موسكو: أقنعنا إيران بالتخلي عن بعض مطالبها في المحادثات النووية
قال المندوب الروسي في مفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف إن روسيا والصين أقنعتا إيران بـ"التخلي عن بعض مطالبها" خلال مفاوضات فيينا النووية.
ميدل ايست نيوز: قال المندوب الروسي في مفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف، اليوم الأربعاء، إن روسيا والصين أقنعتا إيران بـ”التخلي عن بعض مطالبها” خلال مفاوضات فيينا النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المترنح، في وقت رأت الولايات المتحدة تقدماً محتملاً في المفاوضات مع إيران.
وأوضح أوليانوف في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أن إيران كانت تطالب بأن تركز المفاوضات على مسألة رفع العقوبات فحسب وليس المسائل النووية، مشيراً إلى أنها قبلت في نهاية المطاف ببدء الجولة السابعة من المفاوضات “على أساس مسودات الجولة السادسة” التي انتهت في العشرين من يونيو/حزيران الماضي.
وتعليقا على تصريحات أميركية وأوروبية بأن الوقت بات ينفد أمام إحياء الاتفاق النووي والدعوة إلى الإسراع في الوصول إلى نتيجة، قال المسؤول الروسي إن “هناك مبالغة ما. نعم هناك استعجال، لكن اسمحوا أن نحذر قليلاً وألا نعين مهلاً مصطنعة” في إشارة غير مباشرة إلى مهلة أميركية للتوصل إلىى اتفاق حتى نهاية يناير/كانون الثاني أو مطلع فبراير/شباط، حسب موقع “أكسيوس” الأميركي.
وأكد أوليانوف: “لا يمكنني ضمان الوصول إلى اتفاق لكن فرص ذلك كبيرة للغاية. أنا في هذه المرحلة متفائل وليس هناك ما يدعوني للتشكيك”، مشيراً إلى أن جميع أطراف المفاوضات ومنها إيران والولايات المتحدة “تريد إحياء الاتفاق النووي”.
وتعليقاً على اتهامات لإيران بالسعي لكسب الوقت في المفاوضات لتطوير برنامجها النووي، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا إن “الوقت الراهن ليس لأجل تهديد إيران بممارسة المزيد من الضغوط عليها. حتى إن قام الإيرانيون بإنتاج كمّ ملحوظ من المواد النووية، فماذا سيحصل؟ هذه المواد لن تستخدم من دون رؤوس نووية، وإيران لا تمتلك هذه الرؤوس”.
من جهتها، رأت الولايات المتحدة تقدماً محتملاً في المفاوضات مع إيران، لكنها انضمت الى المفاوضين الأوروبيين في التشديد على الحاجة الملحة لتقليص البرنامج النووي الإيراني.
مصادر: الجولة الحالية من المفاوضات النووية هي الجولة النهائية
وكانت أطراف مفاوضات فيينا النووية قد أطلقت جولتها الثامنة، يوم الإثنين الماضي، وسط حالة ترقب شديد لمخرجات هذه الجولة التي تنعقد تحت ضغط تصاعد التحذيرات الأميركية من أن “الوقت بات ينفد”، مع الحديث عن مهلة حتى نهاية يناير/كانون الثاني أو مطلع فبراير/شباط للوصول إلى نتيجة، فضلاً عن تبادل رسائل عسكرية تحذيرية بين إيران وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، للصحافيين في واشنطن، بحسب ما أوردت وكالة “فرانس برس”: “قد يكون هناك بعض التقدم المتواضع الذي تم إحرازه”.
وأضاف: “لكن بطريقة أو بأخرى من المبكر القول إلى أي مدى كان هذا التقدم جوهرياً. على الأقل نعتقد أن أي تقدم تحقق لا يرقى إلى خطى إيران النووية المتسارعة”.
وشددت الدول الأوروبية، أمس الثلاثاء، على “الطابع الملح” لإنجاز المفاوضات في وقت تقترب فيه طهران “بشكل كبير” من مخزون اليورانيوم الضروري لصنع قنبلة ذرية.
وقال مفاوضون من الدول الأوروبية الثلاث، الأطراف في اتفاق العام 2015 وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا غداة استئناف المفاوضات في فيينا “هذه المفاوضات ملحة”.
وأضاف هؤلاء: “من الواضح أننا نقترب من نقطة يكون فيها التصعيد النووي الإيراني أفرغ الاتفاق من مضمونه”، مشددين على أن الوقت المتاح يقاس “بالأسابيع وليس بالأشهر لإنجاز المفاوضات”.
وحذرت إسرائيل، العدو اللدود لإيران من اللجوء الى خيارات عسكرية في حال بلغت طهران قريبًا “العتبة النوويّة”، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة ذرّية.
وحذرت إدارة بايدن أيضا من العودة لممارسة الضغوط إذا فشلت المفاوضات وواصلت إيران أنشطتها النووية.
وانعقدت ست جولات من المفاوضات في عهد حكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، والجولة السابعة التي انطلقت بعد 5 أشهر من انتهاء الجولة السادسة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كانت الأولى في عهد الرئيس الإيراني الجديد المحافظ إبراهيم رئيسي الذي تسلك حكومته توجهاً وتكتيكاً مختلفاً عن سلفها في المفاوضات، وهو ما ترجمته من خلال تقديم مسودتي مقترحات حول رفع العقوبات والمسائل النووية في مستهل الجولة السابعة، سجلتا تعديلات على ما توصل إليه المفاوضون خلال الجولات السابقة، وهو ما اعتبرته الأطراف الغربية “انقلاباً” على المسودات السابقة.