مسؤول إسرائيلي: اغتيال فخري زاده لم يوقف برنامج إيران النووي
اعترف مسؤول إسرائيلي بأن "اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده"، الذي يُعتقد أن تل أبيب نفذته، "لم يكن له الأثر المنشود في إبطاء العمل النووي الإيراني".

ميدل ايست نيوز: اعترف مسؤول إسرائيلي، الثلاثاء، بأن “اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده“، الذي يُعتقد أن تل أبيب نفذته، “لم يكن له الأثر المنشود في إبطاء العمل النووي الإيراني”، بحسب ما ذكره موقع “تايمز أوف إسرائيل”.
ونقلت القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية عن المسؤول الإسرائيلي، الذي لم تذكر اسمه، قوله إن “اغتيال فخري زاده قبل عام لم يعرقل تقدم إيران كما كان مأمولاَ”، مضيفاً أن “الوضع الحالي (في تخصيب اليورانيوم) هو الأكثر تقدماً الذي وصلت إليه إيران على الإطلاق”.
وأضاف المسؤول أن فشل سياسة الاغتيال هو السبب في أن “هناك جهد إسرائيلي عالمي ضخم، علنياً ومن وراء الكواليس، للدفع باتجاه اتفاقية مطورة، وكذلك بناء خطة هجوم كبيرة وهامة في نفس الوقت”.
وفي نوفمبر من العام الماضي، اغتيل محسن فخري زاده، الذي وصفته إسرائيل بأنه أب برنامج الأسلحة النووية المارق لإيران، في ضربة متطورة قادها فريق من المخابرات الإسرائيلية “الموساد”، بحسب وصف الموقع الإسرائيلي.
واتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عملية الاغتيال وهددت بالانتقام، بينما لم تعلق إسرائيل علناً على الادعاء بأنها مسؤولة، على الرغم من أن رئيس الموساد السابق يوسي كوهين أكد في وقت سابق من هذا العام، أن فخري زاده كان لفترة طويلة تحت أنظار وكالة التجسس.
وتأتي تصريحات المسؤول الإسرائيلي، بعد أسابيع من نقل صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إنهم حذروا إسرائيل من أن هجماتها ضد البرنامج النووي الإيراني جاءت بنتائج عكسية، ومكنت طهران من إعادة بناء نظام تخصيب أكثر كفاءة.
وتتزامن تصريحات المسؤول الإسرائيلي، مع الجولة السابعة من مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، والتي استؤنفت الاثنين بعد 5 أشهر من تعليقها.
السيناريو الأسوأ
ودعا القادة الإسرائيليون إلى اتخاذ موقف متشدد تجاه إيران في المحادثات النووية، إذ حث رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت القوى العالمية على عدم “الاستسلام لابتزاز إيران النووي”.، ما يعد استمراراً لموقف تل أبيب الرافض للاتفاق.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين كبار قولهم إن السيناريو الأسوأ بالنسبة لإسرائيل هو رفع العقوبات عن إيران، دون اتفاق يقيد برنامجها النووي. وتوقع المسؤولون أنه في مثل هذه الحالة، يمكن لإيران أن تصل إلى القدرة على إنتاج قنبلة نووية في غضون ستة أشهر، وعند ذلك “لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى أن تأخذ مصيرها بأيديها”، وفق المسؤولين.
وأفاد موقع “أكسيوس” الأميركي، الاثنين، بأن إسرائيل تبادلت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة تظهر أن إيران “تتخذ خطوات فنية للتحضير لتخصيب اليورانيوم” حتى درجة نقاء 90%، وهو ما يعتبر من فئة الأسلحة.
ونقلت أكسيوس عن مصدرين أميركيين مطلعين أن الاستعدادات قد تمكن طهران من الوصول إلى مستويات الأسلحة، في غضون أسابيع قليلة.
ضغط إسرائيلي
وأفادت القناة 12 أن إسرائيل كانت تضغط لضمان أن أي صفقة لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، أو الاحتفاظ بأجهزة طرد مركزي متطورة، أو تترك لطهران القدرة على تطوير أسلحة نووية.
وأضافت أن إسرائيل قلقة من موقف الولايات المتحدة تجاه إيران، وشعرت أنها لم تكن حازمة بما فيه الكفاية، وكانت قلقة من أن أميركا لم تظهر قوة عسكرية كافية في الخليج العربي.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن إسرائيل تعارض رفع العقوبات عن إيران، مؤكداً أن التهديد العسكري الموثوق فقط هو الذي سيوقف برنامج طهران النووي.
وأضاف لبيد، خلال لقائه مع ماكرون في باريس، أن إسرائيل تعتقد أن إيران تضيع الوقت فقط في المحادثات، من أجل مواصلة إحراز تقدم في برنامجها النووي، والتخفيف من العقوبات الاقتصادية عليها، مشدداً على الحاجة إلى تطوير خطة بديلة فعالة إذا فشلت المحادثات.
جاء لقاء لبيد مع ماكرون بعد يوم من حديث الرئيس الفرنسي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي طالب برفع العقوبات كخطوة أولى للعودة إلى الاتفاق النووي.