وول ستريت جورنال: إيران تكثف عمليات ترحيل الأفغان
منذ عدة أسابيع، تقوم إيران بترحيل لاجئين أفغان هربوا إليها من المعارك وعدم الاستقرار في بلادهم بعد سيطرة طالبان على مقاليد الحكم فيها.
ميدل ايست نيوز: منذ عدة أسابيع، تقوم إيران بترحيل لاجئين أفغان هربوا إليها من المعارك وعدم الاستقرار في بلادهم بعد سيطرة طالبان على مقاليد الحكم فيها.
وخلال الأيام الأخيرة، زادت السلطات عدد المرحلين إلى ما بين 2500 و4000 أفغاني كل يوم، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
وينتهي بهؤلاء المطاف في مدينة زرنج، عاصمة ولاية نيمروز الأفغانية الحدودية، مما يضاعف من توتر الوضع المتوتر أصلا على الحدود.
وفي وقت سابق من هذا الشهر تبادلت القوات الإيرانية وقوات طالبان إطلاق النار بقذائف الهاون والرشاشات بعد نزاع بين المزارعين الإيرانيين ومقاتلي طالبان حول ترسيم الحدود.
ويسافر الأفغان المرحلون سيرا على الأقدام إلى زرنج، في ظل ظروف مناخية سيئة، وعلى طرق غير معبدة في الغالب.
وفي نوفمبر الماضي، قالت الوكالة النرويجية للاجئين إن هناك حوال 3.5 مليون أفغاني مقيم في إيران، نحو 780 ألفا منهم فقط معترف بهم كلاجئين.
ومنذ سقوط كابول يوم 15 أغسطس بيد طالبان، أغلقت باكستان حدودها تقريبا أمام الأفغان، ورحلت إيران مئات الآلاف منهم في الأشهر الأخيرة، من دون النظر حتى في طلبات اللجوء.
وتنقل وال ستريت جورنال قصة جندي سابق في الجيش الأفغاني التابع للحكومة المخلوعة، رحلته إيران إلى بلاده على الرغم من إصابته بكسر في فقرتين خلال محاولته الثانية للهرب إلى إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الأمم المتحدة لم تذكر اسمه قوله إن “السلطات الإيرانية تلقي الناس ببساطة على الحدود”.
وعادة ما يدخل المهاجرون الذين لا يحملون جوازات سفر أو تأشيرات إيرانية إيران عبر طرق تهريب في صحراء ولاية نيمروز، حيث تلتقي حدود أفغانستان وإيران وباكستان.
ويعبر العائدون في طريق العودة جسر الحرير الذي يربط بين أفغانستان وإيران وهم يسيرون إلى جانب شاحنات الوقود ويدفعون عربات متهالكة فيها أمتعتهم، بينما يلفون وجوههم بأوشحة ويرتدون نظارات سباحة للحماية من الرمال المتطايرة.
ومنذ أغسطس تم ترحيل حوالي 360 ألف شخص، وغادر 126 ألف شخص طوعا، بحسب وال ستريت جورنال التي نقلت عن مسؤولي الأمم المتحدة قولهم إن “العديد من هؤلاء عادوا على الأرجح لأنهم كانوا يخشون الترحيل”.
وبالإضافة إلى طالبان، يهرب الأفغان من وضع اقتصادي صعب فاقمته العقوبات الدولية على طالبان وإيقاف المانحين لمعظم المعونات الإنسانية إلى البلاد.
وقد أسهمت حركة طالبان في الانهيار الاقتصادي، كما منعت معظم النساء من العمل والتعليم، فيما تعيش البلاد أسوأ جفاف منذ أربعة عقود.
بشكل عام، انكمش اقتصاد البلاد بنسبة 40 بالمئة منذ أغسطس وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وفي الاجمال، عاد حوالي 1،2 مليون أفغاني إلى بلادهم من إيران هذا العام، وهو أعلى عدد مسجل لعام واحد، طبقا للمنظمة الدولية للهجرة.
وتعهد الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، بتقليص الهجرة إلى البلاد، خلال حملته الانتخابية.
ويعتبر الأفغان أكثر جنسية تحاول اللجوء إلى إيران، التي تجمعها بها علاقات لغوية وروابط قومية بين الشعبين.
وقالت نائبة المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، زهرة إرشدي، في أكتوبر الماضي “الآن بعد أن تضرر الاقتصاد الإيراني بشدة من جراء الوباء، فضلا عن العقوبات القسرية الأحادية الجانب، واستضافة أكثر من 300 ألف لاجئ أفغاني جديد في الأشهر الأخيرة، لم نعد قادرين على استضافة السكان النازحين”.
ونقلت وال ستريت جورنال عن، فاطمة أمان، وهي زميلة بارزة في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، قولها إن “طهران قلقة من أن تصبح إيران مركزا للاجئين كما هو الحال فى تركيا”.
وتؤوي إيران وباكستان حوالي 90 بالمئة من الأفغان المسجلين كلاجئين في جميع أنحاء العالم والبالغ عددهم 2.6 مليون لاجئ – وهو ثاني أكبر عدد من اللاجئين بعد السوريين – وفقا لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.