إيران تقدم “مقترحات جديدة” في محادثات فيينا

قدم الوفد الإيراني، خلال مفاوضات فيينا النووية الرامية لإحياء الاتفاق النووي "مقترحات جديدة"، وفقا لتصريحات للمندوب الصيني بالمفاوضات.

ميدل ايست نيوز: قدم الوفد الإيراني، خلال مفاوضات فيينا النووية الرامية لإحياء الاتفاق النووي “مقترحات جديدة”، وفقا لتصريحات للمندوب الصيني بالمفاوضات وانغ كوان.

وأفاد موقع “العربي الجديد” نقلا عن وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، مساء السبت، بأن المندوب الصيني قال أثناء دخوله فندق “كوبورغ”، حيث تنعقد فيه المباحثات بين إيران والمجموعة “1+4” الشريكة بالاتفاق النووي، إن “الجميع متفقون على أننا وصلنا إلى المرحلة النهائية، وخاصة أن الزملاء الإيرانيين قدموا حزمتهم النهائية”.

وبشأن الأنباء عن احتمال انعقاد اللجنة المشتركة لأعضاء الاتفاق النووي، قال المندوب الصيني: “لا اجتماع للجنة على جدول الأعمال، لكن هناك اجتماعات مختلفة ثنائية ومتعددة الأطراف” بين المفاوضين.

إلى ذلك، نقلت “إرنا” عن مصدر إيراني مقرب من الوفد الإيراني المفاوض تأكيده تقديم الوفد مقترحات جديدة من دون الكشف عن طبيعتها، مضيفاً أن “تقديم المقترحات بات أمرا اعتياديا في أي مفاوضات، وإيران منذ اليوم الأول كانت في الطليعة في تقديم مقترحات جديدة، وكانت تحث أطرافاً أخرى على ذلك”.

وأكد المصدر أن “الفريق الإيراني المفاوض يدرس أي مقترح جديد، طبعاً إذا كان هناك مقترحاً بالأساس”، موضحا أن “الجميع يجب أن ينتبهوا إلى أن أي تطور خارج مفاوضات فيينا لن يؤثر على جدول أعمالها”. وقال المصدر الإيراني إن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قرارات لإحياء الاتفاق النووي، داعياً إياها إلى أن “تتخذ قرارها النهائي وتنهي إطالة هذه العملية وبقاء الأمور عالقة”.

قضايا معقدة

من جهتها، أكدت وكالة “إيسنا” الإيرانية أن مسألة التحقق من تنفيذ التعهدات والتحضير لتنفيذ متبادل للالتزامات “تمثل أحد التعقيدات” بالمفاوضات، “لكونها موضوعا جديدا لم يسبق طرحه من قبل”، مشيرة إلى أن “تحويل الأفكار والمقترحات في هذا الصدد إلى نصوص بات أمرا معقدا وصعبا”.

وأوضحت “إيسنا”، في الوقت ذاته، أنه “حصل اتفاق على أن يبدأ الطرف الغربي تنفيذ تعهداته في بادئ الأمر بعد التوصل إلى اتفاق، وذلك للتحقق من تنفيذه هذه التعهدات”، لافتة إلى أنه قبل اكتمال هذه العملية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا “لن تنفذ إيران التزاماتها، ولذلك سوف تستغرق عملية التحقق من تنفيذ التعهدات عدة أسابيع”.

وفيما تشكل أيضاً مسألة الضمانات، التي تطالب بها إيران، موضوعا شائكا آخر بالمفاوضات لم يتم التوصل إلى حل بشأنه، أكدت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية أن “الحفاظ على الإنجازات النووية للبلاد يمثل أهم ضمان مستدام لاتفاق محتمل”.

وفي السياق، كانت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا، قد كشفت في وقت سابق، أن إيران تريد الاحتفاظ بـ”إنجازاتها النووية المتمثلة في أجهزة الطرد المركزي واحتياطيات اليورانيوم عالي التخصيب كإحدى الضمانات الضاغطة على الطرف الآخر لمنعه من الانسحاب من الاتفاق لاحقاً”.

وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن هناك نقطتين مهمتين عالقتين في ملف الإجراءات النووية التي تطالب بها الأطراف الغربية إيران “مرتبطتين بمصير آثار التقدم النووي الإيراني بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي (عام 2018)، وتتمحوران تحديداً حول أجهزة الطرد المركزي المتطورة، واحتياطيات اليورانيوم عالي التخصيب (بنسبة 20 و60 في المائة)”.

وأشارت المصادر إلى أن “واشنطن مصرة على تدمير أجهزة الطرد المركزي هذه، وعلى نقل احتياطيات اليورانيوم المخصب بدرجة عالية إلى الخارج”.

استمرار اللقاءات

في غضون ذلك، استمرت اللقاءات والاجتماعات على مختلف المستويات في فيينا، سواء على مستوى لجان الخبراء أو على مستوى لقاءات ثنائية أو متعددة الأطراف بين رؤساء الوفود.

وفي السياق، أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين محمد باقري كني، اليوم السبت، لقاءات مع نظرائه بالترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، فضلا عن لقائين مع منسق المفاوضات أنريكي مورا، ولقاءات مع المندوبين الروسي والصيني.

وغرّد المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، بشأن لقائه مع باقري كني، قائلا إنهما بحثا “الطريق إلى الأمام بشكل مفصل”.

إلى ذلك، قال أوليانوف إنه التقى رئيس الوفد الأميركي روبرت مالي مجريا معه مباحثات بشأن “أكثر القضايا المثيرة للجدل التي يجب حلها”.

وتُعقد حالياً الجولة الثامنة، وهي أطول الجولات، وقد انطلقت يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتوقفت خلالها المفاوضات ثلاث مرات. وتؤكد جميع الأطراف أن المفاوضات قد دخلت مرحلتها الأخيرة، وأن الاتفاق بات رهين قرارات سياسية للطرفين الرئيسيين، الأميركي والإيراني، اللذين يرميان الكرة كل إلى ملعب الآخر بالقول إن على الطرف الآخر اتخاذ هذه القرارات.

وتؤكد الأطراف الأميركية والأوروبية أن المفاوضات لا يمكن أن تستمر في ظل التقدم المستمر لبرنامج إيران النووي واقترابه من العتبة النووية.

وبدأت مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن يوم الثاني من إبريل/ نيسان الماضي بواسطة أطراف الاتفاق النووي، وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك بهدف إحياء الاتفاق النووي المترنح منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 وإعادة فرضها العقوبات على إيران بشكل أقسى من قبل.

وفي المقابل، أنهت إيران العمل بجميع القيود “العملياتية” المفروضة على الاتفاق النووي، وطورت برنامجها بشكل أكبر من مرحلة ما قبل التوصل إلى الاتفاق عام 2015. وتسعى أطراف المفاوضات حالياً إلى التوصل إلى اتفاق لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بعد رفعها العقوبات وعودة إيران إلى التزاماتها النووية المنصوص عليها فيه.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى