قلق إسرائيلي من تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على الاتفاق النووي

تبدي أوساط الإسرائيلية قلقا كبيرا من إمكانية قبول الولايات المتحدة التوقيع على اتفاق نووي خلال مفاوضات فيينا يحقق مطالب إيران.

ميدل ايست نيوز: تبدي أوساط الإسرائيلية قلقا كبيرا من إمكانية قبول الولايات المتحدة التوقيع على اتفاق نووي خلال مفاوضات فيينا يحقق مطالب إيران لحرصها على التفرغ لمواجهة تداعيات الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

ونقل المعلق العسكري في القناة “13”، ألون بن دافيد، عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير قوله: “الأميركيون مستعدون الآن للتوقيع على ورقة بيضاء فقط من أجل التخلص من هذا الإزعاج وإبعاده عن طاولة البحث”.

وفي تحليل نشره موقع صحيفة “معاريف” لفت بن دافيد إلى أن القوى العظمى تضع أمام إيران حاليا “عرض الأحلام الذي يمثل صيغة ضعيفة من الاتفاق النووي الأصلي الذي وقع في 2015، فإن كان الاتفاق السابق سيئا (لإسرائيل) فإن الاتفاق المطروح سيئ بشكل كبير”.

واستدرك بن دافيد بأن الإيرانيين قد لا يبدون حماسة للتوقيع على الاتفاق لأنهم يشعرون بأن “المنظومة الدولية لا تعمل وأن العالم الغربي في أوج ضعفه؛ وهذا قد يدفعهم لمواصلة التفاوض بهدف الحصول على مزيد من التنازلات”.

وأضاف أنه حتى لو أجل الإيرانيون التوقيع على الاتفاق فإنه لن يختلف عن الاتفاق السابق باستثناء أن الاتفاق الجديد يتجاهل التقدم الذي أحرزه المشروع النووي الإيراني.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن الاتفاق الجديد سيفرض قيودا على إيران بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم وكميته إلا أن هذه القيود لن تكون ذات قيمة لأن لدى طهران قدرات علمية وتكنلوجية تمكنها من تخصيب اليورانيوم بالنسبة التي تؤهلها لإنتاج قنبلة نووية.

وحسب بن دافيد، فإن الاتفاق المتبلور يتجاهل التطور الذي حققته إيران في مجال إنتاج أجهزة الطرد المركزي؛ مشيرا إلى أنه حسب الاتفاق الجديد فإن إيران ليست مطالبة بتدمير هذه الأجهزة بل تخزينها فقط؛ بحيث يكون بإمكانها استئناف استخدامها في المستقبل.

وأبرز حقيقة أن الاتفاق يمنح إيران الحق في الإعلان عن الأطراف التي تخل بالاتفاق، مما يعني أنه سيكون من حقها عدم الالتزام بقيود الاتفاق بمجرد أن تعلن أية إدارة أميركية قادمة انسحابها منه، كما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وشدد على أن “أسوأ” ما في الاتفاق البند الذي يحدد عام 2031 كموعد لوقف العمل بالاتفاق مما يعني منح إيران الفرصة لتخصيب اليورانيوم بالنسبة التي تمكنها من إنتاج سلاح نووي.

وأوضح أن إيران أعلنت أنها لن توقع على أي اتفاق يشترط المصادقة عليه من قبل مجلس النواب الأميركي.

وخلص إلى أن إسرائيل تتجه إلى التعايش مع الاتفاق المتبلور عبر الطلب من الأميركيين رزمة تعويضات تتضمن قدرات تكنولوجية جديدة؛ مشيرا إلى أن إسرائيل ستستغل هامش الحرية المتاح لها للعمل ضد المشروع النووي الإيراني.

إسرائيل رفضت دعم مشروع قرار في مجلس الأمن ضد روسيا

من جهة أخرى، رفض الاحتلال الإسرائيلي دعم مشروع القرار في مجلس الأمن الذي أعدته الولايات المتحدة والذي يندد بالغزو الروسي لأوكرانيا، والذي سقط بعد أن استخدمت روسيا الليلة الماضية ضده حق النقض (الفيتو).

وذكر براك رفيد، المعلق السياسي لموقع “واللاه” والمتعاون مع موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي أن الرفض الإسرائيلي لدعم المشروع جاء رغم أن إدارة الرئيس الأميركي جون بايدن طالبتها بذلك.

وفي سلسلة تغريدات على حسابه على “تويتر”، اليوم السبت، لفت رفيد إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل ليست عضوا في مجلس الأمن إلا أن الولايات المتحدة طلبت منها ومن دول أخرى الإعلان عن دعم القرار والتوقيع عليه.

وأشار رفيد إلى أن 80 دولة ليست أعضاء في مجلس الأمن وقعت وأعلنت دعمها لمشروع القرار الأميركي.

ويشار إلى أن 11 دولة عضواً في مجلس الأمن أيدت مشروع القرار فيما امتنعت كل من الإمارات، والصين والهند عن التصويت فيما استخدمت روسيا ضده حق النقض.

ونقل رفيد عن مسؤول في الخارجية الإسرائيلية قوله إن رفض إسرائيل التوقيع على الاتفاق والإعلان عن دعمه لأنها ليست عضواً في مجلس الأمن كما أن استخدام الروس حق النقض كان سيسقطه.

وحسب المسؤول ذاته فإن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها أنه على الرغم من رفضها الغزو الروسي لأوكرانيا إلا أن هناك العديد من الاعتبارات التي توجه سياساتها وأن هذه الدول تعي طابع تلك الاعتبارات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى