مصادر: مفاوضات فيينا تدخل مرحلة بحث القضايا العالقة “الأكثر حساسية”

أكدت مصادر مواكبة مطلعة على المفاوضات أن "إبرام الاتفاق ليس محسوما خلال الأيام المقبلة، لكن فرص التوصل إليه زادت كثيرا".

ميدل ايست نيوز: تتواصل الجولة الثامنة والأخيرة من مفاوضات فيينا في ظل أجواء يخيم عليها الترقب والتفاؤل الحذر، حيث يبحث المفاوضون القضايا العالقة “الأكثر حساسية” التي تقول إيران إنها “من خطوطها الحمراء”، مع مطالبة غربية بإنهاء مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، وحديث الاتحاد الأوروبي عن أن “النتيجة غير واضحة بعد”، مقابل تأكيد روسي على أن المفاوضات “على وشك عبور خط النهاية”.

وأكدت مصادر مواكبة مطلعة على المفاوضات لموقع “العربي الجديد“، أن “إبرام الاتفاق ليس محسوما خلال الأيام المقبلة، لكن فرص التوصل إليه زادت كثيرا”.

وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن “المباحثات مستمرة بشأن القضايا العالقة، لكنها لم تحرز تقدما في معالجة هذه القضايا حتى آخر الليلة الماضية (الإثنين ـ الثلاثاء)”، مؤكدة أن “المفاوضين بانتظار ما يصلهم من العواصم من قرارات إذ إن جزءا من المواضيع المتبقية فنية والبقية الأهم سياسية بحاجة إلى قرارات من أعلى المستويات”.

وأوضحت أن “أهم القضايا المتبقية يتمثل في نطاق العقوبات وطريقة رفعها ورفع الحظر عن الحرس الثوري والخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية” بشأن أربعة مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها.

وتطرقت المصادر في حديثها إلى مسألة رفع العقوبات عن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، موضحة أنه “على الرغم من عدم موافقة واشنطن على ذلك بعد، لكنه لا يشكل عقبة كبيرة لأن هناك ميلاً أميركياً لرفعها، لكن الولايات المتحدة ترى حرجا وصعوبة في إخراج الحرس من قائمة العقوبات بسبب المعارضة الداخلية”.

وعن المواضيع التقنية المتبقية، لفتت المصادر إلى مسألة الضمانات، والتسلسل الزمني لخطوات الطرفين في تنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى أن “مسألة الضمانات حلت إلى حد كبير مع الموافقة المبدئية على احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المركزي المتطورة في الداخل وعدم تدميرها، لكنها ما زالت تطلب ضمانات سياسية واقتصادية”. وعن التسلسل الزمني لتنفيذ الاتفاق، قالت مصادر “العربي الجديد” إن “هناك اتفاقا مبدئيا للإفراج عن أرصدة إيرانية أولا ثم قيام إيران بخطوات نووية وثم رفع واشنطن عقوبات، لكنها لن ترفع بالكامل قبل أن تتحقق الوكالة الدولية من تنفيذ إيران التزاماتها النووية”.

وتابعت أن “عملية تنفيذ الاتفاق بالكامل وتحقق الطرفين من تنفيذ الآخر تعهداته ستستغرق عدة أشهر”، مؤكدة أنه “ما زالت هناك بعض التفاصيل حول التسلسل الزمني لتنفيذ الاتفاق لم تتبلور وبحاجة إلى اتفاق لكن هذا الملف لا يشكل مانعا مهما”، مع الإشارة إلى أن المفاوضين في فيينا يبحثون الجزئيات الفنية المتبقية مع انتظار المواقف النهائية من العواصم حول القضايا الأكثر أهمية، فإن حلت، فيمكن التوصل إلى حلول سريعة لتلك التفاصيل المتبقية.

غير أن هذه المصادر لم تستبعد أن “تطول فترة الجولة الثامنة أكثر من ذلك إذا لم تتم معالجة القضايا الباقية خلال هذا الأسبوع “، لافتة إلى أن “وجهات نظر الوفدين الصيني والروسي أقرب إلى الطرفين الأميركي والأوروبي من إيران حول القضايا المتبقية”.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في مقابلة مع قناة “سي إن إن” الأميركية، أثناء مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن أخيرا، نشرت نصها الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء، إنه “في ما يتعلق بإيران فأنا متفائل بشأن نتيجة المفاوضات ولدى الحكومة (الإيرانية) إرادة جادة للتوصل إلى اتفاق جيد وعاجل”.

وزاد الوزير الإيراني نبرة التفاؤل إلى درجة القول “لم نقترب إلى اتفاق جيد إلى هذا المستوى”، غير أنه رمى الكرة في الملعب الأميركي والأوروبي، مؤكدا أن التوصل إلى اتفاق نهائي بات رهين “ابتكارات ومرونة الطرف الغربي”.

وأضاف أمير عبداللهيان أن “المواضيع المتبقية من خطوطنا الحمراء فنحن في مسألة الضمانات لم نحصل بعد على ابتكار عملي وجدير بالثقة من الطرف الأميركي”، مؤكدا “ضرورة حل جميع القضايا في المجال النووي ومجال رفع العقوبات في رزنامة واحدة”.

وتابع أنه “ليس مقبولا أن نقبل بنظام التحقق الشديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي الوقت نفسه تبقى بعض مواضيع مرتبطة بنا على جدول أعمال مجلس محافظي الوكالة الدولية”، في إشارة غير مباشرة إلى الخلافات بين طهران والوكالة.

وحذر أمير عبداللهيان من فشل المفاوضات، قائلا إنه “إذا ما لم تظهر أميركا والأطراف الغربية (الأخرى) واقعية فهي ستتحمل مسؤولية فشل المفاوضات”.

النتيجة ما تزال “غير واضحة”

من جهته، أكد منسق مفاوضات فيينا، أنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” أن مفاوضات فيينا “تمر بلحظة فاصلة”، قائلا إنها تقترب من النهاية بعد عشرة أشهر.

غير أن اقتراب المفاوضات من نهايتها لا يعني أن التوصل إلى اتفاق حتمي، إذ أكد منسق المفاوضات أن “النتيجة لا تزال غير واضحة”، مشددا على ضرورة حل “القضايا الأساسية” المتبقية.

ولفت إلى أن جميع الوفود منخرطة انخراطا كاملا في المفاوضات و”هناك نشاط مكثف” في فندق كوبورغ، حيث تعقد المفاوضات.

من جهتها، قالت المندوبة البريطانية في مفاوضات فيينا، ستيفاني القاق، في تغريدة على “تويتر”: “الآن في نهاية لعبة هذه المفاوضات، حان الوقت لنختتم مفاوضات فيينا”.

إلى ذلك، غرد المندوب الروسي، ميخائيل أوليانوف، قائلا إنه أجرى اليوم الثلاثاء مباحثات مع منسق المفاوضات أنريكي مورا، وتبادلا وجهات النظر حول الوضع الراهن بالمفاوضات.

وختم أوليانوف تغريدته بالقول إن “المفاوضات بشأن إحياء خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) على وشك عبور خط النهاية”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى