بلينكن: تقدم إيران في برنامجها النووي يزيد صعوبة العودة للاتفاق
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن تقدم إيران المستمر في برنامجها النووي يزيد من صعوبة العودة إلى الاتفاق النووي.
ميدل ايست نيوز: قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن تقدم إيران المستمر في برنامجها النووي يزيد من صعوبة العودة إلى الاتفاق النووي، محذراً من أن واشنطن قد تبحث عن بدائل أخرى غير التفاوض.
وتوقفت الأسبوع الماضي، الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، الرامية لإعادة الطرفين إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي لعام 2015، دون إحراز اختراق.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي، أفادت به قناة الشرق إن “الوقت الذي يجب التوصل فيه إلى اتفاق مع إيران لإحياء الاتفاق النووي أصبح قصيراً جداً”.
وأضاف: “لن أعطي موعداً محدداً تنتهي فيها مهلة التوصل إلى اتفاق أو عدد الأمتار التي تفصلنا عن الطريق المسدود في المفاوضات، لكن العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي أصبحت تزداد صعوبة بسبب التقدم المستمر لإيران في برنامجها النووي”.
وحذر وزير الخارجية الأميركي من أن “الولايات المتحدة لن تصبر على إيران في حال محاولتها كسب الوقت في تطوير برنامجها النووي، عن طريق الانخراط في طاولة المفاوضات بسوء نية لإبطاء المفاوضات”، مشدداً على أن “هذا الأمر لن يحصل”.
وانتقد بلينكن قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، قائلاً: “نحن هنا في هذا الموقف بسبب أسوأ قرار اتخذته الدبلوماسية الأميركية خلال العقد الأخير، وذلك بالانسحاب من الاتفاق النووي”.
وأضاف: “هذه الاتفاقية كانت تضع قيوداً شديدة على البرنامج النووي الإيراني. حين انسحبت الإدارة السابقة، قدمت وعوداً بتعويض الاتفاق النووي السابق باتفاق أقوى، وفي القوت ذاته، قالت إن سياسة (الضغط القصوى) التي نطبقها ضد إيران سوف تقوض نشاطاتها الخبيثة في المنطقة”.
وتابع: “لكن العكس حصل. فإيران تحررت من قيود الاتفاق النووي، بينما لم يتم التوصل إلى أي اتفاق جديد. وفي الوقت ذاته، استمرت إيران في التحرك بشكل عدواني في دولة بعد أخرى في المنطقة”.
وأشار إلى أن الإدارة الحالية “تتعامل الآن مع هذا الوضع، ونحاول وضع القيود القديمة على برنامج إيران النووي. لكن إذا عجزنا عن القيام بذلك بسبب عدم انخراط إيران بحسن نية في المفاوضات، فإننا سنبحث عن بدائل وخيارات أخرى”.
من جانبه، حذّر المفاوض الأميركي، روبرت مالي، من أن الهامش الزمني المتاح لإنقاذ الاتفاق النووي بات يقتصر على “بضعة أسابيع” إذا ما واصلت إيران تطوير أنشطتها الذرية بالوتيرة الحالية، مشيراً إلى خطر اندلاع “أزمة” إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
والمفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران التي استؤنفت في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بعد توقف استمر خمسة أشهر، علّقت مجدداً.
وأعرب مالي في تصريح لشبكة “سي.أن.أن” الإخبارية الأميركية عن أمله باستئناف المحادثات “سريعاً”.
ومنذ أسابيع عدة تحذّر واشنطن من أنّ الوقت المتاح لإحياء الاتفاق المبرم في العام 2015 بين الدول الكبرى وطهران حول برنامجها النووي شارف على النفاد.
وتتّهم دول الغرب طهران بمواصلة تطوير قدراتها الذرية وعرقلة المحادثات. لكن الولايات المتحدة ترفض في الوقت الراهن تحديد مهل زمنية نهائية للجهود الدبلوماسية.
والثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر صحافي: “لن أحدد موعداً نهائياً”، لكنّه أكد أن الهامش أصبح “ضيقاً جداً جداً جداً”.
من جهته حذّر مالي من أنه “في مرحلة معينة، في مستقبل غير بعيد، سيتعين علينا الإقرار بأن الاتفاق النووي عفا عليه الزمن، وسيتعين علينا التفاوض حول اتفاق مختلف تماماً، مع عبور فترة تأزم وتصعيد”.
ولدى مطالبة الشبكة الأميركية المفاوض الأميركي بتحديد موعد هذا الأمر اكتفى بالقول: “إذا توقفوا عن تطوير قدراتهم النووية؛ يكون لدينا وقت أكثر بقليل. إذا استمروا بالوتيرة الحالية، لن يكون لدينا سوى بضعة أسابيع، ليس أكثر، قبل التوصل إلى استنتاج بأن الاتفاق النووي لا يمكن إحياؤه”.
من جهته أكد بلينكن أن الإدارة الأميركية تدرس “بشكل فاعل” “بدائل” و”خيارات” أخرى في حال فشلت المفاوضات.