غموض حول مصير سفينة في سواحل إمارات وتقارير غربية عن اختطافها
قالت المتحدثة باسمه جين ساكي "نراقب هذا الوضع الآخذ في التطور، ونحن على اتصال وثيق بلندن وشركاء آخرين حول العالم يراقبون أيضا".

ميدل ايست نيوز: قالت وسائل إعلام غربية إن مصادر أمنية تعتقد أن قوات مدعومة من إيران استولت أمس الثلاثاء على سفينة قبالة ساحل الإمارات، لكن طهران نفت صلتها بالأمر، وعدته ذريعة لعمل عدائي ضدها.
وذكرت التقارير الغربية أن السفينة “أسفلت برنسس” (Asphalt Princess) -التي ترفع علم بنما، وتنقل الإسفلت والبيتومين- اختطفت عندما كانت تبحر من خورفكان في الإمارات إلى صحار في سلطنة عمان.
ونقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر أمنية بحرية قولها إنه يُعتقد أن قوات مدعومة من إيران استولت على السفينة.
وقالت صحيفة تايمز (Times) إن مصادر بريطانية تعتقد أن السفينة اختطفت، وأن “العمل جار على افتراض أن الجيش الإيراني أو وكلاء له على متن السفينة”.
وقال موقع “لويدز ليست” (Lloyd’s List) إن أفرادا مدججين بالسلاح اعتلوا الناقلة وأجبروها على الإبحار إلى إيران.
وفي وقت سابق، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن الواقعة قبالة ساحل الفجيرة قد تكون “حادث خطف محتملا”.
وأفاد تقرير أعدته مجلة “لويدز ليست” البريطانية الخاصة ببيانات الملاحة البحرية بأن سفينة “أسفالت برينسيس” تم اختطافها في خليج عمان وتتجه إلى سواحل إيران.
وقال التقرير إنه “بعد أيام من الهجوم المميت على الناقلة التي تديرها شركة “زودياك”، اختطف مسلحون ناقلة “أسفالت برينسيس” في خليج عمان وتوجهوا بها إلى إيران”.
وحسب بيانات “لويدز ليست”، فإن السفينة لا تزال ترسل الإشارات عبر النظام الآلي لتحديد الهوية.
وتشير معلومات المجلة أيضا إلى أن موقع شركة Prime Tankers المالكة للسفينة المسجلة في الإمارات، تعطل بعد الهجوم.
وأشار الصحفي في “لويدز ليست” ريتشارد ميد، إلى أن المعلومات تأتي “ممن يشاركون في التعامل مع الأزمة بشكل مباشر، والتفاصيل محدودة نظرا لحساسية الوضع على متن السفينة”.
القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد
اعتبرت القوات المسلحة الإيرانية أن “الأخبار المتداولة عن احتجاز السفن وانعدام الأمن بالخليج تأتي في سياق الحرب النفسية وتمهيدا لمغامرة جديدة”، مؤكدة أنها “على أهبة الاستعداد”.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الايرانية أبو الفضل شكارجي إن “الأخبار المتناقضة التي يتداولها الإعلام الغربي والإسرائيلي والسعودي حول احتجاز السفن وانعدام الأمن في الخليج تأتي في سياق الحرب النفسية والتمهيد لمغامرة جديدة”.
وأضاف أن “القوات المسلحة الايرانية تساعد على استمرار الملاحة التجارية ولديها إشراف أمني واستخباراتي على المنطقة وتتابع أي حركة مريبة”.
وتابع أن “قواتنا على أهبة الاستعداد”.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده -في بيان عبر تويتر- إن “نشر معلومات عن حوادث متتالية مرتبطة بسفن في الخليج (…) يثير شبهات كبيرة”. وحذر المتحدث من “خلق وضع خاطئ لأغراض سياسية”.
قلق أميركي
من جهته، وصف البيت الأبيض تلك التقارير بأنها “مقلقة للغاية”، وقالت المتحدثة باسمه جين ساكي “نراقب هذا الوضع الآخذ في التطور، ونحن على اتصال وثيق بلندن وشركاء آخرين حول العالم يراقبون أيضا”.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تشعر بالقلق وتدرس التقارير بشأن الواقعة، لكنها أضافت أن “من السابق لأوانه” إصدار حكم في الأمر.
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية فقال إن بلاده تجري “تحقيقا عاجلا” في الأمر.
حوادث أخرى
واكتنف الغموض مسار عدد من السفن الأخرى في الخليج أمس الثلاثاء؛ إذ قالت وكالة رويترز إن 5 سفن -على الأقل- في المنطقة بين الإمارات وإيران حدّثت نظام التعريف الآلي لديها ليظهر أنها “ليست تحت القيادة”، وفقا لبيانات “ريفينيتيف” (Refinitiv) لتتبع السفن، وتشير مثل هذه الحالة عادة إلى أن السفينة غير قادرة على المناورة بسبب ظروف استثنائية.
وتصاعد التوتر في المنطقة بعد هجوم وقع الأسبوع الماضي على ناقلة تديرها شركة إسرائيلية قبالة سواحل عُمان؛ تسبب في مقتل اثنين من أفراد طاقمها، وألقت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا المسؤولية فيه على إيران، التي نفت مسؤوليتها.
وقالت الدول الثلاث -في رسالة إلى مجلس الأمن- “هذا الهجوم أضر بسلامة وأمن الشحن الدولي، وشكل خطرا عليه، وكان انتهاكا واضحا للقانون الدولي. ينبغي للمجتمع الدولي أن يندد بهذا العمل”.
وتبادلت إيران وإسرائيل الاتهامات بالهجوم على سفن تابعة لكلا الطرفين في الشهور القليلة الماضية.