حكم قضائي بالسجن والجلد بتهمة سرقة ثلاثة ظروف كاجو يثير الغضب في إيران
أشعل حكم قضائي، أصدره قاضٍ في إيران بحق متهم بسرقة ثلاثة باكيتات من الكاجو، مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في البلاد، وأثار استغراب الإيرانيين.
ميدل ايست نيوز: أشعل حكم قضائي، أصدره قاضٍ في إيران بحق متهم بسرقة ثلاثة باكيتات من الكاجو، مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في البلاد، وأثار استغراب الإيرانيين.
وبحسب وكالة “فارس” الإيرانية، فإن قاضياً حكم على متهم بسرقة ثلاثة باكيتات (ظروف صغيرة الحجم) من الكاجو في دكان بالسجن عشرة أشهر والجلد 40 جلدة، مشيرة إلى أن الحكم “غريب للغاية ولا يتناسب العقاب مع الجريمة”، لتدعو إلى تعديله.
ويبلغ المتهم من العمر 45 عاماً، وهو أب لثلاثة أولاد، أقرّ في المحكمة بارتكابه هذا الفعل بعد رفع صاحب المحل شكوى ضده. وبسبب عدم تقديم المتهم طلباً للاستئناف لإعادة النظر في الحكم خلال الفترة القانونية بعد إصدار الحكم الأولي، بات الحكم قطعياً بموجب القانون، إلا إذا تدخلت السلطة القضائية بعد الضجة التي أثارها الحكم.
وأثار الحكم تعليقات منتقدة وغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، فالبعض ذكّر بوعود رئيس السلطة القضائية الجديد غلام حسين إيجه إي بخفض أحكام الحبس، وأن إصدار مثل هذه الأحكام يشوش على السلطة ومساعيها لإجراء إصلاحات في الجهاز.
وأشار آخرون إلى عدم التناسب بين العقاب والجريمة، وهناك من استغل الحكم في سياق الاستقطابات السياسية بين القوى المحافظة والإصلاحية في البلاد، فضلاً عن أن مغردين دعوا إلى إبداء هذه الغلظة في الأحكام ضد الفاسدين الاقتصاديين و”أبناء الذوات” الملطخة أيديهم بالفساد المالي، حسب قولهم.
و”أبناء الذوات” مصطلح يطلق على أبناء ومقربي رجال السلطة في إيران، الذين يستغلون نفوذ آبائهم وأقاربهم في السلطة للحصول على منافع اقتصادية، أو التسلق على هذا النفوذ لاحتلال مناصب ومواقع في الدولة، وهم يعيشون حياة باذخة وفي رفاهية.
وسلّط مغردون الضوء على الحالة الاقتصادية الصعبة للمواطنين الإيرانيين، ما دفع أباً لسرقة ثلاثة باكيتات صغيرة من الكاجو لأولاده الثلاثة. إضافة إلى ذلك، قارن المستخدمون على شبكات التواصل بين هذا الحكم والأحكام التي أصدرها القضاء الإيراني بحق المفسدين اقتصادياً والمختلسين من المال العام.
وغرّد الإيراني علي مجتهد زادة على “تويتر” قائلاً إن الحكم بالسجن عشرة أشهر و40 جلدة بسبب سرقة ثلاثة باكيتات من الكاجو “لا تتوافق مع القواعد القانونية، ولا مع الشرع ولا مع الحكمة، وإذا كان هناك اهتمام بالإصلاح في الجهاز القضائي، فتنبغي معاقبة القاضي على إصدار هذا الحكم الذي يعتبر مصداقاً للفساد القضائي ويطيح خدمات القضاة الشرفاء”.
١٠ماه حبس و۴٠ضربه شلاق بابت سرقت سه بسته بادام هندی؛این حکم نه با موازین قانونی منطبق است،نه شرع و نه تدبیر.اگر اهتمامی برای اصلاح در #دستگاه_قضایی باشد بایدشاهدبرخوردباقاضی صادرکننده حکم باشیم.این حکم مصداق #فساد_قضایی است وباعث نا ديده گرفته شدن خدمات خيل قضات شريف pic.twitter.com/ePIHeehwDW
— ali mojtahedzadeh (@alimojtahedzad3) October 25, 2021
كما تناول المغرد المحافظ حميد رضا حبيبي القضية من منطلق التجاذبات السياسية في البلاد، مخاطباً القضاة الإيرانيين قائلاً: “أيها القضاة! بماذا تحكمون على أولئك الذين أهدروا 8 سنوات من حياة 80 مليون إيرانياً”، في إشارة إلى الرئيس السابق حسن روحاني وحكومته.
كما أشار مغرد آخر بسخرية إلى الحكم الصادر بحق التاجر المحافظ حسن رعيت، الذي صدر، خلال الشهر الماضي، حكم قضائي ضده بالسجن 35 عامًا لاتهامه بالإخلال بالنظام الاقتصادي وسوق العملات الأجنبية والارتشاء واستغلال النفوذ بشكل غير قانوني، قائلاً إن “محاسبة سريعة تظهر أن رعيت الذي حكم عليه بالسجن 35 عاما سرق فقط 100 باكيت من الكاجو”.
حکم ۱۰ ماه حبس برای دزدی سه بسته بادام هندی!!!!
مگه میشه؟؟؟مگه داریم؟؟؟
دم این قضات نخبه ما گرم😏طرف ملیارد ملیارد پول مردم تو بورس خورد یه آبم روش انوقت برا 3 بسته بادوم 40 ضربه شلاق و 10 ماه حبس!!!@Ejei_com pic.twitter.com/JolUgC79xj— نوید پارسائیان (@ZahNavid) October 25, 2021
ثمة تعليقات انتقدت صاحب الدكان الذي رفع شكوى ضد هذا المواطن الذي سرق ثلاثة ظروف من الكاجو، بينما تكاليف رفع الشكوى أكثر من قيمة ما سرقه، فضلاً عن الحكم غير العادل الذي صدر بناء على شكواه ونيله من سمعة المتهم وعائلته.
ثم ذكر المغرد نويد بارسينيان نزيف البورصة الإيرانية خلال العام الأخير قائلاً: “هناك من سرق المليارات من أموال الناس في البورصة ويمرح ويفرح، لكن يصدر حكم بالسجن عشرة أشهر و40 جلدة، بسبب سرقة 3 باكيتات فقط.”
علما أن كثيرا من المستثمريين الإيرانيين فقدوا نحو 70 في المئة من رؤوس أموالهم في البورصة، وسط اتهامات للحكومة السابقة بأنها باعت الأسهم الحكومية بمبالغ عالية لتسديد عجز الموازنة، ثم تركت البورصة تنزف ما تسبب بخسائر كبيرة للمستثمرين.