محادثات فيينا.. طهران تتهم الثلاثي الأوروبي بالتقاعس في تقديم مبادرة “بناءة”

نقلت وكالة رويترز عن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري قوله إن الدول الأوروبية تقاعست عن تقديم أي مقترح أو مبادرة بناءة.

ميدل ايست نيوز: نقلت وكالة رويترز عن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري قوله إن الدول الأوروبية تقاعست عن تقديم أي مقترح أو مبادرة بناءة وسط جهود إحياء اتفاق عام 2015 المبرم مع إيران، فيما جددت دول السبع الكبرى التأكيد على ضرورة وقف إيران ما وصفته بتصعيدها النووي.

وقال باقري -في تصريحات لقناة “برس تي في” (PressTV)- إن الأطراف الأوروبية -في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي ضمن القوى الكبرى التي تحاول إنقاذ الاتفاق- أخفقت في الخروج بأي مبادرة لحل الخلافات بشأن رفع العقوبات عن إيران.

أكد رئيس الوفد الإيراني إلى مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي، علي باقري كني، بعد مشاورات مع الطرفين الروسي والصيني، أن بلاده ستواصل العمل من أجل التوصل إلى “صفقة جيدة”.

وقال باقري، في تغريدة نشرها مساء الأحد: “أجريت ظهر اليوم لقاء بناء ومثمرا مع كبيري المفاوضين الروسي والصيني. شاركنا أفكارنا حول كيفية المضي قدما كما نسقنا مواقفنا حول عدد من القضايا. سنواصل عملنا المكثف والجاد من أجل التوصل إلى صفقة جيدة”.

وقال مصدر في الوفد الإيراني المفاوض في فيينا للجزيرة إن المفاوضات مستمرة بجدية، وتتناول المقترحات الإيرانية.

وذكر المصدر الإيراني أن الثلاثي الأوروبي يعرض نقاطا مبالغا فيها تُبطئ سير التفاوض، وفق تعبيره، وأكد المصدر أن طهران ترفض بشدة ضغط الأوروبيين لإدراج مطالب من خارج الاتفاق النووي.

أما من جانب القوى الدولية الكبرى، فقد جدد وزراء خارجية الدول السبع التأكيد على ضرورة وقف إيران تصعيدها النووي.

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس قالت إن مباحثات فيينا تمثل الفرصة الأخيرة لطهران للعودة إلى طاولة مفاوضات الاتفاق النووي.

وأضافت -على هامش أعمال قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في ليفربول- أن هذه الدول لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

كما حثت الوزيرةُ البريطانية طهران على تقديم ما وصفته بعرض جدي على طاولة المفاوضات، وقالت إن الوقت ما زال أمامها لفعل ذلك.

يشار إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة استؤنفت -بوساطة من الأوروبيين خصوصا- في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في فيينا في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والهادف لمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك السلاح الذري.

وأتاح اتفاق 2015 رفع الكثير من العقوبات المفروضة على طهران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. من جهتها، قامت الأخيرة بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

وبينما تتابع إسرائيل عن كثب تطور المحادثات في فيينا، تشير صحف إسرائيلية إلى أنها دخلت مرحلة التأهب العسكري.

فقد نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول كبير أنه لا معارضة أميركية لهجوم إسرائيلي على إيران.

أما صحيفة هآرتس، فأوردت أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أمر أمس السبت الجيش بالاستعداد لاحتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران.

بينما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن غانتس وضع الأميركيين -خلال لقائه بهم الخميس الماضي- في صورة الجدول الزمني الذي يحتاج إليه جيشه لمهاجمة إيران.

ونقلت جيروزاليم بوست عن مصدر دبلوماسي رفيع قوله إن الأميركيين لم يعبّروا عن معارضتهم للاستعدادات الإسرائيلية عندما عرض لهم غانتس الموعد النهائي.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن مسؤولا عسكريا إيرانيا كبيرا توعد أمس السبت “المعتدين” بدفع “ثمن غالٍ”، وذلك بعد نشر تقرير عن خطط أميركية إسرائيلية لإجراء تدريبات عسكرية محتملة استعدادا لضربات على مواقع نووية إيرانية في حال فشل الدبلوماسية.

وذكرت وكالة نور الإخبارية التابعة لأعلى جهاز أمني بإيران -في تغريدة على تويتر- نقلا عن مسؤول عسكري -لم تذكر اسمه- أن “إتاحة الأجواء لكي يختبر القادة العسكريون الصواريخ الإيرانية على أهداف حقيقية ستكبد المعتدين ثمنا غاليا”.

وفي وقت سابق، حذر مسؤولان إيرانيان بارزان من أن أي هجوم لتل أبيب على منشآت إيرانية سيعني نهاية إسرائيل، وأكدا أن طهران “على أتم الجاهزية” لتدمير إسرائيل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى