الجلسة الافتتاحية لمفاوضات فيينا النووية: اتفاق على اتخاذ “خطوات عاجلة”
أعلن المبعوث الروسي إلى مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف انتهاء الجلسة الافتتاحية للجولة السابعة لمفاوضات فيينا، واصفاً بدء الجولة بأنه كان "ناجحاً جداً".
ميدل ايست نيوز: أعلن المبعوث الروسي إلى مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف، الاثنين، انتهاء الجلسة الافتتاحية للجولة السابعة لمفاوضات فيينا، واصفاً بدء الجولة بأنه كان “ناجحاً جداً”.
وأضاف أوليانوف، في تغريدة عبر “تويتر”، أن المشاركين في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اتفقوا على “اتخاذ المزيد من الإجراءات العاجلة” خلال الجولة السابعة، من دون الكشف عن طبيعة هذه الإجراءات.
من جهته، قال منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي أنريكي مورا، وهو منسق المفاوضات أيضاً، بعد انتهاء الاجتماع، إنه يشعر بـ”تفاؤل كبير بسبب ما شاهدته في اللقاء”، مضيفاً أن الحكومة الإيرانية الجديدة “لديها رغبة جادة في المباحثات”.
وتحدث عن “إصرار إيراني” على ضرورة رفع العقوبات، مشيراً إلى أنه سيتم بحث ذلك خلال اجتماعات الجولة السابعة.
وأضاف مورا، في تصريحات لوسائل الإعلام: “إننا نسعى إلى إحياء الاتفاق النووي ليستفيد الشعب الإيراني من نتائج ذلك”، وأوضح أن المفاوضات ستستمر خلال اليومين القادمين، قائلاً إن هناك “شعوراً بضرورة إعادة الاتفاق النووي إلى موقعه بشكل عاجل، لكن لا يوجد إطار زمني محسوم لتحقيق ذلك”، لافتاً إلى أن لجنة العقوبات ستبدأ غداً الثلاثاء اجتماعاتها، على أن تباشر أيضا لجنة الإجراءات النووية اجتماعاتها بعد غد الأربعاء.
وأكد أن إيران وافقت على استمرار المفاوضات على أساس نتائج الجولات الست السابقة، مشيرا إلى أن الوفد الإيراني أكد ضرورة الأخذ بالاعتبار “الحساسيات السياسية” للحكومة الجديدة الإيرانية.
وأشار منسق مفاوضات فيينا إلى لقائه مع المبعوث الأميركي روبرت مالي، اليوم الإثنين، علماً أن مالي يترأس الوفد الأميركي إلى هذه المفاوضات.
وعن مصير المفاوضات الراهنة بعد استئنافها، قال مورا: “إنني لست متفائلاً ولا متشائماً. أنظر بإيجابية إلى أن جميع الوفود عازمة على التعاون”، مستبعداً عقد اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي على مستوى وزراء الخارجية خلال المستقبل القريب.
وأوضح أن رفع العقوبات يشكل أولوية إيران، لكنه قال في الوقت ذاته: “إنهم (الإيرانيين) يدركون أن رفع العقوبات يحصل مقابل تعهدات، وهم موافقون على استمرار الحوار حول الالتزامات النووية”.
تصريحات الخارجية الإيرانية
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، من جهتها، في إفادة صحافية، انتهاء الجلسة الافتتاحية لمباحثات فيينا اليوم، قائلة إن كبير المفاوضيين الإيرانيين علي باقري كني شرح خلال الجلسة “مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن ضرورة رفع جميع العقوبات الأميركية غير الإنسانية والظالمة ضد الشعب الإيراني”.
وأكد باقري كني، وفق بيان الخارجية الإيرانية، على “ضرورة أن تكون مسألة رفع العقوبات الأولوية الأولى للمباحثات”، مشيراً إلى أن بلاده “أثبتت عملياً التزامها بتعهداتها”.
وشدد المسوؤل الإيراني على أن إيران “لديها الإرادة والعزم للتوصل إلى تفاهم عادل يؤمن المصالح الإيرانية المشروعة”، مضيفاً أن “مزاعم بعض الأطراف الغربية حول إحياء الاتفاق النووي كلام فارغ ما دامت سياسة الضغوط الأميركية القصوى قائمة”.
وذكرت الخارجية الإيرانية، في ختام البيان، أن المباحثات انعقدت في “أجواء مهنية وجادة”، مشيرة إلى الاتفاق على مباشرة لجنة رفع العقوبات اجتماعاتها ابتداء من غد الثلاثاء.
وقال باقري كني بعد الاجتماع، في معرض رده على سؤال لوسائل الإعلام، إنه “متفائل” حول المفاوضات، مؤكدا على ضرورة رفع العقوبات الأميركية، وداعياً الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية إلى “تقديم ضمانات بعدم فرض أي عقوبات على إيران مستقبلاً”.
محادثة بين الرئيسين الإيراني والفرنسي
إلى ذلك، أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعيد اختتام الجلسة الافتتاحية لمفاوضات فيينا، مساء اليوم الإثنين، اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني، لمناقشة العلاقات الثنائية ومواجهة فيروس كورونا، ومفاوضات فيينا.
واستغرقت المحادثة الهاتفية نحو ساعة ونصف الساعة، أكد فيها الطرفان ضرورة إنجاح هذه المفاوضات.
وركزت المحادثات الهاتفية بين الرئيسين الإيراني والفرنسي على مباحثات فيينا النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بواسطة أطراف الاتفاق النووي.
وقال الرئيس الإيراني لنظيره الفرنسي إن “إيفاد فريق إيراني شامل دليل على إرادتنا الجادة في المفاوضات”، داعيا فرنسا إلى “العمل مع بقية الدول في فيينا لإنجاح المفاوضات وإلغاء العقوبات”.
وأضاف رئيسي، وفق ما أورده موقع الحكومة الإعلامي، أن “إيران التزمت دائما بتعهداتها في الملف النووي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مرات عدة ذلك”، مشيرا إلى زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى إيران، الأسبوع الماضي، وقال إنه “لم يدل بأي تصريح حول عدم التزام إيران بتعهداتها، ونحن مستعدون للاستمرار في التعاون الكامل مع الوكالة”.
وأكد أن “العقوبات لم توقف مسيرة التقدم في إيران”، موضحا أن “الظروف الراهنة هي نتيجة عدم امتثال الأميركيين والأوروبيين لتعهداتهم”.
وتابع الرئيس الإيراني أن “من انتهكوا الاتفاق النووي عليهم إعادة بناء الثقة لدى الطرف الآخر لتكون المفاوضات حقيقية ومثمرة”، مضيفا أنه “لا داعي للقلق بشأن تنفيذ إيران التزاماتها إذا رفعت أميركا العقوبات ونفذت أوروبا تعهداتها”.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق موقع الحكومة الإيرانية الإعلامي، إن “الحفاظ على الاتفاق النووي مسؤولية مشتركة، وسعينا دوما لإعادة جميع الأطراف إليه”، كاشفا عن أنه أجرى مباحثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن مفاوضات فيينا، وأكد: “نحن عازمون على استمرار المفاوضات للوصول إلى نتيجة”.
وأضاف ماكرون أن بلاده “راغبة في استمرار الحوار مع إيران لإحراز التقدم في حل القضايا العالقة”.
وكانت الجولة السابعة من المفاوضات النووية في فيينا، الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، قد انطلقت مساء اليوم، وهي مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، وتقوم أطراف الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) بدور الوساطة بين الوفدين في فيينا، لتقريب وجهات النظر والوصول إلى حل.