طهران ترى تقدما جزئيا وواشنطن تعتبر أن مفاوضات النووي الإيراني “لا تسير على ما يرام”

واشنطن نقلت لإيران عبر مفاوضين أوروبيين وبشكل مباشر "انزعاجها" بشأن "التقدم" الذي تحرزه طهران في برنامجها النووي.

ميدل ايست نيوز: قالت القوى الأوروبية ومنسق المحادثات إن المشاركين في المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني لم يعد أمامهم سوى أسابيع للتوصل لاتفاق، وذلك بعد تأجيل المفاوضات لمدة لا تقل عن 10 أيام.

وأفاد موقع “الجزيرة نت” في تقرير له، أن القوى الكبرى كانت قد أعلنت مساء أمس الجمعة اختتام الجولة السابعة من المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني دون التوصل إلى اتفاق، وأكدت أنها ستعقد جولة جديدة قبل نهاية العام.

وقال المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا إنريكي مورا إن الجولة الثامنة ستستأنف قريبا، وإن مهام معقدة تنتظرها، كما قالت بريطانيا وألمانيا وفرنسا إن الاتفاق النووي قد يفقد جدواه في غضون أسابيع.

وقال مورا في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع الرسمي الختامي للجولة السابعة من المحادثات “ليس أمامنا شهور، بل أسابيع فقط للتوصل لاتفاق”.

وأضاف أنه يأمل في استئناف المحادثات هذا العام، وأشار بعض المسؤولين مبدئيا إلى يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

انزعاج أميركي

ومن جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في واشنطن إن المفاوضات “لا تسير على ما يرام”.

وأكد في ندوة لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية، عبر الإنترنت، أن المفاوضات “تبيَّن على مدار العام أنها أشد صعوبة مما كنا نتمناه”، في وقت تمضي فيه إيران قدما “بوتيرة سريعة” في برنامجها النووي.

وأضاف أن واشنطن نقلت لإيران عبر مفاوضين أوروبيين وبشكل مباشر “انزعاجها” بشأن “التقدم” الذي تحرزه طهران في برنامجها النووي لكنه رفض إضافة تفاصيل حول مضمون هذه الرسائل.

وفي السياق ذاته، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصحفيين أمس الجمعة إن الولايات المتحدة تعتقد أن الوقت اللازم لإيران كي تصنع سلاحا نوويا أصبح الآن “قصيرا فعلا” وبصورة مثيرة للانزعاج.

ولم يحدد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بشكل دقيق هذه المدة، لكنه أكد أنه “وقت قصير فعلا. قصير بشكل غير مقبول”.

غير أن مسؤولا رفيعا بالخارجية الأميركية قال إنه يمكن استئناف محادثات فيينا قبل نهاية العام، وإن بلاده مستعدة للعودة لها.

وأضاف المسؤول الأميركي “ملتزمون بالعودة للاتفاق النووي بشرط أن تفعل إيران الشيء نفسه”، لافتا إلى أن جولة مباحثات فيينا الأخيرة “أفضل مما توقعنا وأقل مما ينبغي أن يكون”.

تقدم جزئي

بدوره، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إن الأطراف الغربية قبلت بعض النقاط بشأن رفع العقوبات، وهو ما اعتبره تقدما جزئيا.

وصرح باقري للصحفيين بأنه “إذا قبل الطرف الآخر وجهات النظر المنطقية لإيران، فمن الممكن أن تكون الجولة التالية من المحادثات هي الجولة الأخيرة”.

في عام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرم في فيينا عام 2015 ويهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية ضد إيران. ثم أعادت واشنطن فرض عقوبات على طهران تؤثر بشدة على الاقتصاد الإيراني.

وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجيا عن تنفيذ غالبية الالتزامات الأساسية التي ينص عليها.

على صعيد متصل، أعلنت طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا الأربعاء أنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن استبدال الكاميرات في مجمع تيسا النووي في كرج غرب طهران، بعد أن تضررت بهجوم في يونيو/حزيران حمّلت إيران مسؤوليته لإسرائيل.

 

قد يعجبك:

“ورقة فرنسية” في محادثات فيينا.. ومندوب روسيا: أحرزنا بعض التقدم

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى