ايران وروسيا ستكون لهما الكثير من الانشطة مستقبلا في هذا المجال.

كما اكدت رئيس المنظمة الروسية للممرات الدولية خلال اللقاء مع السفير الايراني اهمية هذا الممر، ودعت الى الى انشاء الخطط السككي “رشت –آستارا” لاكمال هذا الممر الاقتصادي الدولي المهم.

واضافت: ان الرئيس فلاديمير بوتين يؤكد على تدشين الممرات الدولية خاصة في مسار “شمال-جنوب”.

من جانبه قال السفير الايراني خلال اللقائين: ان احدى اهم القضايا التي تابعتها السفارة الايرانية في موسكو خلال العام الاخير سواء في ايران او في روسيا هي متابعة اكمال ممر “شمال-جنوب” وان ايران تساعد من يدعم هذا المشروع وتستفيد من جهوده.

واضاف: انه تم خلال اللقاءات العديدة مع المسؤولين الروس ومنها اللقاء الذي جرى خلال الاسبوع الماضي مع مساعد الخارجية الروسي التاكيد على آفاق التنفيذ العملي لمشروع الممر الدولي “شمال-جنوب”.

وتابع قائلا: انه وللمرة الاولى في ظل التعاون المشترك بين ايران وروسيا في اطار ممر “شمال-جنوب” تم خلال الشهر الماضي ارسال شحنة من الورق من فنلندا الى الهند عن طريق آستارا بواسطة شاحنات (من آستارا الى رشت) ومن ثم من رشت الى (جنوب البلاد بالقطار ومن ثم بحرا) الى الهند.

واوضح بانه تم الاتفاق على الاستمرار بارسال مثل هذه الشحنات من السلع عن طريق الشاحنات والقطار، على ان تكون شحنتين شهريا وبعد 3 اشهر شحنة او شحنتين اسبوعيا.

وصرح السفير الايراني بان ممر “شمال-جنوب” سيؤدي دورا مهما في تنمية التبادل التجاري بين البلدين واضاف: ان هذا الممر له مستقبل مشرق لذا من الضروري اكماله على وجه السرعة.

و”ممر الشمال – الجنوب” مشروع نقل دولي عملاق، طُرح خلال قمة الاتحاد الأوروبي في هلسنكي سنة 1992 كالممر التاسع من ضمن عشرة ممرات، ثم وقعت الدول الثلاث، إيران والهند وروسيا، عام 2000 على الوثيقة الأولى لإنشائه في سانت بطرسبرغ الروسية. وعام 2016، التحقت دول أخرى بالمشروع، هي: سلطنة عمان، وتركيا، كازاخستان، أرمينيا، قرغيزستان، طاجيكستان، بيلاروسيا، أوكرانيا، سورية، وبلغاريا، إلى جانب الدول المؤسسة الثلاث.

ويتكون “ممر الشمال – الجنوب” من شبكة خطوط بحرية وبرية وسكك حديدية يبلغ طولها 7200 كيلومتر، ويبدأ من بومباي بالهند ليربط المحيط الهندي ومنطقة بحر عمان مع بحر قزوين مروراً بإيران، ثم يتوجه إلى سان بطرسبرغ الروسية، ومنها إلى شمال أوروبا وصولا إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي.

ويعتبر هذا المشروع أحد أرخص الطرق الرابطة بين قارتي آسيا وأوروبا، وبذلك ينافس قناة السويس، حيث تتقلص تكاليف النقل عبره بمقدار 2500 دولار مقابل كل 15 طنًا، هذا فضلا عن أن ذلك يستغرق 14 يومًا فقط، في مقابل 40 يومًا عبر طريق قناة السويس، حسب البيانات الإيرانية.

وتقع إيران في قلب هذا الممر، ويمكّنها هذا المشروع في حال تدشينه من التحكم في حلقة وصل حيوية بين آسيا وأوروبا، وعليه توليه طهران أهمية كبيرة، علما أن أربعة ممرات دولية تتقاطع في إيران، هي ممر “الشمال – الجنوب”، والشرق – الغرب، وجنوب آسيا، وممر النقل تراسيكا (أوروبا – القوقاز وآسيا).

ويفترض أن يُنقل عبر ممر “الشمال الجنوب” في مراحله الأولى سنويا 6 ملايين طن من السلع، إلى أن يرتفع إلى 15 طنا حتى 20 مليونا بعد اكتمال المشروع بالكامل.

ويتفرع الممر بعد وصوله إلى داخل إيران إلى الفرعين الغربي والشرقي، يصلان جنوب إيران ببحر عمان بشرقها وشمالها على بحر قزوين، فضلا عن أن شبكة كبيرة من الخطوط الحديدية والبرية الداخلية من المقرر أن تربط تقريبا جميع الحدود الإيرانية والمحافظات الإيرانية بشبكة مواصلات على طريق ممر الشمال الجنوب داخل إيران، ما يعني أن هذه الشبكة الداخلية الإيرانية تشكل حلقة وصل بين الدول الـ15 الجارة لإيران على حدودها الأربعة، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.