التهديدات ضد إيران تتواصل من المسؤولين الإسرائيليين وانتقادات داخلية للتهديدات “الجوفاء”
تواصل إسرائيل تهديداتها ضد البرنامج النووي الإيراني في حين يستبعد البعض من الإسرائيليين أنفسهم أن يتجاوز ذلك الكلام.
ميدل ايست نيوز: تواصل إسرائيل تهديداتها ضد البرنامج النووي الإيراني في حين يستبعد البعض من الإسرائيليين أنفسهم أن يتجاوز ذلك الكلام.
وأعلن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ أنه إذا لم تتخذ الأسرة الدولية “الخطوات اللازمة” لإحباط المشروع النووي الإيراني، فإن إسرائيل ستضطر للدفاع عن نفسها.
وأضاف هرتسوغ خلال مراسم تقديم السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل توم نايدس أوراق اعتماده أن “التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل والولايات المتحدة حاليا هو التهديد الإيراني”.
وأشار إلى أن إسرائيل “تتابع التطورات في هذا المضمار عن كثب بما في ذلك المفاوضات مع طهران، وأنها سترحب في أي حل دبلوماسي شامل للقضية بشكل يضمن إزالة التهديد الإيراني إلى الأبد”.
وتابع أنه “في حال لم يتم التوصل إلى مثل هذا الحل فإن إسرائيل لا تزال تحتفظ بكافة الخيارات التي ستظل مطروحة على الطاولة”.
ورحب بنايدس قائلا إن “إسرائيل تتطلع إلى العمل معا بانسجام وتنسيق”، مشيرا إلى أن “اتفاقيات إبراهيم قد غيرت تماما المناخ السياسي في المنطقة”.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن تل أبيب لن تسمح لطهران بإنتاج قنبلة نووية، وذلك تزامنا مع المفاوضات المنعقدة في فيينا بين إيران والقوى العالمية حول الاتفاق النووي.
وقال غانتس في تصريح لقناة i24news إن “مفاوضات فيينا لن يتمخص عنها اتفاق نووي مع الدول العظمى لأن إسرائيل لن تسمح لإيران أن تكون نووية”.
وأضاف: “دولة إسرائيل قوية وتعرف كيف تواجه الأمور، نحن نعتقد أنه لا يجب السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، مشيرا إلى أن “إسرائيل دولة صديقة للولايات المتحدة وستبقى كذلك”.
ولدى سؤاله عن زيارته الأسبوع الجاري لواشنطن، أجاب بأن الزيارة تهدف لتعزيز العلاقات والتنسيق مع الولايات المتحدة.
ويوم أمس الأحد اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أنه “يجب أن تبدأ إيران في دفع ثمن انتهاكاتها”.
وفي إطار الحديث عن المفاوضات النووية التي تجريها طهران مع قوى عالمية، قال بينيت خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي: “لقد انتهت جولة المفاوضات الأولى بين إيران والدول العظمى دون تحقيق أي نتائج، حيث يتفاوض الإيرانيون، كما كان متوقعا، بمهارة، وهم تراجعوا عن كافة التفاهمات السابقة كما واتخذوا موقفا حازما وهمجيا للغاية”.
وتابع: “وقد حصلنا على مثال على الابتزاز النووي الذي تحدثت عنه حينما نشر أثناء المحادثات الجارية في فيينا خبر شروعهم في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20% من خلال أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشاة فوردو الواقعة تحت الأرض، مما يعد خطوة في غاية الخطورة”.
وأكمل بينيت: “أناشد كافة الدول التي تتفاوض مع إيران في فيينا، الالتزام بالخط الحازم، والتوضيح لإيران أنه من المستحيل التخصيب والتفاوض في آن واحد..عاد وزير الخارجية، يائير لابيد، من جولة مباحثات في أوروبا حول هذا الموضوع ، وفي الأيام المقبلة سيغادر وزير الدفاع ومدير الموساد إلى واشنطن لمواصلة التعامل مع الأمر”.
وقال نفتالي بينيت:”هدفنا هو الاستفادة من نافذة الفرصة التي فتحت بين الجولات لإخبار أصدقائنا في الولايات المتحدة أن هذا هو الوقت المناسب لاستخدام مجموعة أدوات مختلفة ضد اندفاع إيران إلى الأمام في مجال التخصيب”.
وأردف رئيس الوزراء الإسرائيلي: “يجب أن تبدأ إيران في دفع ثمن انتهاكاتها..هدف النظام الإيراني رفع العقوبات، ومن أجل هذا ذهبوا إلى فيينا مع عشرات المستشارين وخبراء العقوبات، لأن هذا هدفهم..القدرة على فعل ما يفعلونه الآن فيما يتعلق بالإرهاب وفي المجال النووي ، فقط هذه المرة يريدون تعزيزهم بعشرات المليارات من الدولارات، ورياح خلفية لجميع أنشطتهم”.
واستطرد: “نحن نجري حوارا مكثفا حول هذا الموضوع مع الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين وروسيا وغيرهم”.
هذا وأوضح بينيت في كلمة أخرى قائلا: “قوتنا في وحدتنا.. سيكون لصفقة سيئة مع الإيرانيين تداعيات على أمننا القومي.. لذلك، هناك وقت لكل شيء، وقت للصمت ووقت للكلام، حان الوقت للتحدث”.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك انتقد مسؤولي بلاده على إطلاق “تهديدات جوفاء ومتغطرسة” ضد إيران، داعيا الحكومة إلى تعزيز التنسيق مع واشنطن لمنع امتلاك إيران أسلحة نووية.
وحمل باراك، في مقال نشره في صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الأحد، رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، مسؤولية “إخفاق في صلبه إهمال ووهم ذاتي خطير”. كما اتهم باراك نتتياهو بتعمده الاصطدام بإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، في العام 2015، موضحا أن نتنياهو أهدر بخطوته هذه “فرصة ذهبية بتعظيم قوة إسرائيل بشكل غير مسبوق وتسليحها بوسائل تمكنها من هجوم مستقل ضد النووي الإيراني”.
ووصف باراك حض نتنياهو للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على الانسحاب من الاتفاق النووي، في العام 2018، بأنه “خطوة تنطوي على هوس” وسمحت لإيران بالتقدم نحو “دولة عتبة نووية”.
وأضاف أن “خطورة الإخفاق تتضح عندما ندرك أنه من أجل إعداد خيار عسكري لإحداث تأخير حقيقي بالبرنامج النووي، ثمة حاجة إلى عدة سنوات ومساعدات أمريكية مكثفة، إلا أن نتيجة ذلك هي أنه في غضون أشهر معدودة، بإمكان الإيرانيين أن يتحولوا إلى دولة عتبة نووية لن يكون بالإمكان إيقافها من الوصول إلى سلاح نووي في توقيت تختاره هي. وهذا واقع جديد يستوجب تقييما رصينا للوضع.
واعتبر رئيس شعبة الأبحاث السابق بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلداد شافيت أن احتمال اللجوء إلى الحل العسكري مع إيران ضئيل، وأن طهران ستحاول جاهدة الوصول لاتفاق في محادثات فيينا.
وقال شافيت في لقاء خاص لقناة i24news: “لست مقتنعا أنه يوجد تقدم في مفاوضات فيينا التي تجريها الدول الأوروبية مع إيران، رغم حسن النية من جانب الإيرانيين للوصول إلى اتفاق”.
وتابع: “هناك معلومات بأن إسرائيل تفكر في خيار عسكري وتم رصد أقوال مسؤولين بهذا الشأن، ولكني اعتقد أن إسرائيل لا تمتلك حتى الآن هذه القدرة ولكنها تقوم حاليا ببناء هذه القدرة لتكون في جهوزية تامة في حال قررت أن تنفذ أي قرار عسكري”.
وأضاف شافيت: “التصريحات التي تطلقها إسرائيل بشأن الهجوم العسكري هي مجرد لفت انتباه القوى العالمية. الجيش الاسرائيلي يوسع استعداداته وهذا سيستغرق كثيرا من الوقت، وهذه التصريحات هي بمثابة ضغط على الغرب والمنظومة الدولية التي تبدو متشككة أصلا حول هذا الاختيار أو هذه الفكرة”.
وغادر رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنياع السبت إلى الولايات المتحدة لعقد اجتماعات رفيعة المستوى، وفي حوزته أحدث المعلومات الاستخبارية التي ينقلها لكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
قد يعجبك:
رئيس الموساد يزور واشنطن لتقديم معلومات جديدة حول البرنامج النووي الإيراني