خلاف بين العسكريين والسياسيين في إسرائيل بشأن إيران.. وتدريبات مشتركة مع أمريكا
قال رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية إن العودة إلى الاتفاق النووي ستزيد اليقين بشأن القيود القائمة على البرنامج النووي الإيراني.
ميدل ايست نيوز: كُشف النقاب عن اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، على إجراء “تدريبات عسكرية مشتركة” بعد محادثات قادها مسؤولون أمنيون قريبون من قادة البلدين، في الوقت الذي تواصلت فيه الخلافات بين المؤسسة العسكرية من جهة، والمؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل من جهة أخرى، حول التعامل مع ملف إيران النووي.
وحسب تقرير لصحيفة “القدس العربي” جاء الكشف عن التدريبات المشتركة، خلال لقاء افتراضي عقد بين مستشاري الأمن القومي لواشنطن وتل أبيب، دون معرفة إن كان هدفه التحضير لعملية عسكرية ضد إيران أم لا.
وخلال اللقاء، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إنه في الوقت الذي تبقى فيه الولايات المتحدة ملتزمة بالمسار الدبلوماسي باعتباره أفضل طريق لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية، إلا أنها “تعد العدة مع شركائها لخيارات أخرى” وذلك في حال فشل الدبلوماسية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الاجتماع عقد في ظل الأنباء عن اقتراح بتوقيع “اتفاق مرحلي” مع ايران والذي طرحه الجانب الروسي في محادثات فيينا، الأمر الذي يثر قلقا في إسرائيل.
وحسب التقرير الإسرائيلي، فقد عقد اللقاء بين سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولاتا، ليل الأربعاء، ضمن إطار المجموعة الاستشارية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتقول إسرائيل أن الاقتراح قد يمنح طهران الفرصة للحصول على شروط أفضل والإفراج عن ملايين الدولارات في أرصدة كانت مجمدة حتى الآن بسبب العقوبات.
وقد كان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قد صرح بأن المحادثات في فيينا وصلت إلى “لحظة الحسم”، وقال: “هناك نافذة فرص قصيرة لإحياء الاتفاق المبرم مع الدول الكبرى من عام 2015”.
يشار إلى أن التعامل مع الملف النووي الإيراني، أثار موجة من الخلاف داخل إسرائيل، حيث انتقد رئيس الحكومة نفتالي بينيت تعامل سابقه بنيامين نتنياهو مع هذا الملف، وقال: “الحرب الباردة بين إسرائيل وإيران تدار منذ عشرات السنوات من جانب واحد. يوجهون لنا الضربات، ولا نوجّه لهم. أحاطونا بأذرع أخطبوط، ونحن وجّهنا ضربات إلى الأذرع والمبعوثين، بدلا من الرأس”.
وكان بينيت دعا الشهر الماضي إلى الإنهاء الفوري للمحادثات التي تجريها قوى دولية مع إيران، كما قال في تصريحات سابقة إن إسرائيل غير ملزمة بالموافقة على أي عودة محتملة للاتفاق النووي.
وكشف تقرير لموقع “واللا” العبري مؤخرا، أن جلسة مجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، التي ناقشت قبل أكثر من أسبوع هذا الملف، شهدت قيام رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الجنرال الون حليوه، بالإعلان عن رأيه خلال الجلسة والمتمثل بأن توصل طهران والدول العظمى في المباحثات النووية في فيينا لاتفاق أفضل لإسرائيل، من وضع تفشل فيه المفاوضات ولا يتم التوصل الى اتفاق بتاتا.
وخلال الجلسة، قال حليوه إن العودة إلى الاتفاق النووي ستزيد اليقين بشأن القيود القائمة على البرنامج النووي الإيراني، والذي لن يكون موجودا في حال عدم وجود اتفاق.
وقال: “العودة إلى الاتفاق ستوفر وقتا إضافيا بالنسبة لإسرائيل، وستتيح الاستعداد بصورة أفضل وبدون ضغوطات لسيناريوهات تصعيد مع إيران”.
وبحسب التقرير العبري الذي تناول تفاصيل الجلسة، فإن تصريحات حليوه، جاءت ردا على مراجعة قام باستعراضها ديفيد برنيع رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي أمام المشاركين في الجلسة.
وقد استعرض رئيس الموساد التقييم الاستخباراتي السنوي لجهازه، حيث اتخذ موقفا مختلفا عن موقف حليوه، وبحسب أحد الوزراء، فإن رئيس “الموساد” لم يعبر عن تأييد للعودة إلى الاتفاق النووي، لكنه شدد بأنه يعتقد أن هناك المزيد من الوقت للتأثير على الولايات المتحدة بشأن شروط اتفاق من هذا القبيل.