هل ينجح رئيسي فيما فشل فيه رؤساء إيران السابقون مع روسيا؟

"المحافظين" الذين يمسكون بمقاليد السلطة في إيران والموالين لروسيا، يسعون إلى تعميق العلاقات مع موسكو في جميع المجالات.

ميدل ايست نيوز: زار الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، روسيا هذا الأسبوع، في ثالث زيارة خارجية له بعد توليه منصبه، ورافقه وزراء الخارجية والنفط والاقتصاد، سعيا إلى تحقيق تحول كبير في العلاقات الروسية الإيرانية، وفق مجلة “فورين بوليسي“.

وتشير المجلة إلى أن “المحافظين” الذين يمسكون بمقاليد السلطة في إيران والموالين لروسيا، يسعون إلى تعميق العلاقات مع موسكو في جميع المجالات.

ولم يطلق أي رئيس إيراني منذ 1979 دعوات علنية لخلق علاقات استراتيجية مع موسكو، لكن مع رئيسي بات تركيز طهران الآن على روسيا.

وبحسب المجلة، فقد نقل عن السفير الإيراني السابق في موسكو، سيد محمود رضا سجادي، قوله إن الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، قال بعد عودته من زيارة رسمية سابقة لإيران، إنه زار بلدين، بلد المرشد الأعلى وبلد الرئيس السابق حسن روحاني.

وكان بوتين يشير إلى تناقض رغبات المسؤولين في إيران، إذ في وقت كان يرغب فيه المرشد الأعلى إلى توثيق العلاقات مع روسيا، كانت حكومة روحاني تفضل إصلاح العلاقات مع الغرب.

وتقول المجلة إن الرئيس الحالي لإيران، إبراهيم رئيسي، سعى لإيصال رسالة للروس مفادها أن طهران جادة حاليا في تعزيز العلاقات.

لكن لا يرى الرأي العام الإيراني روسيا على أنها منقذ لإيران من مشاكلها، وفق ما تنقل المجلة. وتقول “فورين بوليسي” إن السؤال الذي يشغل السلطات الإيرانية هو كيف يمكن لموسكو أن تساعد طهران على تجاوز العقوبات الأميركية والغربية.

وتقول المجلة إن البلدين، رغم الاختلافات، يمكن أن يجدا أرضية للتفاهم في سوريا، لكن طهران وموسكو لن ينسجما فيما يتعلق بأجندتهما في الشرق الأوسط.

وفي وقت يتوقع فيه رئيسي أن تكون لزيارته إلى موسكو نتائج ملموسة في الجانب الاقتصادي، تقول “فورين بوليسي” إن الإيرانيين عليهم أن يقدموا حوافز أكبر للروس خاصة في مجال الطاقة الذي ترى فيه موسكو طهران منافسا لها.

وتشير المجلة إلى أن الجانب الدبلوماسي يشهد انسجاما بين الروس والإيرانيين ولم يشهد أي أزمة منذ 1989.

وعلى الجانب الآخر، تتجاهل واشنطن التقارب الروسي الإيراني، بحسب المجلة، رغم أنها قلقة من “تبعية” طهران لموسكو وبكين.

وتخلص المجلة إلى أن مناخ “عدم الثقة” الحالي الذي يطبع العلاقات الروسية الإيرانية يمنح واشنطن بعض الوقت لصياغة استراتيجية لمواجهة أي تقارب حقيقي في المستقبل.

يذكر أن موسكو وطهران تربطهما علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية قوية ومصالح مشتركة في أفغانستان، وهما حليفان رئيسيان لرئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في سوريا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 + 12 =

زر الذهاب إلى الأعلى