رئيسي والكاظمي يشيدان بعمق العلاقات: إلغاء التأشيرات وتعزيز الحوار الإقليمي
تحدث رئيسي خلال المؤتمر الصحافي عن "نبأ سار" تلقاه من ضيفه العراقي بشأن إلغاء التأشيرات بين البلدين بعد الإعلان عن موافقته على ذلك.
تم تحديث الخبر مساء الأحد
ميدل ايست نيوز: بعد لقاءين منفصلين، الأول “مغلق” والآخر بحضور أعضاء وفدي البلدين، عقد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الأحد، مؤتمرا صحافيا مشتركا ومقتضبا، أشارا فيه إلى عناوين مباحثاتهما، وتبادلا الشكر مع التأكيد على أهمية العلاقات بين طهران وبغداد.
وتحدث رئيسي خلال المؤتمر الصحافي عن “نبأ سار” تلقاه من ضيفه العراقي بشأن إلغاء التأشيرات بين البلدين بعد الإعلان عن موافقته على ذلك، قائلا إن العلاقات الثنائية “تتجاوز علاقات الجوار وهي علاقات عميقة بين البلدين والشعبين والحكومتين”.
وأكد رئيسي أن بلاده تتطلع إلى توطيد العلاقات مع العراق أكثر من قبل، مضيفا “أننا على قناعة بأن هذه العلاقات ستتعزز من خلال لعب أدوار إقليمية ودولية”.
وأضاف أن الكاظمي وعد بزيادة أعداد الزائرين الإيرانيين الراغبين في المشاركة في مراسم “الأربعينية” للإمام الحسين في كربلاء، مشيرا إلى مناقشة جملة ملفات اقتصادية خلال الزيارة منها الربط السككي بين العراق وإيران وقضايا مالية ومصرفية، مع حديثه عن اتخاذ قرارات بشأن هذه القضايا.
يشار إلى أن إيران لها أموال مجمدة في العراق بسبب الضغوط والعقوبات الأميركية، تقدر بأكثر من 5 مليارات دولار، وهي عوائد الصادرات الإيرانية، خاصة الغاز والكهرباء.
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي أهمية علاقات بلاده مع إيران، قائلا إنها تتجاوز علاقات الجغرافية والحدود المشتركة، مضيفا “هذه هي زيارتي الثانية خلال سنة، وهذا يدل على أهمية العلاقات”.
وأشار الكاظمي إلى أنه ناقش مع رئيسي مجموعة من الملفات الثنائية وملفات اقتصادية والربط السككي وزيادة التبادل التجاري وملفات أخرى.
وأكد الكاظمي أن العراق “يتطلع إلى أفضل العلاقات مع كل دول الجوار”، معلنا دعمه “مساعي إيران الحوارية لإرساء الاستقرار في المنطقة”، معلنا وقوف العراق إلى جانب إيران “في كل تحدياتها والظروف التي تواجهها”، مع تقديمه الشكر “للجمهورية الإسلامية التي وقفت مع العراق منذ اللحظة الأولى لمكافحة داعش”.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي أن مصطفى الكاظمي، ورئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ابراهيم رئيسي، تراسا الاجتماع الموسع بين الوفدين العراقي والإيراني، الذي عقد اليوم الأحد في العاصمة الايرانية طهران.
وجدد الكاظمي في مستهل الإجتماع، التهنئة بالتوفيق للسيد رئيسي في توليه مهامه، ولحكومته التمنيات بالسداد والنجاح، واكد أن تجدد زيارته الى إيران، يبيّن الأهمية التي يوليها العراق لتعزيز التعاون بين البلدين، وتطلعه الى تعضيد الشراكة الثنائية.
وأوضح أن جملة من الروابط والعلاقات الوطيدة في مختلف المجالات تجمع العراق بجارته إيران، وإن هناك رغبة في توسعة التبادل التجاري والإقتصادي ومجمل نواحي الشراكة البينية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء العراقي خلال الإجتماع، الى أن العراق ساعٍ لاتخاذ خطوات مهمة فيما يتعلق بالإلتزامات المالية تجاه إيران، وعمليات كري شط العرب.
كما كشف عن نية العراق إتخاذ قرار برفع شرط الحصول مسبقاً على سمات الدخول أمام الزائرين الإيرانيين القادمين عن طريق المطارات، وذلك بعد انقضاء مراسم إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، وبيّن أن الأجهزة الحكومية العراقية تبذل قصارى جهدها لإنجاح وتسهيل هذه المناسبة أمام المشاركين القادمين من جميع الدول الإسلامية.
وثمّن الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي من جانبه، خطوة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي في تسهيل دخول الزوّار الإيرانيين المشاركين في إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، كذلك الجهود الثنائية المبذولة في تسريع الرّبط السككي بين البلدين.
وأكد رئيسي رغبة حكومته في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق، حيث تضع هذا المسعى في مصاف أولوياتها، مذكّراً بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بأن وجود عراقٍ قويٍ ومقتدر سيخدم المنطقة، مثلما يصب في صالح العلاقات الإيجابية بين البلدين.
والتقى رئيس مجلس الوزراء العراقي النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مخبر، وذلك في إطار زيارته الرسمية الحالية إلى ايران.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتنمية التعاون المشترك على مختلف الصعد، والتداول بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الكاظمي إلى أهمية تنمية سبل التعاون الثنائي بين بغداد وطهران؛ لتشمل مجالات أوسع، وبما يعزز مصالح شعبي البلدين.
من جانبه، أشاد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر بخطوات السيد الكاظمي في المجالات السياسية والاقتصادية، وأثنى على جهوده في إقامة مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وجهوده الدبلوماسية في إطار التهدئة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
كما التقى الكاظمي رئيس مجلس الشورى الإيراني السيد محمد باقر قاليباف وشهد اللقاء الذي عقد في مقر مجلس الشورى الإيراني، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وأكد الكاظمي خلال اللقاء، سعي العراق إلى توطيد علاقات التعاون والشراكة المستدامة مع إيران، وكذلك الانفتاح على تعزيز التعاون الاقتصادي والترابط في مختلف المجالات، بما يعزز استقرار المنطقة وتواصل شعوبها.
وجرى خلال اللقاء بحث الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتنسيق الثنائي، وبما يؤمّن المزيد من ترسيخ الأمن والاستقرار، وفتح المجال أمام التنمية المستدامة لما فيه مصلحة الشعبين العراقي والإيراني وسائر شعوب المنطقة.
من جانبه، اشاد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني في استقباله للكاظمي بمبادرة الحكومة العراقية في عقد مؤتمر بغداد؛ قائلا انه “ينبغي التركيز في جدول الاعمال الدائم لدول المنطقة، على تظافر الجهود والتنسيق المشترك بين هذه البلدان، وبعيدا عن اي تدخل اجنبي”.
وتطرق شمخاني الى تواطؤ بعض الدول المساومة في المنطقة مع الكيان الصهيوني؛ مبينا ان هذا السلوك الذي ياتي في اطار النظرية الجديدة حول الامن القومي الامريكي قبال المنطقة، لن يخدم الامن ولا يحقق الاستقرار الاقليمي بل سيزيد من شدة الازمات والتصعيد في المنطقة.
واردف : ان احتلال الاراضي الافغانية الذي استغرق 20 عاما بواسطة القوات الامريكية، اثبت بان تدخلات واشنطن في شؤون المنطقة لن يؤدي سوى الى انعدام الامن وخسائر مادية ومعنوية كبيرة للشعوب الاقليمية.
ولفت امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، بان انهاء الوجود الامريكي كلّف شعوب المنطقة ثمنا باهضا، وقال : ان متابعة ملف اغتيال القائدين العظيمين الشهيدين “الحاج قاسم سليماني” و”ابو مهدي المهندس”، ومعاقبة القائمين على هذه الجريمة، مازالت تتصدر قائمة مطالب الشعبين الايراني والعراقي وجبهة المقاومة؛ مؤكدا على ضرورة التعاون بين البلدين من اجل تحقيق هذا المبتغى المشروع.
واعتبر امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني التحركات المتزايدة من جانب من سماهم “الزمر الارهابية” في اقليم كردستان العراق، مثار قلق ومخلا للامن في الحدود المشتركة بين ايران والعراق؛ مطالبا بتجريد هؤلاء الارهابيين من السلاح ودحرهم الى خارج الاراضي العراقية فورا.
وفي الختام، دعا الادميرال شمخاني الى تنفيذ كافة الاتفاقات المبرمة بين طهران وبغداد، لاسيما في المجالات الاقتصادية؛ مردفا : ان توسيع نطاق التعاون الشامل مع دول الجوار، سياسية مبدئية ثابتة في الجمهورية الاسلامية، ويشكل احد اولويات الحكومة الجديدة في ايران.
الى ذلك، نوه الكاظمي بالدور المميز والستراتيجي للجمهورية الاسلامية الايرانية في مجابهة الارهاب وتاكيدا جماعة داعش.
واكد رئيس الوزراء العراقي خلال مباحثاته مع الادميرال شمخاني اليوم، ان الحكومة والشعب العراقيين لن ينسيا اطلاقا الدعم الشامل الذي قدمته ايران بشعبها وحكومتها وقواتها المسلحة في الظروف العصيبة التي مرّت على العراق.
واضاف، انه عرفانا بهذه المواقف القيمة، سيكون العراق حكومة وشعبا الى جانب الحكومة والشعب الايرانيين عند الشدائد دوما.
كما وصف الكاظمي، التعاون المستديم والشامل بين مؤسسات الامن القومي الايرانية والعراقية، مكملا للعلاقات الثنائية بين البلدين.
ووصل رئيس الوزراء العراقي، إلى طهران صباح اليوم على راس وفد حكومي وكان وزير الطاقة رئيس اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي علي أكبر محرابيان في استقباله بالمطار.
وقال الكاظمي في تصريح قبيل المغادرة: إن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات، والتركيز على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين.
وأضاف أن العراق نجح في الاضطلاع بدور محوري في المنطقة عبر تعزيز الشراكة الاستراتيجية على وفق مبادئ دعم الاستقرار، والتعاون، والصداقة؛ من أجل ترسيخ أسس السلام والازدهار.
وسيجتمع رئيس مجلس الوزراء خلال الزيارة بعدد من القيادات الإيرانية، وستشهد الزيارة بحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتعضيد جهود نشر التنمية المستدامة؛ لما فيه مصلحة الشعبين العراقي والإيراني، فضلاً عن بحث التنسيق الثنائي فيما يتعلق بالمواقف من القضايا الإقليمية والدولية، وتدعيم أمن المنطقة واستقرارها.
من جانبه، وقال مصدر في الرئاسة الإيرانية لصحيفة “الصباح” العراقية إن “الكاظمي سيبحث مع الحكومة الإيرانية سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والخدمية، ومتابعة الاتفاقيات ومذكرات التعاون الموقعة بين البلدين في المجالات المختلفة، وتحديدا في ما يخص المبادلات البنكية وانتقال الكهرباء والغاز، اضافة الی دراسة المشكلات التي تعترض عمليات التبادل التجاري بين البلدين” .