خبراء أميركيون: الوصول لخط النهاية بمفاوضات النووي الإيراني يحتاج قرارات حاسمة

تشير تكهنات العديد من المصادر المطلعة إلى التوصل لتفاهمات عامة حول الخطوط العريضة للاتفاق، كرفع العقوبات وإخضاع البرنامج النووي لقيود صارمة.

ميدل ايست نيوز: تؤكد الكثير من المصادر الغربية والأميركية اقتراب التوصل إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران في مباحثات فيينا الحالية.

وتشير تكهنات العديد من المصادر المطلعة إلى التوصل لتفاهمات عامة حول الخطوط العريضة للاتفاق، كرفع العقوبات وإخضاع البرنامج النووي لقيود صارمة، حسب تقرير لموقع “الجزيرة“.

ولا تزال العديد من النقاط المهمة معلقة وتبحث عن حل، خاصة في ما يتعلق باستمرار تصنيف الحرس الثوري جماعة إرهابية في الولايات المتحدة، أو رفع العقوبات المفروضة على عدد من المسؤولين الإيرانيين الحاليين، إضافة إلى غياب ضمانات أميركية جادة بعدم انسحاب الإدارات القادمة مستقبلا من الاتفاق الجديد.

خط النهاية

واعتبر الخبير في الشأن الإيراني بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي أن كلا الجانبين أصبح الآن أقرب إلى التوصل لاتفاق من أي وقت مضى منذ بدء المحادثات، ويعربان عن تفاؤلهما.

لكن في الوقت نفسه، يدعو كل طرف الآخر إلى اتخاذ قرارات سياسية صعبة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.

وأشار عزيزي إلى أن “هذا النوع من التفاؤل الحذر ما هو إلا محاولات أخيرة من جانب الطرفين لتحقيق أقصى استفادة من المفاوضات في هذه المرحلة، ولكن في الوقت نفسه هناك بالفعل عدد من القضايا التي لا تزال قادرة على تعقيد الاتفاق أو عرقلته، وفي هذه المرحلة يبدو أن مدى إزالة العقبات المقبلة هو إحدى نقاط الخلاف الرئيسية”.

من جانبها، تصر إيران على ضرورة رفع جميع العقوبات المفروضة أو التي أعيد فرضها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب قبل أن تستأنف تنفيذ التزامات الاتفاق النووي.

وتطالب طهران واشنطن بالتراجع عن قرارها تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

وذكر عزيزي مسألة معقدة أخرى ذات أهمية بالنسبة لإيران، وهي الحصول على “ضمانات” بأن الولايات المتحدة لن تنسحب مرة أخرى من الاتفاق.

وقدم الإيرانيون عدة مقترحات في هذا الصدد، بما في ذلك فكرة بيان يصدر عن الكونغرس الأميركي بشأن هذه المسألة.

ومع ذلك، يعتقد عزيزي أنه إذا وافقت واشنطن على إزالة العقوبات بشكل كبير فإن إيران ستكون مستعدة لقبول ولو حتى نوع من الضمان الرمزي ولن تصر كثيرا على الضمانات الفعلية.

وتحاول إيران كذلك الحفاظ -قدر الإمكان- على التقدم التكنولوجي في المجال النووي الذي حققته خلال العامين الماضيين، ويبدو أن هذه نقطة أخرى لم يتم التوصل إلى تسوية نهائية بشأنها بعد.

زعيما الدولتين يرغبان في الاتفاق

واعتبر السفير ديفيد ماك مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط أن قائدي الدولتين يريدان التوصل إلى اتفاق.

واعتبر ماك أن “الرئيس بايدن يدرك أن الرأي العام الأميركي ليست لديه رغبة في نشوب صراع مسلح خطير جديد في الشرق الأوسط، وطالما استطاع القول إنه لم يقدم تنازلات كبيرة تتجاوز الاتفاق القديم فلن يجدد غضاضة في دعم الاتفاق الجديد”.

من ناحية أخرى، أعتبر ماك أن “المرشد الأعلى في إيران سيكسب دعم الرأي العام في بلاده إذا تمكن من الحصول على تخفيف أو رفع كبير للعقوبات الدولية، وقد ذكرت إيران دائما أنها لا تسعى للحصول على سلاح نووي، وإذا كان هذا صحيحا فإن تخفيض برامجها الحالية للتخصيب النووي بشكل كبير يمكن أن يرضي الولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي ويحفظ وجه النظام الإيراني”.

وأشار إلى “أن الوضع الإقليمي يشجع الأطراف على إحياء الاتفاق النووي، حيث تمضي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالفعل في تحسين علاقاتهما مع إيران، وفي إسرائيل هناك مجموعة من الخبراء العسكريين والاستخباراتيين الذين خرجوا علنا ليقولوا إن الأمن الإسرائيلي أفضل حالا بموجب شروط الاتفاق النووي السابق، وإن نتنياهو كان مخطئا في الضغط من أجل انسحاب واشنطن”.

جهود إيرانية

وتتفق باربرا سلافين -وهي خبيرة في الشؤون الإيرانية ومديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي- مع رؤية السفير ماك، وتقول إنها تشعر بقرب التوصل إلى اتفاق بين الأطراف.

وقالت سلافين “أرى أن الإيرانيين يحاولون تخفيف المزيد من العقوبات بما في ذلك إلغاء تجميد الأصول مقدما، وإلغاء إدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن القائمة الأميركية للإرهاب، كما أن طهران تضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل ما قد يحدث لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي يتعين إزالتها، وهناك أيضا سؤال حول كيفية صياغة تعهدات واشنطن بالبقاء ضمن الاتفاق إذا قامت إيران بذلك”.

في الوقت ذاته، لا يستبعد أستاذ شؤون الأمن القومي في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني جودت بهجت حدوث انهيار في المفاوضات على الرغم من عدم ترجيحه ذلك.

وقال بهجت إن “كلا الطرفين يزعم أن الكرة في ملعب الآخر، وإلى الحاجة إلى اتخاذ قرارات حاسمة، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى نتائج واضحة حول مطالب إيران برفع جميع العقوبات أو ما يضمن لها عدم انسحاب الإدارة الأميركية القادمة من الاتفاق”.

ويرى بهجت أن التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى العالمية بشأن إحياء الاتفاق النووي أصبح قريبا جدا.

وفي 21 فبراير/شباط ذكر المسؤولون الإيرانيون أنه تم إحراز تقدم كبير، في حين أنه قبل بضعة أشهر شكك العديد من المحللين في إمكانية التوصل إلى اتفاق، بيد أن معظم المحللين والمصادر القريبة من المفاوضات في فيينا أعربوا في الأسابيع الأخيرة عن تفاؤلها.

تشاؤم في غير محله

ولا يملك أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة الدفاع الوطني والمسؤول العسكري الأميركي السابق ديفيد دي روش نفس درجة التفاؤل التي عرضها الآخرون.

ويقول إن “التقارير الواردة من فيينا متضاربة، فمن ناحية تم تجاوز الموعد النهائي الذي فرضته إدارة بايدن على نفسها، وهو ما يعني إما أننا قريبون تماما من التوصل إلى اتفاق، أو أن الجانب الأميركي في حاجة ماسة إلى التوصل لاتفاق”.

لكن دي روش أشار إلى أنه يمكن اعتبار “رفع واشنطن بعض العقوبات المتعلقة بإجراءات الأمن في النووي الإيرانية قبل أسبوعين إشارة على ما يبدو إلى أن آفاق التوصل إلى اتفاق أصبحت قريبة”.

ويرى أن استقالة 3 من أعضاء فريق التفاوض الأميركي -بمن فيهم نائب رئيس وفد بلاده- ربما تعني أنهم ربما غير راضين عن التنازلات التي ربما يستعد رئيس الوفد روبرت مالي لقبولها.

في حين اعتبر سينا عضدي الخبير في المجلس الأطلسي والباحث بمؤسسة دراسات دول الخليج أن “الأطراف قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق كبير”.

ويعتقد عضدي أن “النقاط الشائكة الباقية هي ما تتضمنه من تصنيف جهات إيرانية منظمات إرهابية في عهد ترامب، إضافة إلى شبكة من التعقيدات في العقوبات لجعل إحياء الاتفاق صعبا للغاية”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى