هل يشكل استهداف السفينة الإسرائيلية نقطة تحول في الصراع بين تل أبيب وطهران؟

يعد بحر العرب  الممر الأهم لتصدير النفط العراقي والكويتي والإماراتي والسعودي إلى أوروبا، ووصول البضائع والشحنات إلى تلك الدول وباقي دول المنطقة.

ميدل ايست نيوز: من جديد عاد التوتر إلى مياه بحر العرب بين “إسرائيل” وإيران، وهذه المرَّة من خلال استهداف سفينة إسرائيلية كانت في طريقها إلى أحد موانئ الإمارات، ومقتل اثنين من أفراد طاقمها، وهو ما يعد تصعيداً خطيراً بين الطرفين.

وبدأت المؤشرات تُظهر أن إيران هي التي تقف وراء الهجوم الجديد على السفينة الإسرائيلية والذي وقع شمال شرقي جزيرة مصيرة العُمانية، خاصة مع حديث مصادر إيرانية عن أن الاستهداف جاء رداً على هجوم إسرائيلي أخير على مطار الضبعة في منطقة القصير بسوريا.

وإسرائيلياً، توجهت أصابع الاتهام سريعاً حول مسؤولية الهجوم إلى إيران، حيث توعد وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، بردٍّ قاسٍ على الهجوم على السفينة الإسرائيلية قبالة عُمان.

وإلى جانب تهديدات لابيد، نقلت القناة المتلفزة الثالثة عشرة عن مصدر إسرائيلي كبير، قوله إن إيران تقف وراء الهجوم الذي تعرضت له سفينة الشحن ذات الملكية الإسرائيلية قبالة سواحل سلطنة عُمان.

وسيفتح الهجوم الجديد على السفينة الإسرائيلية باب الصراع بين “إسرائيل” وإيران من جديد، وإمكانية وجود ردٍّ إسرائيلي باستهداف إحدى سفنها، وهو المتوقع وفق مراقبين للشأن الإسرائيلي.

ويهدد تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني في المياه القريبة من دول مجلس التعاون، سلامة الملاحة الدولية، والإقليمية، والتجارة، ونقل النفط، وقد يتسب بخسائر تصل إلى مليارات الدولارات، مع تضرر مصالح الدول التي لديها موانئ تطل على هذه المياه.

ويعد بحر العرب  الممر الأهم لتصدير النفط العراقي والكويتي والإماراتي والسعودي إلى أوروبا، ووصول البضائع والشحنات إلى تلك الدول وباقي دول الخليج.

وتمتلك إيران سيطرة بحرية على مضيق هرمز الرابط بين بحر العرب والخليج والذي يمر عبره نحو خُمس نفط العالم، وهو ما يزعج “إسرائيل”، التي تحاول دائماً التضييق على الإيرانيين، وتحاول منعهم من الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

المكان الأسهل 

أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في “جامعة حيفا”، البروفيسور محمود يزبك، يؤكد أن كل المؤشرات حول الهجوم الذي تعرضت له سفينة إسرائيلية، تُظهر أن إيران هي التي تقف وراءه.

ويبدو أن الهجوم الإيراني على السفينة الإسرائيلية، وفق حديث يزبك، جاء رداً على الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية بسوريا، والتي كان آخرها في مطار الضبعة.

ويعد استهداف السفن الإسرائيلية في مياه بحر العرب، كما يوضح يزبك، الأسهلَ والأقرب بالنسبة لإيران في الرد على أي هجوم تعرضت له مواقعها أو قواتها بسوريا.

ويعطي الهجوم الأخير، وفق يزبك، مؤشراً للضغط على الدول الخليجية- خاصةً تلك التي أقامت علاقات مع “إسرائيل”- بضرورة أن تتدخل للضغط على القيادة الإسرائيلية؛ لمنع هجماتها على الأهداف الإيرانية في سوريا.

وزجَّت “إسرائيل” نفسها، كما يوضح يزبك، حين دخلت الخليج بظهر مكشوف للإيرانيين، وهي لن تستطيع أن تفعل أي شيء عسكري لوقف تلك الهجمات، لأنه في حال أقدمت على إرسال قوة بحرية فهي بذلك تشعل الخليج، وهو تصعيد غير محسوب على الخليج والولايات المتحدة.

ويرى أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في “جامعة حيفا”، أن القوى الإقليمية والولايات المتحدة لن تسمحا بأن تشتد المواجهة العسكرية بين إيران و”إسرائيل”، في المنطقة.

بداية الهجمات

بدأت الهجمات البحرية بين “إسرائيل” وإيران عام 2019، حينما هاجمت دولة الاحتلال سفناً إيرانية يحمل بعضها أسلحة والبعض الآخر النفط أو البضائع، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وتؤكد الصحيفة الأمريكية أن الخطوات الإسرائيلية تهدف إلى الحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط، ومنع طهران من الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

وفي فبراير الماضي، تعرضت سفينة الشحن الإسرائيلية “إم في هيليوس راي”، التي ترفع علم جزر الباهاما، بخليج عُمان لهجوم، وحينها اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، إيران بمهاجمة السفينة.

كما أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن ما لا يقل عن 12 سفينة محملة بالنفط الإيراني أو أسلحة وذخيرة كانت متجهة إلى سوريا، تعرضت لهجمات صاروخية أو إلكترونية أو بألغام بحرية متفجرة.

وتؤكد الصحافة الإسرائيلية أن المواجهة البحرية الإيرانية-الإسرائيلية التي خرجت مؤخراً إلى العلن؛ تأتي في سياق رسائل موجهة من إيران وإسرائيل على حد سواء، إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مفادها أنه على واشنطن أن ترفع قضايا الشرق الأوسط، خاصةً تلك المتعلقة بإيران وإسرائيل، على رأس سُلّم أولوياتها.

كما يؤكد محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني، رون بن يشاي، أنّ تصاعد المواجهة البحرية بين إسرائيل وإيران رسالة صريحة لواشنطن بأنه “إذا لم تتم معالجة جذرية للمشاكل بين إسرائيل وإيران، فقد يتدهور الوضع نحو شفير حرب شاملة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الخليج أونلاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى