كبير المفاوضين الإيرانيين: الاتفاق على كل شيء أو لا شيء

تتزايد المؤشرات في فيينا على قرب التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، يتم بموجبه إحياء الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية في 2015.

ميدل ايست نيوز: تتزايد المؤشرات في فيينا على قرب التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، يتم بموجبه إحياء الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية في 2015، والذي يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وحسب تقرير لموقع “الجزيرة نت” فقد قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يوم أمس الأربعاء إنه لم يتبق على اتخاذ قرار بشأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية سوى أيام، وإن الاتفاق “بات على بعد خطوات”.

وقال الوزير الفرنسي أمام برلمان بلاده “وصلنا الآن إلى نقطة حاسمة. إنها ليست مسألة أسابيع، بل مسألة أيام”، مشيرا إلى أن القوى الغربية وروسيا والصين متفقة على الخطوط العريضة للاتفاق.

وأضاف “مطلوب من الإيرانيين اتخاذ قرارات سياسية. إما أن يكونوا سببا في اندلاع أزمة خطيرة في الأيام القادمة أو يوافقوا على الاتفاق الذي يحترم مصالح جميع الأطراف”.

من جهته، أفاد المندوب الصيني في المفاوضات وانغ غون بأن المحادثات أصبحت في مرحلتها الأخيرة وعلى بعد خطوات من الاتفاق النهائي.

واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي الأسبوع الماضي، بعد توقف دام 10 أيام.

وقام مسؤولون من الأطراف الأخرى في الاتفاق، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا، بتحركات مكوكية بين الجانبين في مسعى لسد الفجوات.

وأشار دبلوماسيون غربيون في السابق إلى أنهم يأملون في تحقيق انفراجة في الوقت الحالي، لكن القضايا الصعبة لا تزال عالقة. وترفض إيران تحديد أي مهلة تفرضها القوى الغربية.

وبدأ الاتفاق يتداعى عام 2018 عندما انسحب منه الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران، التي بدأت بعد ذلك في التحلل من القيود المفروضة على أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران متمسّكة بـ”اتفاق نووي بِضمانات”، وطالب واشنطن بإظهار حسن نيتها عبر الإفراج عن جزء من أموال إيران أو رفعِ بعض العقوبات قبل أي حديث عن تفاوض مباشر معها.

وبدوره، رد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني على تصريحات لو دريان، داعيا القوى الغربية “للتحلي بالواقعية وتجنب العناد واستخلاص الدروس من السنوات الأربع الماضية”. وقال على تويتر “حان الوقت لاتخاذ قرارات جادة من جانبهم”.

ومضى يقول “بعد أسابيع من المحادثات المكثفة بتنا أقرب من أي وقت مضى للتوصل لاتفاق”، لكنه أضاف “لا اتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق على كل شيء”.

وأوضح كبير المفاوضين الإيرانيين أن المفاوضات بلغت مرحلة يجب معها على جميع الأطراف أن تتخذ قرارها بشأنها.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة في خضم المراحل النهائية من المحادثات غير المباشرة مع إيران للعودة إلى الاتفاق النووي. ووصف المحادثات بأنها في المرحلة الحاسمة لتحديد مصير العودة للاتفاق.

وقال برايس “نحن مخلصون وحاسمون في جهودنا لاختبار ما إذا كان يمكن تحقيق العودة المتبادلة. ما زلنا نعتقد أنها أفضل سبيل لفرض قيود دائمة يمكن التحقق منها على برنامج إيران النووي”.

وفي سياق ذي صلة، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن زيارة وفد اقتصادي إيراني لسول، في حين اعتبرت وكالة “بلومبيرغ” هذه الزيارة أولى خطوات إيران للعودة إلى سوق النفط إذا رفعت العقوبات.

وذكر موقع وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن الوفد يضم مسؤولين من البنك المركزي، ووزارة النفط وشركة النفط الوطنية الإيرانية.

وناقش الجانبان عددا من القضايا، بما في ذلك الأموال الإيرانية المجمدة، وتصدير النفط الخام الإيراني إلى كوريا الجنوبية في حال رفع العقوبات.

يذكر أنه قبل العقوبات كانت كوريا الجنوبية عميلا رئيسيا للخام الإيراني الخفيف، وكان مشترو النفط فيها يستوردون من إيران بالأساس المكثفات، وهي نوع خفيف للغاية من النفط الخام.

وطالبت طهران مرارا بالإفراج عن حوالي 7 مليارات دولار من الأموال المجمدة في بنوك كوريا الجنوبية بموجب العقوبات الأميركية، قائلة إن سول تحتجز الأموال “رهينة”.

وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده إن إيران تنظر إلى المحادثات باعتبارها مؤشرا محتملا على محاولات إعادة تأسيس العلاقات التجارية مع كوريا الجنوبية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى