لماذا أصبح انضمام إيران لمنظمة شنغهاي مسألة ملحة لها؟

أصبح انضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون في آسيا مسألة ملحّة بالنسبة للبلاد، في مواجهات تحركات متوقعة للسعودية في هذه المنظمة.

ميدل ايست نيوز: أصبح انضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون في آسيا مسألة ملحّة بالنسبة للبلاد، في مواجهات تحركات متوقعة للسعودية في هذه المنظمة، والمفارقة أن حركة طالبان قد تساعد طهران في تحقيق هدف الانضمام الذي تعثر لسنوات.

فسيطرة طالبان على أفغانستان قد تساعد إيران في تخفيف عزلتها الدولية وبالأخص الإقليمية. أو على الأقل هذا ما تتمناه الجمهورية الإسلامية حين يجتمع قادة منظمة شنغهاي للتعاون في طاجيكستان يوم 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث ستكون مسألة انضمام إيران على جدول أعمالهم.

وفي حال الموافقة على الطلب الإيراني فسيشكل هذا انقلاباً دبلوماسياً لطهران ورئيس إيران المتشدد الجديد إبراهيم رئيسي، حسبما ورد في تقرير لموقع Responsible Statecraft الأمريكي.

وانضمام إيران لمنظمة شنغهاي ليس بالأمر السهل، فقرار قبول عضو جديد في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين وتضم روسيا والهند وباكستان وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، يؤخذ بالإجماع.

وعلى عكس منافسيها في الخليج، السعودية والإمارات، تتمتع إيران منذ فترة طويلة بوضع المراقب في منظمة شنغهاي للتعاون، فيما يقال إن السعودية ومصر، قد تقدمان على خطوات تقارب مع المنظمة.

ومن المتوقع أن يظهر رئيسي، المؤيد للتقارب مع الصين وروسيا، لأول مرة على المسرح الدولي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في دوشانبي، عاصمة طاجيكستان، منذ توليه منصبه الشهر الماضي.

ومنظمة شانغهاي للتعاون هي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية، يتركز نشاطها على منطقة آسيا الوسطى، تأسست في 15 يونيو/حزيران 2001 في شانغهاي، على يد قادة ست دول؛ هي الصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان.

وتتمحور أهداف المنظمة حول تعزيز سياسات الثقة المتبادلة وحسن الجوار بين دول الأعضاء، ومحاربة الإرهاب وتدعيم الأمن ومكافحة الجريمة وتجارة المخدرات ومواجهة حركات الانفصال والتطرف الديني أو العرقي، والتعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية، وكذلك النقل والتعليم والطاقة والسياحة وحماية البيئة، وتوفير السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

وانضمت كل من الهند وباكستان إلى المنظمة كعضوين كاملي العضوية في 9 يونيو/حزيران 2017 في قمة أستانا.

يأمل المسؤولون الإيرانيون، ربما بتفاؤل مفرط، أن تساعدهم عضوية منظمة شنغهاي للتعاون في التعامل مع تأثير العقوبات الأمريكية القاسية. وقد نصح علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، حكومة رئيسي بالتوجه شرقاً نحو الصين وروسيا والهند، مؤكداً أن هذه الدول يمكنها “المساعدة في تقدم اقتصادنا”.

وليس واضحاً إن كانت هذه العضوية ستقلل بدرجة كبيرة من عزلة إيران الدولية أو ستحسن علاقاتها الحالية بالأعضاء الآخرين في منظمة شنغهاي للتعاون.

ولكن ما ستفعله العضوية هو أنها ستمنح إيران حق نقض فعال إذا سعت السعودية والإمارات إلى إقامة علاقات أكثر رسمية مع منظمة شنغهاي للتعاون في ظل تضاؤل الدعم الأمريكي لأمنهما. ومن المتوقع أن تمنح منظمة شانغهاي للتعاون السعودية ومصر صفة شريك حوار في قمتها في دوشانبي.

وقد أحجمت الصين وروسيا في الماضي عن قبول عضوية إيرانية كاملة؛ لأنهما لم تريدا إفساد علاقاتهما دقيقة التوازن مع إيران وخصومها. وقد يرى واضعو السياسات في موسكو وبكين، في أعقاب ما حدث في أفغانستان، أن إجراءات التقديم التي تستغرق عامين ستمنحهما الوقت لمنع زعزعة هذا التوازن.

وقد روجت طاجيكستان علناً لعضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون في أواخر مايو/أيار، تحسباً لانتصار طالبان.

وقال زهيدي نظام الدين، سفير طاجيكستان لدى إيران، في مؤتمر صحفي في طهران: “أن تصبح إيران عضواً رئيسياً واحدة من خطط منظمة شنغهاي، وإذا كانت الدول الأخرى مستعدة لقبول إيران، فستكون طاجيكستان مستعدة أيضاً”.

ومن بعدها، توالى ظهور التقارير الإعلامية الروسية التي تدعم تصريحات نظام الدين. وقال بختيور خاكيموف سفير روسيا المتجول لشؤون منظمة شانغهاي للتعاون: “هناك قبول عام لهذا، ولا شك فيه”.

وأشار المحلل الروسي أدلان مارغويف إلى أن “منظمة شنغهاي للتعاون منصة لمناقشة المشكلات في المنطقة. وإيران أيضاً دولة في المنطقة، ولذلك من المهم أن نتعاون معاً في مناقشة هذه المشكلات والبحث عن حلول لها”.

على أن الدعم الطاجيكي والروسي لعضوية إيران يثير تساؤلات محيرة عن خلافات محتملة داخل منظمة شنغهاي للتعاون فيما يخص التعامل مع طالبان. إذ تبنت إيران وطاجيكستان، على عكس روسيا والصين اللتين أشادتا بسلوك طالبان منذ سقوط كابول، موقفاً أكثر تشدداً وانتقاداً.

ومع ذلك، نفذت روسيا مؤخراً مناورات عسكرية مشتركة مع طاجيكستان وأوزبكستان بالقرب من الحدود الطاجيكية-الأفغانية. وتعهدت روسيا أيضاً بدعم طاجيكستان من خلال إمدادها بالأسلحة والتدريب.

ويُعتقد أن طاجيكستان تدعم المتمردين الطاجيك في وادي بنجشير شمالي أفغانستان الذين خسروا الأسبوع الماضي جولة أولى من القتال مع طالبان. ولم يتضح بعد إن كان هؤلاء المتمردون سيتمكنون من إعادة تجميع صفوفهم. ويمثل الطاجيك حوالي ربع سكان أفغانستان.

وقد اتفقت طاجيكستان وإيران في أبريل/نيسان على تشكيل لجنة دفاع عسكري مشتركة لتعزيز التعاون الأمني والتعاون في مكافحة الإرهاب.

وقد غيرت إيران مؤخراً لهجتها بخصوص أفغانستان بعد امتناع طالبان عن ضم الهزارة الشيعة إلى حكومة تصريف الأعمال المشكلة حديثاً.

وربما يرى مؤيدو عضوية إيران أن المشكلات في أفغانستان قد يحتمل أن تكون قد حُلت بحلول الوقت الذي تبدأ فيه طهران إجراءات التقديم وتبدأ أفغانستان إعادة الإعمار. وقد يكون ذلك صحيحاً. ولكنه قد يحدث عكس ذلك في أفغانستان ممزقة بفعل صراعات داخلية وعاجزة عن السيطرة على المسلحين النشطين في أراضيها.

وفي الحالتين، قد ترغب منظمة شنغهاي للتعاون في أن تضم إيران إلى مظلتها لتضمن جلوس جميع الدول المجاورة لأفغانستان، فضلاً عن القوتين الإقليميتين روسيا والهند، على طاولة واحدة. يقول المحلل مارغويف إنه “تماماً مثل البلدان الأخرى في المنطقة، من الضروري أن نجلس على الطاولة نفسها مع إيران وألا نسميها ضيفاً من الخارج”.

 

قد يعجبك:

هل تمنح عضوية «منظمة شنغهاي» إيران ورقة نفوذ أمام الغرب؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
عربي بست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى